أطلقوا عليه يوم الحسم لأنه يشهد الجولات الأخيرة من دور المجموعات التي ستحدد نتائجها هوية المنتخبات المتأهلة إلى الدور 16.
لكن عندما يلتقي فريقا إيران والولايات المتحدة فإن للحسم معنى آخر في "أم المباريات" التي تعج بالقليل من الرياضة والكثير من قصص التاريخ وحكايا الجغرافيا والجيوسياسة.
قسمت "أم المباريات" أعدادا كبيرة من العرب إلى "غساسنة" و"مناذرة" في تشجيع "أسود فارس" أو أمنيات خسارتهم والشماتة بهم رغم جلاء موقف المنتخب من الاحتجاجات التي تشهدها المدن الإيرانية.
خلط السياسة بالرياضة أمر مفروغ منه في دول الاستبداد العسكري والديني، لكنه لم يكن حكرا على أنظمة تلك الدول، حيث بدأت المباراة قبل إطلاق صافرة الحكم، عندما وجه الاتحاد الأمريكي لكرة القدم عشية اللقاء رسائل داعمة للمحتجين الإيرانيين، زاد عليها تعمده التغيير في العلم الإيراني، فبدأت مباراة قبل "أم المباريات" بين مدرب وقائد المنتخب الأمريكي من جهة، والصحفيين خلال المؤتمر الصحفي الخاص بالمباراة على الجهة المقابلة، الذين أطلقوا سيلا من الأسئلة أغلبها ليس متعلقا بكرة القدم.
ومن المفارقات أن المعلومة الرياضية الأكثر تداولا بين المتابعين والمعلقين ومرتادي وسائل التواصل الاجتماعي حول المباراة، وصفها بمباراة الثأر لموقعة "ليون" بين المنتخبين أثناء مونديال فرنسا 1998، والتي فازت فيها إيران بهدفين لهدف، حين سجل اللاعب "مهديفيكيا" هدفا قاتلا قبل النهاية بست دقائق دفع الحكومة الإيرانية إلى مكافأته بالإعفاء من خدمة الجيش الذي يرفع شعار "الموت لأمريكا"..!
حضر الكثير من المقولات والتحليلات بدءا من مفاوضات الاتفاق حول الملف النووي الإيراني وصولا إلى حلبات الصراع بين الطرفين في سوريا والعراق ولبنان واليمن، أما نحن فلنتذكر أنها مباراة بكرة القدم انتهت بفوز صعب للفريق الأمريكي ليتأهل صحبة منتخب إنكلترا إلى الدور 16 ويلاقي طواحين هولندا، بينما حرم منتخب إيران من تحقيق إنجاز بأول تأهل إلى الدور نفسه بعد توقف رصيده عند 3 نقاط من فوز يتيم على ويلز وخسارتين من رأسي الحربة في دول الـ(5+1)!!
جودت حسون - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية