خروج عن المألوف هو السمة الأساسية التي تميز معرض 'إبداعات خطية' المقام حالياً في صالة رفيا بدمشق بمشاركة أربعة فنانين من أهم الخطاطين العرب حيث قدم الفنانون المشاركون لوحات تحمل ملامح التجديد المبني على فهم عميق للحرف العربي وطواعيته في صياغة جماليات لا حصر لها.
![](../uploads/a48aa81790adf81a4d1fdf4995f47542.jpg)
والفنانون المشاركون هم عصام عبد الفتاح من مصر وتاج السر حسن من السودان وسام شوكت من العراق ومنير الشعراني من سورية.
وحملت اللوحات الحروفية الكثير من التجديد على القوالب النمطية التي ظلت سائدة منذ مئات السنين فجاء الحرف العربي مطواعاً على الورق وأكثر قدرة على تشكيل لوحة فنية ذات قوام متناغم وحر سواء أكان البناء معتمداً على الضبط الهندسي الموزون أو على الحركة والانسيابية ما زاد من جمال المعاني التي قدمتها حروف الفنانين.
وحول المعرض عبر الفنان والخطاط السوري منير الشعراني أحد المشاركين وصاحب فكرة إقامته عن أمله بأن يحقق هذا المعرض بما يحتويه من تجارب إجابة لتساؤلات الحروفيين وأن يكون مثالاً عملياً على ما يمكن للخطاط المبدع تطويره وتجديده وتحديثه ودعا كل الخطاطين إلى توظيف مهاراتهم ومواهبهم وخبراتهم في سبيل الوصول إلى حداثة تليق بفن الخط العربي وتعيد إليه ألقه وحيويته ومكانته المميزة بين الفنون.
وقال الشعراني "إن من حق كل خطاط مبدع أن يطرح تساؤلاته العميقة ليصل إلى جذور الإبداع في الخط العربي وأن يجرب من خلال العمل ليكتشف تجليات هذا الفن وجمالياته بقصد تجديدها وتطويرها بأساليب معاصرة تزاوج بين الخصوصية الجمالية والقيم والأسس الجوهرية الناظمة للفنون التشكيلية وتستجيب للمستجدات الحديثة في العالم".
بدوره قال الفنان والخطاط العراقي وسام شوكت.. إن فكرة المعرض بشكل عام جاءت للخروج عن النمطية الكلاسيكية في محاولة لتقديم الخط العربي كفن لديه حرية وقابل للتجديد عن أشكاله التي أخذها لمئات السنين مبينا انه منذ ثماني سنوات قرر إعادة النظر بطريقة تقديمه للخط ليأخذ هوية خاصة به في هذا المجال.
ويتميز خط شوكت بالليونة أكثر من التكوين الهندسي ويقدم توازناً خارجاً عن الكلاسيكية مستفيداً من كونه مصمماً غرافيكياً ليقدم هذا الحس الذي يضيف شيئاً جديداً لجمالية الحرف العربي.
وأشار الخطاط العراقي الذي يعرض لأول مرة في سورية إلى أن هناك نهضة في العالم من ناحية اقتناء الأعمال الخطية حيث صار لها حضورها في الساحة العربية عموماً ما يستدعي تقديم الجديد والإبداعي بشكل مستمر ليتماشى مع تطور اللوحة الفنية عموماً.
من جانبه قال الفنان والخطاط تاج السر حسن "إن الخط له جذور قديمة في ثقافتنا وحضارتنا وقد أردنا من خلال هذا المعرض أن نرجع الى الجماليات التقليدية في الخط العربي من ثلث ونسخ ورقعة وديواني والتي لم تتكون في عقد من الزمان بل عبر قرون من الإسهامات والتجديد والعمل من قبل الخطاطين العرب والمسلمين وهذا مخزون يساعد على استمرار حيوية الخط العربي ومسيرته".
وأوضح الخطاط السوداني الذي يعرض في دمشق للمرة الثانية أن الخط العربي قادر بامكانية الفنان المتعامل معه أن يتجدد ويتطور فهو فن مبني على النص وعندما يفهم الفنان التكوين الألف بائي ودوره الأساسي في الإضافة عندها يستفيد من التراث ثم يعتمد على ثقافته وموهبته وقدرته على اكتساب قوانين عمل خطية جديدة.
من جانبها دعت رفيا صاحبة ومديرة صالة رفيا للفنون إلى أن تعمل كل صالة عرض على تقديم هذا الفن باعتباره أحد الفنون الواجب عرضها لتساعد بذلك على المحافظة عليه.
وعبّر الفنان التشكيلي العراقي سعد فلاحي الذي حضر المعرض عن أهمية وجود اربع تجارب فنية حروفية عربية هامة من أعمار مختلفة في معرض واحد مبيناً أن هذا دليل اهتمام في الساحة التشكيلية السورية بهذا النوع من الفنون المهمة ما يدعم تطور الخط العربي.
![](http://www.arabsdurra.org/Durra_images/files/dg3nyy4ohjtvtt5wlyky.jpg)
أما الناقد التشكيلي سعد القاسم فقال "إن أهمية هذا المعرض تأتي من إبراز قدرة الخط العربي على التقدم والاستمرار والتجدد وقد شاهدنا أربع تجارب لا تعتمد على الخط كعنصر حروفي بشكل عام كسائر التجارب النمطية وإنما تعتمده كفن قائم بذاته بحيث يملك قدرته التعبيرية العالية ويملك قيمه التشكيلية الخاصة فيه دون أن يفقد وظيفته الأساسية كوسيلة اتصال لغوية".
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية