ألمانيا تدعو الاتحاد الأوروبي إلى معاقبة مسؤولي القمع بإيران

دعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الاتحاد الأوروبي إلى فرض حظر دخول وتجميد أصول المسؤولين عما وصفته بالقمع الوحشي ضد المتظاهرين المناهضين للحكومة في إيران، ومنعهم من دخول دول الاتحاد.

دخلت الاحتجاجات الأكثر استمرارا منذ سنوات ضد الثيوقراطية الإيرانية أسبوعها الرابع.

انطلقت الاحتجاجات الأطول ضد النظام الثيوقراطي في إيران والتي دخلت أسبوعها الرابع رفضا لوفاة مهسا أميني، الشابة الكردية التي توفت عقب اعتقالها من جانب "شرطة الأخلاق" الإيرانية في السابع عشر من سبتمبر / أيلول الماضي.

انتشرت الاحتجاجات منذ ذلك الحين في جميع أنحاء البلاد، وقوبلت بحملة قمع شرسة من جانب الشرطة تسببت في مقتل العشرات واعتقال المئات.

نقلت صحيفة "بيلد ام زونتاغ" في عددها الصادر يوم الأحد عن بيربوك قولها "أولئك الذين يضربون النساء والفتيات في الشوارع، ويعتقلون بشكل تعسفي الأشخاص الذين لا يريدون شيئا سوى العيش بحرية، ويحكمون عليهم بالإعدام، يقفون في الجانب الخطأ من التاريخ".

وأضافت "سنضمن أن يفرض الاتحاد الأوروبي حظر دخول على المسؤولين عن هذا القمع الوحشي، ويجمد أصولهم في دول الاتحاد، نقول للشعب الإيراني: نقف إلى جانبكم وسنبقى كذلك".

لم تذكر شركة بيربوك أي أفراد ولا منظمات إيرانية بعينها.

كان نواب في البرلمان الأوروبي وافقوا يوم الخميس الماضي على قرار يطالب بفرض عقوبات على المسؤولين عن مقتل مهسا أميني، والقمع الذي أعقب ذلك في إيران.

تشكل ألمانيا، إلى جانب فرنسا العضو في الاتحاد الأوروبي، أحد الدول الموقعة على اتفاق عام 2015 مع إيران لمعالجة المخاوف بشأن البرنامج النووي لطهران وتسعى لإحياء الاتفاق.

ضعفت المحادثات بشأن الاتفاق، لكن في حال عودة العمل به، فإن الاتفاق سيمنح تخفيفا للعقوبات من شأنه أن يساعد في تقوية شوكة الحكومة الإيرانية.

ولمواجهة الاضطرابات المستمرة، لجأت السلطات الإيرانية أيضًا إلى استهداف الشخصيات الإيرانية البارزة التي أعربت عن دعمهم للاحتجاجات.

وذكرت وكالة أنباء إيلنا شبه الرسمية، أن مسؤولين صادروا جوازي سفر المغني البارز همايون شجريان، والممثلة سحر دولاتشاهي، بعد عودتهما من جولة موسيقية في أستراليا يوم السبت. وقالت وكالة الأنباء الإيرانية إن جوازي السفر صودرا في مطار طهران الدولي.

وكانت شجريان قد أعرب عن دعمه للمتظاهرين خلال جولته الخارجية، في حفل موسيقي في 13 سبتمبر/ أيلول، واضعا صورة كبيرة لمهسا أميني كخلفية للمسرح وغنى أغنية قديمة حول القسوة والظالمين.

وحملت لوحة أخرى عبارة: "لا تقتلوا هؤلاء الناس. هؤلاء الناس يستحقون الحياة لا الموت. هؤلاء الناس يستحقون السعادة والحرية. موقفي واضح، سأقف دائما إلى جانب أبناء بلدي".

منذ بدء التظاهرات، اعتقلت السلطات الإيرانية عددا من الفنانين البارزين، بينهم المغني شيرفين حاجيبور الذي أصبحت أغنيته "فور" نشيدا للحركة الاحتجاجية. وتم الافراج عن حاجيبور بكفالة يوم 4 أكتوبر/ تشرين أول.