أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حريق مخيم للاجئين في "عرسال".. عشرات العائلات السورية دون مأوى وغياب كامل للمفوضية

من الحريق - زمان الوصل

أعلن لاجئون في "مخيم الوفاء العماني" للاجئين السوريين في بلدة "عرسال" مخيمهم "منكوبا" على خلفية حريق أتي على عشرات الخيام أمس الأربعاء.

وتسبب الحريق الذي ضرب مخيم "الوفاء العماني" للاجئين السوريين في بلدة "عرسال" بتشريد 92 عائلة بعدما التهمت النيران خيامهم بشكل كامل، وحولت محتوياتها من أثاث وفرش وإسفنج ومؤنة وأدوات كهربائية إلى رماد.

وقال مراسل "زمان الوصل" من داخل المخيم إن الحريق هو الأكبر من نوعه على مدى السنوات العشر من عمر اللجوء السوري في لبنان.
وكان "مخيم الشهداء" للاجئين السوريين في "عرسال" قد شهد قبل شهر حريقا تسبب باشتعال 20 خيمة بالكامل.

وأضاف المراسل أن اللاجئين المقيمين داخل المخيم والبالغ تعداده 235 خيمة قد وقفوا عاجزين عن القيام بأي إجراء لمواجهة ألسنة النيران المشتعلة في مخيمهم بسبب عدم توفر المياه في خزاناتهم، وافتقار خيامهم لأي مورد مائي بعد أيام من قرار صادر عن "منظمة الجوع التابعة للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين" بتخفيض كمية المياه المخصصة للاجئ السوري من 27 ليترا في اليوم إلى7 ليتر ونصف، والذي دخل حيز التنفيذ  ابتداء من أول شهر تشرين/أكتوبر الجاري.

وقال عضو فريق "ناشطون" في مخيمات عرسال "أبو مسعود مسلماني" لـ"زمان الوصل" إن ما أعاق سيطرة على الحريق،  إضافة إلى شح المياه، عدم وجود "طفايات" حريق بأعداد كافية داخل المخيم، مضيفا أنها وإن وجدت فإنها تكون منتهيةالصلاحية، أو معبأة بمواد غير فعالة للتعامل مع حرائق بهذه الشدة.

في سياق متصل حمل عضو فريق "ناشطون" في مخيمات عرسال "سامر عامر أبو عدي" مسؤولية النكبة التي حلت بالمخيم للقرار "العبثي" الصادر عن "يونسيف" والقاضي بتخفيض كمية المياه للاجئ السوري،مشيرا إلى أنهم كفريق متابع لمشاكل اللاجئين لم يلمسوا أي إهتمام أو جدية من قبل موظفي المفوضية في التراجع عن هذا القرار.

وأكد أنهم كفريق حذروا في أكثر من بيان وجهوه للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين من تبعات مرضية وصحية خطيرة قد تصيب سكان المخيمات من أمراض جلدية وكوليرا ونحوها من الآفات التي تنجم عن قلة النظافة بسبب هذا القرار، لكن دون جدوى.

مشرف مخيم "الوفاء العماني" "ماهر الحسيكي" ضم صوته لصوت فريق "ناشطون" في تحميل المفوضية مسؤولية خروج الحريق عن سيطرة سكان المخيم بسبب افتقار خزانتهم لأي قطرة ماء زائدة عن حاجة الخيمة.

 وقال مخاطبا المفوضية: "وفروا لنا الماء لأنه أساس الحياة قبل أن تطالبونا باللقاحات ضد كورونا، وإن كنتم غير قادرين على توفير الماء لنا ولأطفالنا دعونا نموت".

وأكد المراسل أنه لم يسجل أي إصابة بين سكان المخيم المنكوب رغم انفجار أكثر من موقد غاز، وبطاريات سيارات تستخدم لشحن مصادر الإنارة وأجهزة الإنترنت داخل الخيام، منوها إلى أنه لم يتم تجهيز أي خيمة كبديل عن الخيام المحترقة قبل المنظمات الإغاثية ذات الصلة حتى ساعة إعداد الخبر.

ولفت مراسلنا من مخيمات "عرسال" إلى حالة الغياب الكاملة وغير المفهومة لممثلي المفوضية العليا لشؤون اللاجئين عن ساحة الحريق، إضافة إلى السلبية والتراخي الواضحين في آلية تعاملها مع هذا الحريق الذي تسبب بكارثة فعلية، في حين  كان ينتظر منها وهي الممثل الرسمي للاجئين السوريين في لبنان الاستنفار بكامل كوادرها والعمل ضمن خطة طوارئ جاهزة ومتقنة للتصدي لمثل هكذا كوارث ونكبات.

وأشار إلى أن الحضور اقتصر على بعض الجمعيات الخيرية التي قدمت المساعدت الغذائية والعينية الإسعافية والمؤقتة لسكان الخيم المتضررة.
وتوزع سكان الخيام المحترقة من نساء وأطفال وكبار سن من مخيم "الوفاء العماني"، بحسب مراسلنا، على المخيمات والمنازل المجاورة، وذلك تلبية لـ"الفزعة" التي بادر إليها عدد كبير من سكان باقي المخيمات، إضافة لعائلات لبنانية من أهالي بلدة "عرسال" لاستضافتهم ومشاركتهم الخيمة واللقمة والمسكن ريثما تتمكن المنظمات الإغاثية ذات الصلة من إيجاد حل.

ونقل المراسل عن بعض الضحايا شعورهم بالأسى ليس لخسارتهم المأوى وحسب، وإنما "المؤنة" التي جهزتها الكثير من العوائل ليقتات أطفالها في فصل الشتاء من مكدوس وكشك وزيتون ومربيات وغيرها.

ونوه إلى أن أغلب تلك العائلات قد ألقت بنفسها في دوامة "الديون" لتأمين تلك المؤنة على قلتها، مسلطا الضوء على صور مبكية للاجئات من داخل المخيم وهن يشاهدن أرزاقهن من "المؤنة" تفترش الرماد.

تقول اللاجئة الستينية "أم محمد" لـ"زمان الوصل" إنها عجزت في أكثر في محاولة شراء مستلزمات "المكدوس" من زيت وفليفلة وباذنجان، ما اضطرها مرغمة للاستدانة لتتمكن من صناعة "قطرميز مكدوس" قوامه بضع كيلوات من الباذنجان والفليفلة.

عبد الحفيظ الحولاني - زمان الوصل
(67)    هل أعجبتك المقالة (59)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي