في السوق القديمة بالعاصمة السورية دمشق متاجر صغيرة ومنصات تباع فيها منتجات من الحرير والمعدن والجلد وأيضا "القباقيب".
والقبقاب خف مصنوع من الخشب والجلد ويرجع الى العهد العثماني حيث كان يستخدم بكثرة في المنازل والحمامات الشعبية.
ولعب القبقاب دورا في الثقافة الشعبية في العالم العربي فارتبط على سبيل المثال بشخصية "غوار" التي أداها النجم السوري دريد لحام.
لكن عدد صناع القبقاب التقليدي والتجار الذين يبيعونه تراجع كثيرا في العقود الماضية.
ورغم أن القبقاب يباع بأسعار متواضعة فقد بدأ الطلب عليه يتراجع منذ ظهور الاخفاف المصنوعة من البلاستيك.
ووصلت صناعة القبقاب في سوريا حاليا الى شفا الاندثار حيث لم يعد ينتجه الا بضعة حرفيين في المدينة.
حمزة المخللاتي يملك واحدة من ثلاث ورش تصنع القبقاب في دمشق. وأمضى حمزة نصف سنوات عمره الثمانين يصنع القبقاب الخشبي بيديه. لكنه الان أصبح يكتفي بعرضها في متجره الصغير.
وذكر المخللاتي أنه تعلم صنع القباقيب من والده لكن أولاده رفضوا أن يحذوا حذوه.
وقال حمزة المخللاتي "المصلحة لم تمت حتى الآن، لكن لا يوجد أحد غيري وصانع آخر في السوق. نحن اختيار (كبار في السن). كلهم تركوا محلاتهم. وفي سوق الحرير لا يوجد غير واحد واذا الثاني توفي خلاص انقرضت المصلحة".
وكان صناع القبقاب التقليدي يجلبون الاخشاب اللازمة لحرفتهم من واحة تقع جنوبي دمشق.
وكان الحرفيون ينحتون النعال بأيديهم الى أن ظهرت الات تؤدي هذه المهمة فأصبح عملهم يقتصر على تثبيت الجزء المصنوع من الجلد أو القماش أو القش المجدول في النعل الخشبي.
وذكر صانع اخر للقباقيب يدعى يحيى القصاص أن الناس أصبحوا يفضلون الخف المصنوع من البلاستيك لان عمره أطول.
وأضاف "القبقاب صحي وأفضل بكثير من الأحذية البلاستيكية وحتى الان الناس لابسة قبقاب وأنا لهلق (حتى الان) لابس قبقاب."
وكان القبقاب قديما شائعا في دمشق وأنحاء أخرى في سوريا وثمة اشارات عديدة له في التعبيرات المحلية. وتصدر القباقيب أحيانا من سوريا الى بلاد أخرى منها مصر ولبنان.
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية