أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

دوحة المونديال.. الأرجنتين بين التشويه والتشويق

مرّ اليوم الأول من مباريات دور الـ16 معلنا انتهاء "مؤقت" لمفعول المفاجآت، فمنتخب البلاد المنخفضة "هولندا" العريق هزم منتخب الولايات المتحدة الداخل حديثا إلى معترك كرة القدم بثلاثة أهداف لهدف.

كما هزمت الأرجنتين أستراليا بهدفين أولهما للمتألق "ميسي" لتصبح بلاد التوليب والتانغو أول المتأهلين إلى الدور ربع النهائي.

مصادفة تأهل هولندا والأرجنتين معا تعيدنا إلى نهائي مونديال 1978 الذي جمع المنتخبين في الأرجنتين حين ظفر أصحاب الأرض بالبطولة لأول مرة بعد الفوز بثلاثة أهداف لهدف، ولكن كان وراء المونديال ما وراءه..!

مونديال الأرجنتين كان باختصار واحدا من أكثر البطولات التي استُخدمت فيها الرياضة لأغراض سياسية، لتلميع صورة نظام عسكري ديكتاتوري اشتهر بقتل معارضيه وإخفائهم قسرا، فنظم كأس العالم ليُنسي الأرجنتينيين القهر والفقر اللذين تسبب بهما منذ سيطرته على البلاد بعد انقلاب عسكري عام 1976.

وجد الانقلابيون في المونديال فرصة لنيل الاعتراف العالمي بحكومتهم وإعطاء صورة مغايرة لحقيقة القمع والقتل والاعتقال التي كان آلاف الأرجنتينيين ضحاياها، ففعلوا كل ما بوسعهم ليحمل منتخب البلاد الكأس، بما في ذلك صفقة عقدوها مع حكومة البيرو لكي يخسر فريقها بفارق 4 أهداف كي يتأهل راقصو التانغو إلى النهائي، فشرّع البيروفيون مرماهم ليتلقى 6 أهداف بدلا من 4، ويتأهل منتخب الأرجنتين إلى النهائي ليقابل هولندا التي امتنع نجمها "يوهان كرويف" حينها عن المشاركة مع فريقه خوفا من الاعتقال بعد تصريحاته المضادة لسياسة النظام العسكري الأرجنتيني والذي كان أكبر الرابحين من الفوز بالمباراة لتحمل الأرجنتين كأس العالم للمرة الأولى.

لكن منتخب التانغو لاحقا نقل اللعبة من التشويه إلى التشويق وجاء الشاب "دييغو أرماندو مارادونا" ليمتع العالم بفنون الكرة في مونديالي المكسيك وإيطاليا، كما يفعل خليفته "ليونيل ميسي" في مونديال قطر، حيث تثبت الأرقام أن مباريات الأرجنتين هي الأكثر حضورا جماهيريا..

جودت حسون - زمان الوصل
(112)    هل أعجبتك المقالة (85)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي