قالت شركة الطاقة النووية الأوكرانية (إنرجواتوم) اليوم الخميس إن روسيا قصفت وألحقت أضرارا بخطوط الكهرباء التي تربط أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا بالشبكة الأوكرانية، ما جعل المحطة تعتمد على مولدات الديزل مرة أخرى.
وقالت (إنرجواتوم) في منشور على قناتها على بموقع (تيليغرام) إن المولدات لديها وقود كاف للحفاظ على لطاقة النووية في محطة زابوريجيا الواقعة جنوب شرقي أوكرانيا لمدة 15 يوما فقط.
وأضافت "لقد بدأ العد التنازلي، إمكانياتنا محدودة للحفاظ على المحطة في وضع آمن"، ما أثار مخاوف من حدوث كارثة نووية محتملة.
مع توقف مفاعلاتها الستة، تعتمد المحطة على الكهرباء الخارجية لتبريد الوقود المستهلك.
تبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهامات على مدى أشهر وسط الحرب لقصف المحطة ومناطق حولها، وحذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن ذلك قد يتسبب في حالة طوارئ إشعاعية.
على الرغم من توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على مرسوم بنقل المحطة إلى ملكية روسية، يواصل الأوكرانيون تشغيلها.
وقد دعت إنرجواتوم مرارا إلى انسحاب القوات الروسية من المحطة وإنشاء منطقة منزوعة السلاح حولها.
وقالت اليوم الخميس إن روسيا قصفت خطي كهرباء كانا يربطان المحطة بالشبكة الأوكرانية خلال الليل، مضيفة "هذه محاولة لإعادة ربط المحطة النووية بنظام الطاقة الروسي".
الجانب الروسي سيحاول إصلاح خطوط الكهرباء من أجل ربط المحطة بالشبكة الروسية وبالتالي توفير الطاقة لشبه جزيرة القرم المحتلة وأجزاء من منطقة دونباس الشرقية الأوكرانية"، بحسب الشركة.
وقال مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الخميس ان مدينة نيكوبول تعرضا للقصف ايضا، ما أدى إلى إلحاق أضرار ببنايات سكنية ومحطة وقود، بالإضافة لكثير من الشركات الخاصة.
كما تعرضت مدن أوكرانية أخرى للقصف، حيث استخدمت روسيا طائرات مسيرة وصواريخ ومدفعية ثقيلة، ما أسفر عن مقتل ستة مدنيين وإصابة 16 آخرين، بحسب مكتب الرئيس.
وقال حاكم دونيتسك، بافلو كيريلينكو، إن بنى تحتية للطاقة والمياه تعرضت للقصف في مدينة كريفي ريه، مسقط رأس زيلينسكي، ما تسبب في انقطاع الكهرباء والمياه عن المدينة التي كان عدد سكانها 635 ألف نسمة قبل الحرب.
وتواصلت المعارك في بلدتي باخموت وأفدييفكا، في أقصى شرق إقليم دونيتسك، حيث قالت السلطات إن السكان كانوا يعيشون بدون كهرباء أو تدفئة ويتعرضون لقصف دائم. وقال مسؤولون إن ست مدن وقرى في المنطقة تعرضت يوم أمس لهجوم بالمدفعية الثقيلة، بينما تعرضت خاركيف ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا في الشمال الشرقي لقصف بثلاثة صواريخ.
على صعيد منفصل، أبحرت سبع سفن تحمل 290 ألف طن من المنتجات الزراعية من الموانئ البحرية الأوكرانية متجهة إلى آسيا وأوروبا، بعد يوم من موافقة روسيا على الالتزام باتفاق شحن الحبوب الأوكرانية وغيرها من السلع إلى الأسواق العالمية.
في إعلانه عن عودة روسيا إلى الاتفاق، قال بوتين إن موسكو تلقت تأكيدات بعدم استخدام أوكرانيا الممرات الإنسانية لمهاجمة القوات الروسية. وحذر من أن روسيا تحتفظ لنفسها بالحق في الانسحاب مرة أخرى إذا نكثت خالفت بوعودها.
كانت روسيا قد علقت مشاركتها في اتفاق نقل الحبوب خلال عطلة نهاية الأسبوع، متذرعة بهجوم مزعوم بطائرة مسيرة استهدف أسطولها في البحر الأسود في شبه جزيرة القرم.
لم تعلن أوكرانيا مسؤوليتها عن الهجوم وقال زيلينسكي الأربعاء إن عودة موسكو إلى الاتفاق تؤكد أن "الابتزاز الروسي لم يؤد إلى شيء".
في موسكو، استدعت وزارة الخارجية الروسية السفيرة البريطانية ديبورا برونرت، الخميس، قائلة إن الاستدعاء يأتي بشأن مشاركة مدربين بريطانيين في هجوم 29 أكتوبر/ تشرين أول بطائرات مسيرة على أسطول البحر الأسود في سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم. ولم تدل برونيرت بتصريحات عقب مغادرتها الوزارة بعد اجتماع دام نحو نصف ساعة.
من بين السفن التي أبحرت الخميس، سفينة تحمل 29 ألف طن من بذور عباد الشمس متجهة إلى عمان، وأخرى تحمل 67 ألف طن من الذرة متجهة إلى الصين، بحسب وزارة البنية التحتية.
منذ التوصل إلى الصفقة في أغسطس/ آب، قامت 430 سفينة بتصدير 10 ملايين طن من المنتجات الزراعية الأوكرانية إلى دول في إفريقيا وآسيا وأوروبا.
قالت وزارة البنية التحتية إن حجم الصادرات في أكتوبر/ تشرين أول "كان يمكن أن تكون أعلى بنسبة 30-40 بالمائة لو لم تعق روسيا بشكل مصطنع عمليات التفتيش في مضيق البوسفور".
أوكرانيا: قصف روسي دمر خطوط طاقة بمحطة نووية
أ.ب
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية