أكدت "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا"، أن سنوات الحرب السورية طالت وزادت معها معاناة السكان، وتفاقمت أزماتهم ومشكلاتهم التي قد تحتاج إلى عقود لحلها والتخلص من تبعاتها، وخاصة تلك الأمراض الاجتماعية التي غزت المجتمع ونهشت جسده وأودت به إلى حافة الهلاك وقعر القعر، فطحنت في رحاها كل فئات المجتمع دون استثناء، حتى أنها لم ترحم الأطفال منهم، الذين تشوهت صورة الطفولة لديهم وأضحت مرتبطة بعذابات وأوجاع وصعوبات لا يستطيع تحملها حتى الكبار.
وقالت المجموعة في تقرير لها: "اليوم لم تعد معاناة الأطفال الفلسطينيين والسوريين تقتصر على نقص المصروف والتغذية والألعاب والترفيه، بل اضطُرّ كثير منهم في ظل الحرب السورية وتدهور الوضع الإنساني والاقتصادي إلى دخول سوق العمل رغم صغر سنّهم لإعالة أنفسهم وأسرهم، مؤجّلين أحلاماً هي من أبسط حقوقهم، مِمَّا خلّف آثاراً سلبية على هؤلاء الأطفال، وجعلهم عرضة للاستغلال وسوء المعاملة، وحرمهم حقَّهم في التعليم".
وأضافت أنه بالنظر إلى الأسباب التي دفعت الأطفال إلى دخول معترك الحياة مبكراً نرى بأن أهم الأسباب هي: غياب معيل الأسرة بسبب الوفاة أو الاختفاء القسري أو الالتحاق بالخدمة الالزامية، كما يعد الفقر وارتفاع تكاليف المعيشة السبب الرئيسي الذي دفع الأطفال إلى الانخراط في سوق العمل، وساعد التسرب المدرسي وغياب الرقابة على المدارس وانهيار منظومة التعليم على زيادة عدد الأطفال العاملين.
وأكدت أن الأطفال يواجهون أخطارا تؤثر على حياتهم ومستقبلهم وصحتهم الجسدية والنفسية، فهم يدخلون مجتمع الكبار مبكراً، ويتعلمون أموراً لا تناسب أعمارهم ويتعرضون خلال ممارسة العمل للاستغلال الجنسي، وخاصة بأن البيئة التي يعملون بها لا تخضع للرقابة، حيث يتعرض الأطفال لأعمال قاسية لا تناسب ضعف أجسادهم مما يعرضهم لخطر الإصابة المبكرة بأمراض الظهر والفقرات والمفاصل والصدر، كما أن العمل غالبا ما يكون لساعات طويلة تصل لأكثر من 12 ساعة، دون أخذ راحة كافية، مما يؤثر على صحتهم العقلية والنفسية.
كما يتعرض الأطفال في ورشات العمل للعنف الجسدي واللفظي والإهانات بشكل مستمر، وأخطر ما يواجهه الطفل هو تعلم العادات السيئة في أماكن العمل كالتدخين وتعاطي المخدرات، الذي يروج في البلاد دون حسيب أو رقيب.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية