أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

صحفي سوري فقد عدداً من أقاربه تحت التعذيب يروي عذاباته وابتزازه من قبل ضباط النظام

اسكيف

تحدث الصحفي السوري "مؤيد اسكيف" عن لوعته بمقتل عدد من أفراد عائلته تحت التعذيب في سجون نظام الأسد، وذلك بعد خروجهم مع بداية الحراك الثوري، مطالبين بالحرية والعدالة والكرامة.

وأكّد "اسكيف" وهو أحد المتعاونين مع صحيفة "زمان الوصل" لمعرفة مصير أفراد عائلته الذين اعتقلتهم أجهزة "الأسد" الأمنية، وتم التثبت من مصرعهم تحت التعذيب داخل أقبيتها وهم الشهداء: (باسل اسكيف ومهند اسكيف ومصطفى اسكيف وعلاء اسكيف وأحمد اسكيف ونجدي كرموت وبسام كرموت وسامر كرموت).

وقال "اسكيف" في لقاء خاص مع صحيفة "زمان الوصل" إنه واحد من مئات السوريين الذين التاعوا جرّاء أنباء اعتقال واستشهاد أهاليهم تحت التعذيب في سجون الأسد.

وأضاف "اسكيف" أن أفراد عائلته كلهم اعتقلوا من قبل "نظام الأسد"، إما من أماكن عملهم أو بيوتهم وهم نيام، إذ كانت كتائب وفرق عسكرية مؤلفة من عشرات العناصر والضباط، يعتقلون هؤلاء الأشخاص من بيوتهم أو أماكن عملهم بكل همجية.

ووفقاً للصحفي السوري، وبحكم أن عدداً من أفراد عائلته يعملون في السوق التجارية لمدينة دمشق بمنطقة "الحريقة"، تعمد النظام بعد اعتقالهم التجول بهم في شوارع "الحريقة"، قبل أن يأخذهم إلى الفروع الأمنية.

ولم يخف "اسكيف" تعرضه وأقاربه لعمليات ابتزاز شديدة من قبل ضباط النظام، وذلك منذ بداية اعتقال عدد من أفراد عائلته من مكاتبهم ومن أماكن عملهم في منطقة "الحريقة".

وأشار "اسكيف" إلى أنهم وقعوا ضحية ابتزاز ضباط وسماسرة تابعين لنظام الأسد من أجل التمكن من الحصول عن معلومات عن أفراد عائلته أو المساعدة بالإفراج عنهم، مقابل دفعهم الكثير من الأموال لقاء ذلك.

وتابع الصحفي السوري أن سماسرة النظام لم يتوقفوا عن ابتزازهم طيلة أشهر من أجل الحصول على الأموال، مع تزويدهم بمعلومات تفصيلية تجعلهم يصدقون كلامهم ويتأملون أن يصلوا لمعلومات عن أقاربهم دون جدوى.

واعتبر "اسكيف" أن هذه التصرفات من قبل النظام وأزلامه مقصودة ومدبرة، شأنهم في ذلك شأن كل السوريين الذين تعرضوا لعمليات ابتزاز وعمليات وصفها بأنها "إتجار بالبشر".

وأعرب الصحفي السوري عن مشاعر الألم التي تنتابه تجاه المعتقلين السوريين جميعاً، فهو يعتقد أن أفراد عائلته الذين اعتقلوا وتمت تصفيتهم تحت التعذيب يفوق العشرة أو العشرين، بل يصل إلى مئات الآلاف حين يضيف إليهم أصدقاءه المقربين وباقي المعتقلين السوريين.

كما لفت "اسكيف" إلى عذاباته في البحث عن وجوه أحبته بين صور "قيصر" التي انتشرت لمعتقلين سوريين، أكل وجوههم التشويه والتعذيب ونهشها الموت والوحشية التي قام بها النظام، لحين تأكده من موت بعض أفراد عائلته تحت التعذيب، في ظل توارد أخبار عن مقتل الآخرين تحت التعذيب أيضاً.

وبيّن الصحفي السوري أن قضية المعتقلين حق عام لكل السوريين لا يسقط بالتقادم، مشدداً على أنه لا يمكن التنازل عنها أو نسيانها، ولا يمكن غفران أو العفو عن مرتكبي هذه الجرائم، إلا بتحقيق العدالة بكل معانيها، داعياً لجعل هذه القضية حية باستمرار وألا يأكلها النسيان.

وطالب "اسكيف" بالعمل على محاسبة النظام السوري ومرتكبي هذه الجرائم بحق معتقلين قتلوا تحت التعذيب أو آخرين اعتقلوا لفترة مهما كانت وأطلق سراحهم، فلهم الحق أيضاً في مقاضاة المسؤولين عن عذاباتهم والرعب الذي عاشوه داخل معتقلاتهم.

كما انتقد "اسكيف" بعض المنظمات التي تدعي العمل في توثيق الانتهاكات بحق السوريين في معتقلات النظام، معتبراً أنها أيضاً مدانة رغم أنها لم تأخذ منه أموالاً بشكل مباشر، كما فعل النظام ورجالاته، لكنهم قبضوا أموالاً على عنوان قضية المعتقلين، وفق وصفه.

ورأى "اسكيف" أن بعض هذه المنظمات التي تبيع البيانات الموجودة لديها إلى منظمات أخرى أساءت استخدام هذا الملف وخسرت ثقة الناس بها، مشيراً إلى أنه فوجئ بعدم تسجيل أو تدوين معلومات عن أفراد عائلته لدى إحدى المنظمات التي كان قد زودهم بمعلومات في وقت سابق، وكذلك فوجئ بطلب منظمة أخرى منه تحديث معلومات في بيانات المعتقلين علماً أنه لم يقدم لهم أي شيء، ليعلم أنهم اشتروا المعلومات من منظمة أخرى.

وأشاد الصحفي السوري بالدور الريادي لصحيفة "زمان الوصل" في التعامل مع قضية المعتقلين والمختفين قسرياً، واهتمامها بذويهم لمعرفة أماكن اعتقالهم أو التأكد من مصيرهم.

وتحدث "اسكيف" عن تعاونه مع صحيفتنا من أجل مطابقة المعلومات التي حصلت عليها، لمعرفة مصير عدد من أفراد عائلته، مذكّراً بدور "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" في هذا المجال أيضاً.

وختم "اسكيف" بالإشارة إلى أن "هوليوود" في أكثر أفلامها إثارة عن قضية الهولوكوست اليهودي، لم تحمل مشاهد تعذيب كما شاهدناه في صور "قيصر" أو كما خبرناه في سجون الأسد عبر عقود، ولا سيما منذ بداية الثورة السورية وحتى اليوم.

وكانت "زمان الوصل" قد تمكنت وبجهود فريق عملها لأشهر من الحصول على 500 وثيقة توضح مصير معتقلين، حيث قتل أغلبهم.

زمان الوصل
(112)    هل أعجبتك المقالة (100)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي