أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

المفوضية تعمق معاناة آلاف اللاجئين السوريين بقرار يحرمهم من المساعدة الغذائية

من مخيمات عرسال - زمان الوصل

أقدم "برنامج الأغذية العالمي" التابع للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان على توجيه رسائل نصية لمئات العائلات السورية في المخيمات اللبنانية يوم السبت تخبرهم فيها بفصلهم من برنامجها الغذائي، وحرمانهم من تلقي المساعدة المالية الشهرية والمحددة بقيمة 500 ألف لبناني (12 دولار ونصف) للاجئ الواحد شهريا.

ولم توضخ المفوضية في رسائلها المعايير والشروط التي اعتمدتها في إختيار العائلات للفصل دون سواها.

وقالت المفوضية في رسالتها النصية التي استهدفت فيها العوائل المفصولة:
"صاحب رقم الملف او الشيفرة (..)
نظرًا للاحتياجات المتزايدة للعديد من الأسر ومحدودية الموارد، إبتداءً من كانون الثاني 2023 سوف تتوقف عن تلقي المساعدة الشهرية بقيمة 500,000 ليرة لبنانية لكل فرد من أفراد الأسرة من برنامج الأغذية. بالمقابل، سوف تبدأ بتلقي مساعدة مالية شهرية بقيمة 1,000,000 ليرة لبنانية للاسرة من المفوضية".

وأضافت المفوضية في رسالتها:"سوف تتلقى رسالة نصية من المفوضية تتضمن المزيد من التفاصيل خلال الاسابيع المقبلة. للاستفسار الرجاء الاتصال على 1526 (برنامج الأغذية العالمي) او 01-903014 (المفوضية).

وقوبل القرار الذي أقدمت عليه المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بموجة غضب وإستهجان عبر عنها لاجئون سوريون في "عرسال"، مستنكرين هذا القرار الذي يأتي تزامنا مع بدء فصل الشتاء، وفي ظل أسوأ أزمة إقتصادية ومالية يعيشها لبنان منذ عامين.

وقال اللاجئ السوري " أبو نصر" من "مخيم البراء" في "عرسال" إن المفوضية بقرارها "الجائر وغير الإنساني" تكون شريكة بالضغط على اللاجئين السوريين لطردهم من لبنان، وتؤكد تناغمها مع النظام السوري في ترويجه لما يسمى (العودة الطوعية) وهي بذلك تخرج عن مهمتها الإنسانية لتعلن إصطفافها السياسي وتعاطفها مع رأس النظام السوري الذي قتل من السوريين ما قتل، وهجر الباقي من معارضيه خارج بلدهم.

وقال اللاجئ "علي" من "مخيم الوافدين" في عرسال: لايوجد تفسير لهذا القرار الإجحاف واالاستهتار والاستهزاء بأبسط الحقوق للإنسان اللاجئ. مضيفا: "لا يوجد بند في الامم المتحدة بنص على هذا (العقاب) غير المسؤول، نضع هذا القراربرسم المفوضية ومنظمات حقوق الانسان إن وجدت".

وسخرت اللاجئة السورية أم محمد من "مخيم النخيل" في عرسال من قرار المفوضية قائلة: "مليون ليرة لبنانية لسبع اشخاص في الشهر (مايقارب 25 دولار) لاتكفي ثمن خبز، فمابالكم بمصاريف فصل الشتاء من حطب ومدافئ ومازوت وغيرها"،.مضيفة: "هذا قرار أرعن وسخيف ولايليق بالمفوضية أن تقدم عليه في هذه الظروف الإقتصادية المزرية التي نعيشها في المخيمات".

وردا على قرار المفوضية قال الناشط السوري "سامر عامر" من فريق "ناشطون في عرسال" لمراسل "زمان الوصل": القرار بالفصل الذي أقدمت عليه المفوضية سيقود لواقع مبكي هنا في المخيمات التي تعيش أصلا واقعا إقتصاديا سيئا، مضيفا "نحن ننتظر في فريق (ناشطون) الساعات القادمة ريثما تنهي المفوضية العليا إستكمال رسائلها المجحفة بحق العائلات المفصولة. وبعدها سنحدد ماعلينا فعله بالتعاون مع المسؤولين والأهالي بمايخص هذا القرار الجائر"، مضيفا بقوله "ندين هذا القرار الجائر وغير المسؤول ونطالب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بالكشف عن المعايير والشروط التي إعتمدتها في اختيار العوائل المفصولة دون سواها.ونصر على هذا المطلب".

وقال مراسل "زمان الوصل" في "عرسال"  إن بعض العائلات المفصولة قد عملت على تمزيق "قسيمة التغذية" المقدمة لهم من "برنامج الأغذية العالمي" والتي تخولهم قبض المساعدة المالية بموجبها في تعبير منهم عن رفضهم وإستيائهم من من القرار.

وأضاف المراسل أن بعض مشرفي المخيمات في "عرسال" إقترحوا جمع " قسائم التغذية" من العائلات المفصولة وردها للمفوضية احتجاجا على قرارها الظالم.

ويعيش في لبنان قرابة مليونين و80 ألف سوري بمن فيهم اللاجئون بحسب تصريح للمدير العام للمديرية العامة للأمن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم.

وتقدر المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أعداد اللاجئين السوريين المسجلين على قيودها بقرابة 850 ألفا.

وتشير إحصائياتها الأخيرة إلى أن 9 لاجئين من أصل 10  يعيشون تحت خط الفقر. وأن غالبية اللاجئين السوريين يعيشون في فقر مدقع. ويفتقرون لأبسط شروط الصحة والحماية والأمان.

عبد الحفيظ الحولاني - زمان الوصل
(193)    هل أعجبتك المقالة (152)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي