أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

دوحة المونديال... خسارة مرة وفوز بلا طعمة

من جمهور مبارة السعودية والمكسيك

مباراة للذكرى قدمها الأخضر في ثاني أيام الحسم بمونديال قطر، فسيطر على الملعب من بابه إلى محرابه، لكن الأخضر لم يكن -كما اعتدنا- قميص المنتخب السعودي، وإنما لباس فريق المكسيك الذي ظهر كما لم يظهر من قبل خلال البطولة ففاز وعمّق أحزان العرب في يوم مونديالي زاده تعليق بعض المعلقين كآبة..!

تكاد لا تصدق أن أولئك الذين كانوا يلاعبون أبناء الكونكاف هم لاعبو المنتخب السعودي الذين تلاعبوا بميسي ورفاقه وكتموا على أنفاس ليفاندوسكي وزملائه أيضا قبل أيام، فأعادونا إلى مقولة المرحوم "عدنان بوظو" بأن "هذه حدودنا" في البطولات الكبرى..!

لم يكن المنتخب التونسي أفضل حالا رغم فوز معنوي متأخر على أبطال العالم ديوك فرنسا الذين دخلوا المباراة ضامنين التأهل وإلى حد بعيد الصدارة..!

الفوز السعودي "المشرّف" على الأرجنتين وخسارته "المشرّفة" أمام بولندا تثبت أن كرة القدم رياضة لا تنطبق عليها قواعد الرياضيات، وقد تكون حساباتها بعيدة عن المنطق، فليس من الضرورة في كرة القدم أن تؤدي مقدمات معينة إلى نتائج معينة رغما عن أنف أرسطو وسقراط وأفلاطون!

ربما كان "العنابي" الفريق العربي الوحيد الذي انطبقت عليه حسابات الحقل الكروي مع حسابات البيدر، فمقدمات أدائه قادت بالضرورة إلى نتائجه فكان أول الخارجين من حسابات المونديال للأسف..!

لكن هناك هوية وقاعدة وسمة تستند إليها المنتخبات، لا سيما العريقة وذات الباع الطويل في مضمار اللعبة الشعبية الأولى، وسرعان ما تبرز هوية المنتخب في الأدوار المتقدمة من البطولة، فالأرجنتين في الدور الثاني (16) لن تكون هي نفسها في دور المجموعات، وحتى فرنسا والبرازيل والبرتغال التي ضمنت التأهل من أول مباراتين لهم..

للأسف هذه الأمور تفتقدها الفرق العربية التي يتأرجح مستواها بالاعتماد على عنصر أو عنصرين أو ثلاثة مميزين يمثلون بيضة القبان في الفريق، إضافة إلى اتباع طرق لعب تعتمد الحماس والروح القتالية العالية لدرجة الشراسة على حساب خطة علمية مدروسة تتطلب الصرامة في التمركز الصحيح وأداء أدوار محددة لكل لاعب في منطقته!

لدينا إرث عظيم في فنون التبرير، منذ كنا نحمّل اتجاه الرياح مسؤولية خسائرنا حين كنا أطفالا حتى كبرنا وصرنا نوزع المسؤولية مرة على الحكم، ومرة على المدرب وأخرى على إصابة اللاعب البطل اللاعب الضرورة جريا على أدبياتنا السياسية المترعة بشخصية القائد الفذ البطل الضرورة..!

ولدينا أيضا بصيص أمل بإشراق شمس العرب من المغرب، الفريق العربي الأكثر وضوحا في هويته ولاعبيه الذين تتقارب مستويات الأساسيين منهم مع الاحتياط، وهذا ما أثبتته مباراتهم مع بلجيكا، مع كل التمنيات بصعود الممثل الوحيد الباقي للعرب إلى أدوار متقدمة في أول مونديال على أرض عربية.

جودت حسون - زمان الوصل
(134)    هل أعجبتك المقالة (95)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي