في وقت تهرول دولة الإمارات لإعادة العلاقات مع نظام الأسد وترسل المسؤولين والوفود واحداً تلو الآخر أحبطت السلطات الإماراتية محاولة تهريب كمية ضخمة من "الكبتاجون" تم إدخالها من مناطق سيطرة النظام السوري إلى الإمارات داخل علب الفاصولياء تمهيداً لتهريبها إلى دولة مجاورة للإمارات "حسب ما أفادت به الشرطة".
وقالت شرطة أبوظبي على صفحتها في "فيسبوك" إنها ألقت القبض على شخص حاول تهريب 4.5 ملايين قرص من مخدر "الكبتاجون" داخل مُعلبات مواد غذائية محفوظة،
وبحسب وكالة الأنباء الإمارتية (وام)، كشف مدير مديرية مكافحة المخدرات بقطاع الأمن الجنائي في شرطة أبوظبي العميد طاهر الظاهري أن العملية تكللت بالنجاح بعد تنفيذ خطة أمنية محكمة لتتبع تحركات المشتبه به، بعد وصول معلومات من مصادر سرية خاصة للمديرية عن نية المتهم إدخال كمية كبيرة من أقراص الكبتاغون إلى دولة الإمارات تمهيداً لتهريبها إلى إحدى الدول الشقيقة.
وأوضح أن فريق مكافحة المخدرات قام برصد لحظة وصول المتهم إلى أحد منافذ الدولة وقيامه باستيراد كمية كبيرة من عُلب الفاصوليا الخضراء المحفوظة وتمكن من استخلاصها على أنها مواد غذائية، وباتباع كافة الإجراءات القانونية وفي لحظة الصفر قام الفريق بمداهمة المتهم والقبض عليه عند وصوله إلى المخزن في إحدى إمارات الدولة لتفريغ علب الفاصوليا تمهيدا لإخفاء المخدرات داخلها.
وأضاف بأن احترافية عناصر المكافحة أسفرت عن افشال مخطط المتهم وضبط ما يقارب 4.5 مليون حبة من مخدر الكبتاجون والأدوات المستخدمة في إعداد وتجهيز وتغليف المواد المخدرة للإتجار والترويج لها.
وتُعدّ حبوب الكبتاغون مادة محضّرة كيميائيًا منبهة للجهاز العصبي المركزي، وتسبب الإدمان بدرجة كبيرة، وتؤدي إلى مشاكل جسدية ونفسية خطيرة تسبب الوفاة، وهي حبوب محرمة على المستوى الدولي ومدرجة على لائحة المخدرات.
وكان تقرير لمجلة "ايكونوميست" البريطانية صدر في تموز 2021، أكد أن سوريا تحولت إلى دولة مخدرات تشكّل أقراص الكبتاغون صادرها الرئيسي.
كما أن الاستخدام الداخلي لهذه الأقراص انتشر بشكل واسع، وأصبح يلحق أضراراً بالشباب.
وأوضح التقرير، أن الكبتاغون أصبح نعمة للرئيس السوري بشار الأسد، على الأقل في المدى القصير، كما أصبحت بلاده أكبر مروّج في العالم لاستخدامه.
ورغم أنّ الاتجار بالكبتاغون كان في السابق، من بين مصادر التمويل التي تستخدمها الجماعات المسلحة، فإن توطيد السيطرة على الأراضي مكّن نظام الأسد وحلفاءه الرئيسيين، من تعزيز استفادتهم من تجارة المخدرات السورية.
وتتخذ مليشيات ايران التي دعمها التحالف وسيطرت على العراق وسوريا، من الجنوب السوري مركزاً لتصنيع المخدرات وتهريبها إلى الأردن ومن ثم إلى دول الخليج.
وأقرّ الكونجرس الأمريكي في سبتمبر أيلول الماضي، مشروع قانون تعطيل وتفكيك إنتاج المخدرات والاتجار بها، والشبكات المرتبطة بنظام بشار الأسد في سوريا، وفق ما أشار عضو مجلس النواب الأمريكي "فرينش هيل"، الذي تقدّم بمشروع القرار.
وطالب مشروع القانون الحكومة الفيدرالية بتطوير إستراتيجية مشتركة بين الوكالات، لتعطيل وتفكيك إنتاج المخدرات والاتجار بها والشبكات المرتبطة بنظام بشار الأسد في سوريا.
وكان "هيل" قد قال في كلمة له بقاعة مجلس النواب، إنه بالإضافة إلى ارتكاب جرائم حرب بانتظام ضد شعبه، فإنّ نظام الأسد في سوريا أصبح الآن “دولة مخدرات”.
وأضاف، أنّ بؤرة تجارة المخدرات الحالية في سوريا، هي في الأراضي التي يسيطر عليها نظام الأسد.
كما أشار النائب "هيل"، إلى أنّ وزارة الخارجية والبيت الأبيض فشلا رغم ذلك في تضمين سوريا في قراراتهما المطلوبة بشأن عبور المخدرات الرئيسية والبلدان الرئيسية المنتجة للمخدرات غير المشروعة.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية