أطلق ناشطون سوريون حملة جديدة لإنقاذ المعتقلين والمغيبين قسرا في سجون الأسد.
وعبر وسائل التواصل الاجتماعي نشر سوريون قصصا تروي معاناة المعتقلين في سجون الأسد التي وصفوها بالمسالخ البشرية، محاولين تسليط الضوء على هذه المأساة المستمرة منذ بداية الثورة السورية حيث قام النظام باعتقال كل من كان لديه رأي مخالف، أو أبدى تعاطفا مع المتظاهرين أو شارك في المظاهرات السلمية.
ومن خلال وسم "أنقذوا المعتقلين" الذي بدأ ينتشر بشكل مكثف عبر وسائل التواصل يمكن تلمس حجم الجريمة التي وصفها الكثير من الناشطين بأنها أسوأ حتى من "الهولوكوست" الذي تعرض له اليهود عبى يد النازية، مؤكدين على ضرورة قيام المجتمع الدولي ومختلف المنظمات الإنسانية بالتحرك لأجل إيقاف هذه الجريمة المرتكبة بحق الإنسانية.
وتأتي هذه الحملة بالتزامن مع التسريبات التي حصلت عليها "زمان الوصل" وفيها توثيق لاستشهاد المئات من المعتقلين تحت التعذيب في سجون النظام.
الناشط "مصطفى الحلبي" من القائمين على الحملة يقول إن هذه الحملة ليست الأولى من نوعها التي نطلقها لأجل هذه القضية التي تمثل جرحا نازفا باستمرار، مشيرا إلى ضرورة تكاتف جهود السوريين وكل المؤمنين بحقوق الإنسان التحرك والعمل لأجل هذه القضية التي تمثل فداحة الجريمة المرتكبة بحق الشعب السوري.
ويضيف "الحلبي": "منذ سنوات ونحن نحاول أن نعمل لأجل قضية المعتقلين، أطلقنا الكثير من الحملات كسوريين وعلينا الاستمرار في هذه الحملات، لأن قضية التغييب القسري وما ينتج عنها من إتجار بالبشر يقوم بها النظام من خلال ابتزاز أهالي المعتقلين ماديا هي القضية الأساسية للثورة السورية.
ويؤكد "الحلبي" أن جذوة الثورة ونبضها الأول بدأت عندما اعتقل النظام أطفالا سوريين لمجرد أن كتبوا بعض الكلمات المناهضة للنظام على جدران مدرستهم.
ويدعو "الحلبي" السوريين للاستمرار بالمطالبة بحقوق المعتقلين والمغيبين قسرا والإفراج عنهم فورا، مؤكدا بأنه لا يجب أن يكون لليأس أو الاستسلام أي أثر على مسيرتنا.
وأضاف "نريد معتقلينا، نريد إغلاق هذه القضية التي تمثل واحدة من أكثر مآسي هذا العصر فداحة".
وفي السياق ذاته يقول الصحفي السوري "محمود البكور"، وهو أحد منظمي الحملة والعاملين على إطلاقها: "نحن سوريون مستقلون، نعمل بما نستطيع لإعادة قضية المعتقلين المأساوية إلى الواجهة، نريد بذل كل الجهود وتكثيفها من أجل حرية المعتقلين، وإبراز الوجه الهمجي للنظام الذي يسعى البعض للأسف على تعويمه، متناسين ما قام به من جرائم بحق السوريين.
"محمود البكور" اعتقل سابقا لمرتين وتعرض خلالهما لأبشع عمليات التعذيب لأنه كان ممن يقود الحراك السلمي والهتاف في المظاهرات السلمية، ويعاني إلى الآن من إصابات تعرض لها في المعتقل جراء عمليات التعذيب.
ويقول لـ"زمان الوصل" في لقاء معه: "علينا كمشتغلين في الشأن العام مسؤولية كبيرة حيال المعتقلين والمغيبين قسرا في سجون الأسد وفي كل المعتقلات، أعرف جيدا ما يعانيه المعتقلون في كل لحظة، ولذا فإن سعينا الدؤوب هو حرية السوريين، إخراج المعتقلين وإنقاذهم، الحفاظ على كرامتهم وحقوقهم الإنسانية المكفولة بموجب كل القوانين والأعراف وبالتالي لن نيأس وسوف نستمر لنكون صوتا للمعتقلين والمغيبين قسرا.
ويضيف "البكور" الذي ينشر عن القضية باللغتين العربية والانكليزية: "ندعو كل السوريين وكل أحرار العالم أن يشاركونا هذه الحملة، لنكون صوتا واحدا ويدا واحدة لأجل أسمى القضايا وأكثرها نبلا، وبالتالي فإن العمل على هذه القضية هو عمل جماعي وأهلي بصفتنا مواطنين نطالب بكامل حقوقنا وعلى رأسها حقنا في إغلاق المعتقلات وإنهاء هذه المأساة المستمرة منذ بداية الثورة، بل منذ عقود خلت حيث قضى الكثير من السوريين جل حياتهم في المعتقلات أو ماتوا فيها. إنها جريمة هذا العصر، إنها محرقة".
ومنذ أن أطلقت الحملة قبل يومين، تظهر المؤشرات تفاعل الكثير من السوريين مع قضية المعتقلين وامتلأت صفحات وسائل التواصل الاجتماعي بصور للمعتقلين وقصص مأساوية عنهم وعن العذابات التي يتعرضون لها، وما يتعرض له أهاليهم من ويلات وعمليات ابتزاز.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية