كشف تقرير لمنظمة حقوقية معنية برصد ومراقبة الانتهاكات التي يتعرض لها المهاجرون على حدود الدول ما يتعرض له المهاجرون السوريون وغيرهم من انتهاكات جسيمة على الحدود الأوروبية.
وقال التقرير الذي أصدرته منظمة "لايتهاوس ريبورتس" إن بلغاريا والمجر وكرواتيا استخدمت أماكن سرية لاحتجاز الأشخاص الذين يلتمسون اللجوء قبل ترحيلهم بشكل غير قانوني، فيما تم التنديد به باعتباره انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي.
وأشارت المنظمة الهولندية في تقريرها الذي صدر منذ أيام إلى أن بعض اللاجئين احتجزوا في مبنى مهجور أشبه بالقفص في بلغاريا لعدة أيام في كل مرة واحتجزوا لساعات في شاحنات مكتظة وخانقة بشكل خطير في كرواتيا، كما احتجز آخرون في حاويات وفي محطة وقود معزولة في المجر حيث يتم إبعادهم عن أنظمة الاحتجاز أو الاستقبال الرسمية.
وقال التحقيق الذي تم تدعيمه بالفيديو والشهادات الحية أنه وخلال الأشهر الـ11 الماضية، تم تجميع لقطات فيديو وجمع شهادات من الأشخاص الذين تم احتجازهم فيها.
وأوضح التحقيق أن هذه ليست مواقع معزولة، بل هي جزء من نظام، بعضها ممول من الاتحاد الأوروبي ويتم تشغيله على مرأى من الضباط من وكالة الحدود التابعة للاتحاد الأوروبي.
ووثق فيديو نشرته المنظمة من بلغاريا، طريقة احتجاز طالبي اللجوء فيه بالقرب من مركز لشرطة الحدود في بلدة سريديتس البلغارية، والتي تبعد 40 كيلومترًا عن الحدود التركية حيث يحتجز اللاجئون هناك لفترات تتراوح من عدة ساعات إلى ثلاثة أيام، في مكان مهجور يشبه أماكن تربية الكلاب مع وجود قضبان على جانب واحد. وقد وصفه طالبو اللجوء بأنه "قفص".
وقال التقرير إن ذلك يحدث على مرأى من موظفي الوكالة الأوروبية لحرس الحدود "فرونتكس" حيث شوهدت سياراتهم تقف على بعد أمتار قليلة من القفص.
وحصلت المنظمة على وثائق داخلية تظهر أن هناك عشرة ضباط من "فرونتكس" مقرهم في سريديتس كجزء من عملية تيرا، أكبر عملية برية للوكالة.
وفي المجر تم جمع شهادات تشير إلى احتجاز اللاجئين طوال الليل في حاويات شحن بدون طعام أو ماء، وتعرضوا أحيانًا للهجوم برذاذ الفلفل، وتم التقاط صور لطالبي لجوء أثناء القبض عليهم ومرافقتهم إلى محطة وقود من قبل ضباط شرطة مدنيين يحملون الهراوات، ثم يُجبرون على الجلوس على الأرض لساعات، قبل أن يتم تسليمهم إلى الشرطة الرسمية، علماً أن المجر تلقت 144 مليون يورو لإدارة الحدود.
ووجد فريق التحقيق في كرواتيا أن الناس قد احتجزوا في مؤخرة شاحنات الشرطة وتركوا تحت الشمس قبل إعادتهم إلى البوسنة. ويظهر مقطع فيديو كيف يتم تكديسهم داخل شاحنات الشرطة مع العديد من طالبي اللجوء الآخرين.
وفي أحد مقاطع الفيديو ، يرى بعض اللاجئين وهو يتصببون عرقاً جراء الحرارة المرتفعة وأخبرت امرأة أفغانية الفريق أنها احتُجزت مع أكثر من 20 شخصًا، بينهم أطفال صغار في سيارة تتسع لثمانية أشخاص.
واعترف أحد ضباط شرطة الحدود الكرواتيين بأن احتجاز الأشخاص في شاحنات صغيرة في ظروف حرارة عالية يمكن أن يحدث، وتلقت كرواتيا دعما من الاتحاد الأوربي لإدارة الحدود بقيمة 163 مليون يورو.
وقالت "ليز بيتس"، كبيرة الأطباء في منظمة "الحرية من التعذيب": إن معاملة المحتجزين ترقى إلى مستوى التعذيب" مضيفة أن ذلك يتم للمعاقبة والردع والترهيب وبالتالي فهو يتوافق مع تعريف الأمم المتحدة المعترف به على نطاق واسع للتعذيب.
وأورد التقرير فيديو عن استخدام الذخيرة الحية ضد طالبي اللجوء الذين يحاولون الوصول إلى بلغاريا، ففي وقت متأخر من بعد ظهر يوم 3 أكتوبر 2022، بالقرب من السياج الحدودي البلغاري مع تركيا، كانت مجموعة من الشبان الذين كانوا يأملون في طلب اللجوء في الاتحاد الأوروبي يتعافون بعد منعهم من ذلك. وكانوا قد أُبعدوا من بلغاريا واحتجاجا على ذلك، ألقى بعضهم الحجارة باتجاه الحدود وحينها أطلق أحد عناصر الحدود النار باتجاههم فأصيب الشاب السوري "عبد الله الرستم محمد" البالغ من العمر 19 عاماً إصابات لم تقتله ولكنها غيرت مجرى حياته.
واعترفت السلطات البلغارية بوجودها في مكان الحادث لكنها نفت إطلاق الرصاصة التي أصابته.
وباستخدام اللقطات والمعلومات مفتوحة المصدر تم تحديد الموقع الدقيق لإطلاق النار. حيث ظهرت مركبتان على الجانب البلغاري كانت إحداهما من طراز لاند روفر ديسكفري تستخدمها شرطة الحدود البلغارية، والأخرى متوافقة مع شاحنة عسكرية بلغارية. كما يمكن رؤية شخصين بجانب المركبات التي يتطابق زيها مع زي قوات الحدود البلغارية.
وحصل فريق التحقيق على شهادات من لاجئين آخرين على طول الحدود البلغارية التركية تفيد بأنهم شهدوا عمليات إطلاق نار أخرى للاجئين من قبل السلطات البلغارية مما يشير إلى أن هذه ليست حادثة منعزلة.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية