أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ريف حمص.. اكتشاف لوحة فسيفسائية نادرة في مدينة "الرستن"

تعود للعصر الروماني

أعلنت المديرية العامة للآثار والمتاحف التابعة للنظام عن اكتشاف لوحة فسيفسائية أثرية نادرة في مدينة الرستن تعود للعصر الروماني ضمن أحد المنازل ويبلع طولها 20 متر وعرضها 6 أمتار .

وتعتبر هذه اللوحة من اللوحات المهمة من الناحية الفنية والأثرية، وقد تكون استثنائية ونادرة على مستوى العالم كونها الأكمل التي تروي قصة حرب الأمازونات.

وتبدو اللوحة بحسب الصور المتداولة لها غنية بالمشاهد حيث نجد في المشهد المركزي تمثيلاً لأخيل لحظة مقتل ملكة الأمازونات التي وقع في حبها، بالمقابل هناك تمثيل لهرقل وهو يستحوذ على الحزام السحري من ملكة الأمازونات بعد قتلها وهناك إطار آخر للمحاربات الأمازونيات في أرض المعركة مع اليونانيين وقد دونت أسماؤهم كما مثلت ألهه الرياح والفصول.

والامازونات كوكبة من النساء المحاربات من أواسط أسيا كنَّ يكوّين في صغرهن الثدي الأيمن ليتوقف عن النمو فيسهل عليهن استخدام القوس في كبرهن، ومن هنا جاءت تسميتهن ( أمازون – بلا ثدي ) وكنَّ لا يقربن الرجال إلا مرة واحدة في العام ويقتلن الذكور من أبنائهن ويحافظن على جنسهن، لذلك لقبن بـ "كارهات الرجال".

ويشار إلى أن هذه الأسطورة موجودة في الإلياذة عند هوميروس، أرخت هذه اللوحة المهمة عن القرن الرابع الميلادي.

وبحسب مديرية الآثار والمتاحف فاللوحة المكتشفة عبارة عن مشهدين رئيسيين المشهد الأول هو ثلاثة أطر ودائرة بالمنتصف، فيها رسومات لأخيل مع ملكة_الأمازونيات، وتجسيد لهرقليس مع ملكة أمازونيات أخرى، وحول الإطار رسوم لأمازونيات مع ملوك اليونان، وهي إشارة إلى قصة أسطورية معروفة في النصوص الأثرية للملحمة الشعرية الإلياذة" والتي تتحدث عن حرب_الأمازونيات بين طروادة واليونانيين.


آلهة الرياح
وتضم اللوحة أيضاً أسماء ملوك اليونان كافة الذين اتحدوا ضد طروادة، وأسماء الملكات الأمازونيات وبعض الشخصيات التي ذكرتها النصوص الأثرية وشخصيات أخرى لا يوجد لها ذكر في تلك النصوص، وفي اللوحة تمثيل لآلهة الرياح، إضافة إلى فصول العام ورسومات متجهة مع عقارب الساعة.

وقال رئيس دائرة آثار حمص المهندس "حسام حاميش" لوسائل إعلام النظام أن هذا الاكتشاف اليوم في مدينة الرستن المسجلة في عداد المباني الأثرية لم يأت عبثاً أو بالصدفة، فمملكة أرتيوزا التاريخية هي مدينة الرستن، وكل التنقيبات التي أجرتها مديرية الآثار والمتاحف سابقاً إن كان في سفح تل الرستن أو شوارع المدينة أثبتت وجود هذه الدلائل الأثرية، مشيراً إلى أن هذا الاكتشاف سيفتح المجال لبدء أعمال تنقيب تظهر مكانة هذه المنطقة على الخارطة الأثرية مستقبلاً.


محطة للحجاج
وأفاد ناشطون أن اللوحة اكتشفت في منزل شخص من عائلة عبد الوهاب في منطقة الرستن الفوقاني بعد شراء المنزل منه.

وأعرب المصدر عن اعتقاده بأن القوى الأمنية التي تسيطر على المدينة ستقوم بإخراج السكان من البيوت المجاورة لمكان الاكتشاف تحسباً لاكتشافات أخرى ستجد طريقها إلى خارج سوريا وإلى جيوب مسؤولي ومتنفذي النظام على غرار ما كان يقوم به كل من رفعت الأسد ومصطفى طلاس.

و( اريتوزا ) هو الاسم الأسطوري لمدينة الرستن وهي إحدى المدن الأربع الرئيسية التي أسسها السلوقيون ( 213- 64 ق.م ) واكتسبت أهمية استراتيجية خاصة لوقوعها على الطريق الوحيد للقوافل التجارية، وكانت محطة للحجاج بين اسطنبول ومكة المكرمة وقاعد للأمراء العرب في القرن الأول الميلادي، حيث تبوأت زمن أسرة شمس غرام – رئيس أحبار هيكل الشمس مكانة خاصة -.

تابوت رخامي
وفي عام 1989م أفصحت أرض الرستن عن أحد أسرارها الدفينة وهو تابوت رخامي يماثل في وزنه ومقاسه تابوت حرب طروادة ، ويمتاز هذا التابوت عن التوابيت الثلاث الأخرى بأنه يحمل هويته المسجلة عليه باللغة اللاتينية في وسط المنظر الأمامي والأساسي لوجه التابوت، وتتضمن مفردات هذه الهوية اسماً لضابط روماني من فئة آمري المائة من الجند ، كما يتضمن المشهد المنقوش على وجه التابوت صورة إله الحب (كيوبيد) الذي كان يستهزىء بالصواعق التي يرسلها (جوبيتر) رب الأرباب عند الرومان ضد أعدائه وصور أخرى لعناقيد العنب التي ترمز إلى الخمر وجدائل مضفورة ترمز إلى النصر على الأغلب ورؤوس "كيامش" التي ترمز إلى التقدمات النذرية، وثمة تصوير لـ (ميدوزا)    medusa(الحارسة) إحدى الأخوات الثلاث hs gorg في الأساطير اليونانية اللواتي كانت نظراتهن تُحيلُ كل من تقع عليه إلى صخر.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(130)    هل أعجبتك المقالة (140)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي