أكدت منظمة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، أن 84 % من مخيمات الشمال السوري بحاجة لعوازل أرضية، و 76 % بحاجة تبحيص الأرضيات و71% منها بحاجة لإعادة تأهيل الطرقات و47% منها بحاجة لصرف صحي، و17% بحاجة لتوفر دورات المياه.
وشددت في تقرير لها أن مأساة التهجير تتفاقم وتتسع فجوة الاحتياجات الإنسانية في مخيمات شمال غربي سوريا مع دخول الأزمة الإنسانية عامها الثاني عشر واستمرار قوات النظام وروسيا بتهديد مقومات الأمن الغذائي ومصادر عيش السوريين وملاحقتهم في ملاذهم الأخير بمخيمات التهجير، وتحويلهما ملف المساعدات الإنسانية لورقة مساومة على حياة السوريين وسط ظروف صعبة في وقت تهدد حياة قاطني المخيمات الأوبئة والأمراض وخاصة الكوليرا الذي لازال يتفشى بشكل متسارع.
وأعدت وحدة إدارة المعلومات في الدفاع المدني السوري دراسة عن أهم احتياجات المهجرين الأساسية في 929 مخيماً يقطنها 1,393,128 نازح في شمال غرب سوريا، 73 % منهم من النساء والأطفال، في محاولة لتعزيز قدرة الجهات الفاعلة على تخطيط وتقديم الدعم الإنساني الذي يوافق الاحتياج المطلوب في الوقت المناسب، وللنهوض بواقع المخيمات والحد من الحوادث المأساوية المتكررة.
وأشارت إلى أن الدراسة جاءت في الوقت الذي يعاني منه القطاع الإنساني من فجوة كبيرة في الاحتياجات الإنسانية تتزايد كل شتاء في مخيمات التهجير التي تتكرر فيها حوادث غرق الخيم واقتلاع خيم أخرى بفعل الرياح، أو انجرافها بفعل السيول، إضافةً لحوادث احتراق الخيم، وصعوبة وصول المساعدات الإنسانية بسبب وعورة الطرقات المؤدية إليها، عدا عن نتائجها الكارثية على المدنيين في المخيمات من الوفاة والإصابة بالأمراض الشتوية بسبب البرد الشديد أو بسبب الحرائق التي في أقل خسائرها تكون فقدان الملاذ الأخير للمهجرين.
وقالت: "رغم وجود الاستجابة لهذه الحوادث المتكررة في كل شتاء من قبل المستجيبين الأوائل بفرق الإنقاذ والإطفاء والتدخل من المنظمات الإغاثية والإنسانية إلا أن هذه الاستجابة لا يمكن أن تكون إلا تدخلات طارئة واستجابات إسعافية يمكن أن تحل جزءاً يسيراً من الكارثة في حينها إلا أنها لا يمكن أن تكون حلاً دائماً وناجعاً، إنما يكون التدخل الحقيقي من خلال مشاريع تعمل على تحسين البنية التحتية و تزويد المخيمات بالخدمات الأساسية".
وأجريت الدراسة الحالية في 929 مخيماً ضمن 30 ناحية في 9 مناطق في محافظتي إدلب وحلب، منها 648 مخيماً في محافظة إدلب و281 مخيماً في محافظة حلب، وتضم العينة المدروسة 682 مخيماً نظامياً و247 مخيماً عشوائياً في شمال غرب سوريا ، في إطار زمني امتد من شهر آب حتى شهر تشرين الثاني من العام الحالي 2022.
ووفق الدراسة خلف شتاء العام الفائت أضراراً بـ 732 مخيماً 79% من العينة المدروسة، في حين لم يتعرض (197 مخيم، 21%) لأضرار خلال نفس الفترة وأرجع السبب إلى إنشاء الكثير من المخيمات العشوائية من قبل المهجرين أنفسهم دون أي تخطيط أو مرافق وبنى تحتية ودون دراسة حول طبيعة الأرض ما يجعل هذه المخيمات عرضة للكثير من المخاطر وهو ما يلقي بآثاره على فرق الدفاع المدني السوري ويجعلها في سباق دائم مع الزمن في محاولة اتخاذ الإجراءات والاحتياطات التي تمنع وقوع هذه الكوارث قبل حلول فصل الشتاء.
واستعرضت الدراسة أبرز الصعوبات التي تعرضت لها المخيمات المقيّمة، إذ تعرضت 68% من المخيمات لفيضانات وغرق الخيم، كما شهدت 61% من المخيمات تمزق واقتلاع الخيم نتيجة الرياح العاتية والأمطار، حيث برزت هذه المعاناة تحديداً بنسبة 100% ضمن مخيمات منطقة أريحا، وعانت 50% من المخيمات من عدم وجود وسائل تدفئة مناسبة، وعانت 50% من المخيمات كذلك من تشكل مستنقعات المياه والوحل نتيجة سوء حالة الطرق والأرصفة، كما تعرضت 26% من المخيمات لصعوبات نتيجة عدم قدرة المنظمات الإنسانية على الوصول نتيجة سوء حالة الطرق المؤدية للمخيم.
تناولت الدراسة الاحتياجات الأساسية للمخيمات وكانت 84% منها بحاجة لعوازل أرضية بالإضافة للحاجة إلى تبحيص الأرضيات في 76% من المخيمات المقيمة و71% منها بحاجة لإعادة تأهيل الطرقات المؤدية إليها.
في حين كانت الحاجة ماسةً لتوفير مياه الشرب في 17% من المخيمات، و47% منها بحاجة لصرف صحي، و17 % بحاجة لتوفر دورات المياه، إضافة للحاجة لأنظمة الصرف المطري في 75% من العيّنة، ونسبة 84% منها بحاجة لأنظمة الإنارة بالطاقة الشمسية.
واستعرضت الدراسة الخدمات التي نفذها متطوعو الخوذ البيضاء والتي بلغت 28,375 عملية خدمية ضمن المخيمات النظامية والعشوائية في شمال غرب سوريا خلال العامين الأخيرين أي منذ تشرين الأول 2020 حتى أيلول 2022، تضمنت عمليات خدمية تتعلق بالبنى التحتية لهذه المخيمات.
زمان الوصل - رصد
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية