بنات أفكاري شدت شعر رأسي في الدقيقة 74 عندما سجل "ريتشارلسون" البرازيلي الهدف الثاني له ولفريقه في شباك صربيا بطريقة تدفعك لتدبك على الأول "نشلة" و"عرب عرب" لا أن ترقص "السامبا" فقط..!
ولأن بنات أفكاري مشبعات بالنكد الذي يأبى أن يفارقني حتى ولو كنت في قمة السعادة، تذكرت أثناء المباراة عبارة عالم المسماريات الفرنسي "شارل فيرلو"حين قال "إن لكل إنسان وطنين، وطنه الأم وسوريا".
لا تفهموني غلط وتظنوا بأني مقبل على دج درس بالوطنية والقومية (واللذي منو)، ولن آتي على سيرة منتخب البراميل في حضرة نجوم البرازيل، لكن خطر لي أن أقلده بالقول إن لكل مشجع في كأس العالم منتخبين، المنتخب الذي يشجع وراقصي السامبا البرازيليين، وأزيد لمن أراد المزيد فليبحث عن فتوى تبيح له تشجيع مثنى وثلاث ورباع..
لن أتغنى باكتشاف العالم الفرنسي "أوغاريت" وفك رموز أقدم أبجدية في التاريخ، والعودة إلى اسطوانة مهد الحضارات التي رحلت أو رٌحّلت إلى أماكن أخرى من العالم بعيدا عن بلادنا، ولكن سحر الكرة التي كان يتلاعب بها زملاء "نيمار" يدفع إلى البحث عن سر العشق الكروي في هذه البلاد رغم أنها ليست مهد "الفطبول" التي اخترعها الإنكليز وتركوا إبداع اللعب والتلاعب بها للبرازيليين واخوانهم اللاتينيين أقربائنا بشرب المتة في الأروغواي والبارغواي والأرجنتين.
غير أن للكرة آهاتها وأحزانها، فقبل مباراة المتعة الكروية مع "السيلساو"، انحاز الحظ لصالح البرتغال ضد غانا التي لم تكن تستحق الخسارة في مباراة منحت زملاء "رونالدو" النقاط الثلاث رغم أن مستوى "صاروخ ماديرا" لم يظهر إلا من خلال تسجيله هدفا من ركلة جزاء تلفها الشكوك، تماما كما فعل زميله اللدود "ميسي" مع السعودية!
لقطة أخرى شهدها اليوم الرابع من المونديال أيضا عندما سجل اللاعب السويسري "بريل إيمبولو" هدفا في مرمى الكاميرون رافضا الاحتفال احتراما لوطنه الأم رغم أنه لم يعش فيه سوى 5 سنوات قبل أن تصطحبه أمه إلى فرنسا وتتعرف إلى رجل سويسري تزوجته فاعتنى بطفلها حتى صار أحد نجوم بلاد المال والبنوك زينة الحياة الدنيا.!
جودت حسون - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية