تتواصل عمليات اختطاف المهاجرين من قبل مهربين على طريق الهجرة بين تركيا واليونان مقابل فدية دون توقف، ويتعرض المهاجرون وأغلبهم سوريو الجنسية لعمليات خطف واعتداء وتصوير مقاطع فيديو لهم لابتزاز أهاليهم مقابل دفع الفدية.
ونشرت مجموعة الإنقاذ الموحد C.R.G منذ أيام فيديو يتضمن تسجيلات صوتية لضحايا تعرضوا للتعذيب والابتزاز.
وقال الناشط "ايهاب الراوي" مدير المجموعة لـ "زمان الوصل" أنهم تلقوا حوالي الساعة السابعة مساء يوم السبت12 /11/2022 نداءات من عائلات مهاجرين قالوا إن مجموعة من المهربين اختطفوا أولادهم في سالونيك ، وأرسلوا مقاطع فيديو وهم يعذبونهم . وطلب المهربون منهم فدية مقابل إطلاق سراحهم .
وعلى الفور استلمت مجموعة الإنقاذ الموحد المعلومات وأبلغت السلطات اليونانية مرفَقَة بفيديو التعذيب . وشكلت مفارز للشرطة اليونانية واقتحمت المكان الذي تم احتجاز المهاجرين فيه وأطلقت سراحهم، وفي اليوم التالي تواصل المخطوفون مع عائلاتهم وأبلغوهم أنهم بخير، وهم برعاية الشرطة اليونانية.
وتواصلت مجموعة الإنقاذ الموحد مع المخطوفين بعد إطلاق سراحهم حيث تحدثوا عن تفاصيل ما حصل معهم وكشفوا أسماء عصابة الخطف ومنهم "أبو مالك" و"عمر السراوي أبو أحمد".
وفي الفيديو الذي وثقته مجموعة الإنقاذ الموحد وتم نشره على قناة اليوتيوب الخاصة بالفريق يرى مشهد تعذيب لأحد المهاجرين ويسمع صوت أحد الخاطفين الذي كان يضربه وهو يشتمه شتائم بذيئة، وفي مقطع صوتي تال يسمع صوت أحد الخاطفين وهو يتحدث لأحد الأشخاص ويقول له أن يرسلوا الفدية وإلا سيقوم الخاطفون بإرسال مقطع فيديو مزعج، ويهدد آخر قائلاً :" يوم غداً إذا لم تكن الفدية لدينا الساعة 11 فسيرون ما يحصل معه-يقصد أحد المخطوفين- واستدرك بنبرة تهديد: "لشوف مين راح يفكو".
وفي مقطع آخر يقول أحد ضحايا الخطف أن البوليس أنقذهم في آخر لحظة.
وروى مخطوف يدعى عبد الرحمن أنه كان يسير مع رفاقه في الغابة وكان من المفترض أن تأتي سيارة لأخذهم إلى بلغراد مقابل 3800 دولار وأضاف أن الشخص الذي كانوا يقيمون عنده طلب منهم فك شفرات الحوالة للسمسار وبعد أن تم فكها هرب السمسار بالمبالغ، وبدأ صاحب المنزل بضربهم وتعذيبهم وأدخل عليهم-كما قال- عدداً من الأفغان قاموا بضربهم وإهانتهم كذلك وصادروا موباياتهم وأرغموهم على التواصل مع أهاليهم لطلب مبالغ وأصبحوا يصورون فيديوهات تعذيب وإرسالها لأهالينا.
وقال أن أحد رفاقه كان قادماً من المطبخ وقال لهم أنه سمع صوت تلقيم سلاح في الخارج وبعد ساعة فوجئوا بعناصر البوليس يقفزون إليهم من النوافذ وتم اقتيادهم إلى سيارات الشرطة وأخذهم إلى المخفر حيث دونت شهادتهم.
وكان مهربون باكستانيون اختطفوا شاباً سورياً في غابات اليونان في آب أغسطس 2022 وتم تعذيبه وإرسال مقاطع فيديو لتهديد ذوي الشاب وطلب فدية.
وبعد التحقق من عملية الخطف بيومين بمساعدة "مجموعة الإنقاذ الموحد" تمت المداهمة والقبض على الخاطفين وإنقاذ الشاب.
وبحسب أرقام مفوضية اللاجئين، دخل اليونان خلال العام 2021 حوالي 4.800 شخص عبر منطقة إيفروس، بنسبة 53% من إجمالي عدد الوافدين.
ويخاطر المهاجرون أثناء عبورهم نهر إيفروس الحدودي من تركيا إلى اليونان، بحياتهم بين الغابات والجبال، ويلقى البعض مصرعهم في مناطق شبه نائية تكسوها الأشجار ولا تزورها سوى بعض الحيوانات، حيث خلال العام الماضي توفي ما لا يقلّ عن 40 مهاجرًا في منطقة إيفروس على الجانب اليوناني.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية