أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

شاب سوري ينشئ مشروعاً لتمتين العلاقة بين اللاجئين والأتراك

من التجمعات

في محاولة لترميم الهوة الثقافية بين الأتراك والأجانب وبخاصة اللاجئين السوريين منهم أنشأ الطالب السوري "عبد الخالق ادريس" مشروعاً بعنوان "Türkçe konuşma kulübü -نادي تحدث اللغة التركية" يهدف إلى تجسير العلاقات بين هؤلاء الأجانب وأبناء البلاد في مجالات اللغة والاندماج واستدراك سوء الفهم الذي يمكن أن يطرأ في بعض المفاهيم  المتعلقة بالحياة اليومية.

وينحدر "ادريس" من مدينة "القصير" بريف حمص، اضطر للنزوح مثل غيره من أبناء المدينة أثناء اقتحام ميليشيا حزبةالله إلى القلمون عبر فتحة الموت، وعاش فترة في القلمون وفي الجرود قبل أن ينتقل إلى لبنان ومنها انتقل إلى تركيا في العام 2016، حيث عمل في مهن حرة ودرس بعدها في المدارس التركية وحصل على الثانوية التركية، والتحق بجامعة "اسكودار"-قسم "الأنميشن والرسوم المتحركة".

*اللغة واختلاف الثقافة
 وأضاف محدثنا أنه لاحظ أن المشكلة التي يعاني منها جزء كبير من العرب والسوريين بشكل خاص هي عدم الاندماج في المجتمع التركي ويواجهون صعوبات جمة في هذا الموضوع، والمشكلة الأساسية هي اللغة واختلاف الثقافة بين الشعبين.

فهناك الكثير من العادات والتقاليد السورية الجميلة بالإضافة إلى وجود عادات وتقاليد تركية جميلة جدا ايضا قد تكون غائبة عن الثقافتين ومن أجل ان نعرف ثقافة البلدين ونأخذ العادات الجميلة من البلدين وتصبح عادات لكلا الطرفين ويصبح من السهل اكثر فهم الشخص الآخر بطريقة إيجابية وجميلة.



وروى "ادريس" أنه عندما التحق بالجامعة كان هناك حوالي ستة آلاف عربي، أغلبهم سوريون وفلسطينيون بشكل خاص، ويعاني الكثير منهم من مشكلة عدم الاندماج في الجامعة والمجتمع، ورغم امتلاك الكثير منهم لشهادة "تومر" لإتقان اللغة التركية، ولكنهم لا يحسنون استخدامها ولا يمارسونها في حياتهم الجامعية والعامة، وعندها فكرت بإيجاد مشروع لحل هذه المشكلة أو التخفيف من آثارها.

وتابع المصدر أنه ذهب حينها إلى مكتب شؤون الطلاب الأجانب في الجامعة وعرض عليهم فكرة إنشاء نادي أو تجمع للطلاب الأجانب والعمل على موضوع الثقافة واللغة التركية بحيث تقرب بين هذه المجتمعات، وتابع المصدر أن الفكرة لقيت  تقبلاً كبيراً من الجامعة  وبدأ تنفيذها العام الماضي ومؤخراً تم الحصول على   ترخيص للعمل في الجامعة.


*حل المشاكل و سوء التفاهم
 ويقوم  المشروع بتنظيم رحلات للطلاب ومساعدة الأجانب الموجودين داخل وخارج الجامعة على حد سواء وحل المشاكل أو سوء التفاهم الذين يمكن أن يطرأ بينهم وبين الأتراك والتصدي للإشاعات التي تنتشر بين الأتراك والأجانب ويتم تكذيب هذه الشائعات وإعطاء الأخبار الصحيحة. 

ولفت محدثنا إلى أنهم ينظمون ورشات ويقدمون دروساً للطلاب الأجانب في الجامعة من عرب وغيرهم، وقاموا كما يقول برحلة إلى متحف عبد المجيد الثاني وتم تعريف الطلاب بالثقافة التركية  بالسلطان عبد المجيد والحضارة العثمانية.

 ويقتصر المشروع حالياً على مدينة اسطنبول نظراً لأن الترخيص صدر منذ فترة قريبة  واستفاد من المشروع -بحسب مؤسسه- حوالي 110 من طلاب سوريين وعرب، ويعمل المشروع الآن تحت غطاء جامعة  اسكودار ونحاول التركيز على أن السوريين والعرب عامة والأتراك شعب واحد وثقافة واحدة. 

ويعيش في تركيا حوالي 2.7 مليون لاجئ سوريّ بحسبِ إحصاءاتِ المفوضيّة السامية لشؤون اللاجئين، ويرتفع هذا العدد إلى 2.969 مليونتبعاً لبياناتِ وزارة الداخلية التركيّة. يتواجد حوالي 258 ألفاً منهم على 25 مخيَّماً في 10 مدن تركيّة حدودية، في حين يتوزَّع الباقي داخلَ المدنِ والبلدات في مختلَف أنحاء تركيا ويشكِّلون ما نسبتُه 85% من إجماليّ اللاجئين، وأكثر من 53% منهم من النساء وممَّن تقلُّ أعمارهم عن 18 عاماً.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(160)    هل أعجبتك المقالة (81)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي