أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

وفاة شاب سوري وجزائريين عطشاً في صحراء "حاسي مسعود"

ينحدر "أنس" من مدينة حلب

توفي الشاب السوري "أنس مقدم" جراء الجوع والعطش بعد أن تاه في صحراء "حاسي مسعود" في الجزائر.

ووفق ناشطين ينحدر "أنس" من مدينة حلب وهو خريج كلية الشريعة الإسلامية، وكان طالب دراسات عليا في جامعة دمشق قبل أن يضطر للسفر إلى الجزائر منذ شهر بحثاً عن عمل بعد أن ضاقت به الأحوال في سوريا ليعمل كخياط، وقبل أيام كان مع صديقين جزائريين له في سيارة في صحراء "حاسي مسعود" على مسافة 900 كلم إلى الجنوب من العاصمة الجزائرية. فانقطع وقود السيارة، ولم يستطيعوا التواصل مع أحد لإنقاذهم ليتم العثور على جثثهم أمس الأربعاء في الصحراء المترامية الأطراف.

وتم نقل الجثث إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى "حاسي مسعود"، فيما فتحت الجهات المعنية تحقيقا لتحديد الأسباب الحقيقية لهذا الحادث.

ونعت كلية الشريعة في جامعة دمشق وقسم الدراسات العليا الطالب الباحث "محمد أنس مقدم الحلبي" من طلاب قسم الأحوال الشخصية "صاحب التفوق والخلق الحسن".

ورثى مقدم عدد من أصدقائه ومن عرفوه في الحياة والجامعة، حيث روى "محمد دادو" أن أول لقاء جمعه بالشاب الراحل كان في جامع "الفتح" عام 2015 حين كان يحفظ "سورة الجن" على أبواب الإجازة وكان هو في "سورة التوبة" في مقدمات القرآن، ودعا له يومها وتمنى لو لحق به في القرآن.

وأضاف "دادو" أنه بشر الشاب الراحل آنذاك بأنه سيسبقه بهمته وإخلاصه وماهي إلا شهور حتى أتم أكثر قراءات القرآن وأخذ الإجازات عن أكابر الشيوخ والقراء وتخرج من الجامعة وهو بطريقه لإنهاء رسالة الماجستير، إلا أن القدر سبقه فاختاره الله تعالى شهيداً في صحراء الجزائر ليموت عطشآ متفرداً في قدومه على الله.

وعقب د."رأفت أسامة باقو" أن الراحل "أنس مقدم" هاجر بسبب قلة ذات اليد وهو الحافظ الذي بدأ يجمع القراءات العشر منذ فترة  ودرس الماجستير في دمشق ليكون نواة عالم".

وأضاف: "هاجر من مشرق بلاد العرب إلى أقصاها باحثاً عن عملٍ يؤسس له حياته يهاجر بشكل غير قانوني بعد أن سدّت في وجهنا الدول أبوابها وقطع آلاف الكيلو مترات في صحراء بعيدةٍ ولم يصل ليموت عطشاً".

وقال الشيخ "محمد أديب جبر": "أشهد الله أني عرفتك شاباً تقياً نقياً شيمتك التواضع والأخلاق الحسنة مع جميع أهلك وإخوانك وأحبابك".

أما د. "بسام الشيخ" فعلق: مؤلم أن تنعى طالباً من طلابك لكنه القدر... وجب التسليم له" وأضاف: "اللهم إنا نشهدك أنه كان حريصاً على أن ينهل من العلم ونشهد أنه كان ذا خلق حسن وحياء ولطف وذوق".

ونعت "مؤمنة الباشا" مقدم قائلة: "منذ البارحة وأنا أفكر بالنبأ الحزين.. إلى أين كنت تمضي؟ كيف خسرتك البلد وأنت بهذه الملكات لتسعى في بلاد الله في سبيل رزقك.. واستدركت بنبرة مؤثرة: "كيف وقعت في التيه؟.. هذه الصحراء الحارقة كيف احتملت حرها؟.. كيف كانت اللحظات الأخيرة؟ كم مرة استنجدت بالقرآن وقرأت الفاتحة ويس طمعا في مرور من يسقيك شربة ماء.. وكم مرة لهجت بالدعاء؟".

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(112)    هل أعجبتك المقالة (87)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي