انضمت مدن كبرى جديدة إلى الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي تشهدها إيران بعد مقتل الفتاة "مهسا أميني" على يد الشرطة الإيرانية بحجة عدم التزامها بالحجاب.
وتستمر المظاهرات الشعبية الغاضبة في عدة مدن إيرانية منذ يوم السبت في 18 أيلول الجاري بعد النهاية المؤسفة للشابة "مهسا" تعبيراً عن رفض معاملة قوات الأمن للنساء في إيران.
وأكد شهرام كرامي المدعي العام لمحافظة كرمانشاه غربي إيران مقتل اثنين آخرين من المحتجَين خلال نظاهرات غاضبة على مقتل "مهسا أميني" التي احتجزتها شرطة الأخلاق.
وقال كرامي حسبما نقلت وكالة أنباء "فارس" إنه "لسوء الحظ قتل شخصان خلال أعمال الشغب أمس الثلاثاء".
وبحسب الوكالة، ارتفعت حصيلة القتلى الرسمية من المحتجين حتى الآن إلى خمسة أشخاص بعد أيام على الاحتجاجات.
ونفت السلطات الإيرانية أي مسؤولية للقوات الامن عن سقوط قتلى خلال ما أسمته بـ"اضطرابات شعبية" عقب وفاة أميني واصفة مقتل المحتجين بـ"المريب".
وتواصلت الاحتجاجات الشعبية في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء، حسبما قالت وكالة أنباء "فارس" مضيفة أن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع.
وانتشرت تسجيلات مصورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لنساء يلوحن بأغطية رؤوسهن وهن يقفن إلى جانب متظاهرين يواجهون قمع قوات الأمن لهم بعد خروجهم للتظاهر احتجاجاً على وفاة "مهسا أميني".
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات مصورة توثق احتجاجات الإيرانيين الغاضبة من النظام الإيراني والداعية لرحيل أبرز رموزه وأولهم المرشد علي خامنئي.
كما انضمت مدن تبريز وشيراز وإيلام وهمدان وسبزوار وقزوين وقم وزنجان وكرمان إلى المدن التي انتفضت احتجاجاً على طريقة تعامل الأمن مع النساء خاصة بعد وفاة "مهسا أميني" خلال احتجازها لدى "شرطة الاخلاق" في إيران.
ووفقاً للتسجيلات المصورة، فقد ردّد المتظاهرون هتافات تدعو بالموت "للديكتاتور" والموت لـ"خامنئي".
وكعادتها، اتبعت قوات الأمن الإيرانية أسلوب العنف في قمع المتظاهرين وإطلاق الرصاص الحي لتفريقهم ووقف احتجاجاتهم ما أدى لمقتل عدد من المتظاهرين.
وقالت وسائل إعلام إيرانية حسبما رصدت "صحيفة "زمان الوصل" إن المواجهات بين قوات الأمن الإيرانية والمحتجين تصاعدت منذ يوم أمس في مدينة تبريز، شمال غربي إيران، بعد انضمام المدينة إلى التظاهرات الغاضبة.
وفي أحد التسجيلات، هاجم المحتجون مركبة تابعة للشرطة الإيرانية في قزوين فيما أضرم آخرون النار في حافلة تابعة لقوات الأمن.
لم يتردد عناصر الأمن والشرطة الإيرانية في محاولة تفريق المظاهرات ووقف الاحتجاجات التي بدأت قبل أيام بل سارعوا إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع تارة والرصاص الحي في بعض الأماكن التي تشهد غضباً كبيراً مثلما حدث في مدينة شيراز جنوب البلاد.
وأظهرت التسجيلات المصورة قيام عناصر الأمن بإطلاق الغاز المسيل للدموع داخل مترو أنفاق طهران لتفريق المحتجين الذين ردّوا بالهتاف مرددين: "يا عديمي الشرف".
وقال موقع "إيران إنترناشيونال" إن محتجين غاضبين أغلقوا الشارع الرئيسي بالعاصمة طهران والمعروف باسم "حافظ" لمنع عناصر الأمن والشرطة الإيرانية من الاصطدام مع المتظاهرين وتفريق جموعهم.
وطالب المتظاهرون الذين خرجوا في العاصمة طهران بإسقاط المرشد الإيراني "علي خامنئي" وهم يهتفون: "أمامنا عام الدم.. وسنشهد سقوط المرشد".
وولميكن حال مدينة شيراز أفضل حالاً إذ شهدت المدينة الجنوبية قيام قوات الأمن الإيرانية بمطاردة المتظاهرين مستخدمة الرصاص الحي باتجاه المحتجين لتفريقهم.
وبحسب فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد ظهرت قوات الأمن الإيرانية وهي تطارد المحتجين عبر عناصر يقودون الدراجات النارية.
وعبّر عشرات الآلاف من المحتجين في مدينة همدان، غربي إيران، عن غضبهم الشديد من تصرفات قوات الأمن مردّدين بصوت واحد: "يا عديمي الشرف".
كما شهدت عدة جامعات إيرانية تنظيم تجمعات احتجاجية غاضبة صباح أمس الثلاثاء، نادوا فيها بإسقاط النظام الإيراني وقاموا بركل صور المرشد علي خامنئي أيضاً.
وأظهرت الفيديوهات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي تجمعات شعبية غاضبة نظمتها جامعات "طهران، وعلم وصنعت، وشهيد بهشتي"، هتف مئات الطلاب فيها ضد عناصر "الباسيج" وبصوت واحد مرددين: "يا عديمي الشرف".
وأشار طلاب "جامعة الخوارزمي" في "كرج"، شمالي إيران، إلى سنوات الجرائم التي يعشونها في ظل "ولاية الفقيه".
كما ردّد المتظاهرون من طلاب الجامعة هتافات تدعو بالموت لولاية الفقيه ولخامنئي أيضاً.
وشكّل اعتداء عناصر دورية الإرشاد على الشابة "مهسا أميني" والذي أدى لوفاتها شرارة الاحتجاجات التي أشعلها الإيرانيون في عدد من المدن الإيرانية.
وادّعت الشرطة أن "أميني" مرضت أثناء احتجازها مع نساء أخريات تم توقيفهن من قبل شرطة الأخلاق.
إلا أن والد "أميني"، قال لموقع "امتداد" الإخباري المؤيد للإصلاح إن ابنته لم تكن تعاني من أي أعراض صحية، مؤكداً إصابتها بكدمات في ساقيها محملاً الشرطة المسؤولية عن وفاتها.
وأوضح والد "اميني أن الشرطة استغرقت ساعتين من الوقت لنقل ابنته إلى المستشفى، مضيفاً: "ولو كانت وصلت في وقت أبكر، لما توفيت".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية