أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

انتحار مدير بلدية جبلة يعيد إلى الأذهان انتحار أبرز رجالات نظام الأسد

محمود الزعبي - أرشيف

استحضر السوريون حوادث انتحار مسؤولين سابقين تابعين لنظام الأسد، عقب الضجة التي أحدثتها واقعة انتحار مدير بلدية جبلة، المدعو لؤي يوسف في مكتبه صباح أمس.

ولم تكن حادثة انتحار مسؤول في مكتبه داخل مؤسسة حكومية استثنائية في ظل حكم الأسد إذ شهد السوريون حوادث مماثلة أعادت إلى أذهانهم انتحار وزير داخلية النظام اللواء غازي كنعان في مكتبه برصاصة في الفم وقبله بخمس سنوات حادثة انتحار رئيس الوزراء الأسبق محمود الزعبي وكبار رجالات النظام وأذرعه وصولاً إلى صغار الموظفين.

*محمود الزعبي
أعلنت وسائل إعلام النظام عن انتحار رئيس الوزراء الأسبق محمود الزعبي في منزله بضاحية دمر بدمشق وذلك يوم 21 من أيار من العام 2000.

وجاءت حادثة انتحار الزعبي عقب إقالته من منصبه في آذار من عام 2000 وطرده من حزب البعث في أيار من نفس العام.

واتهمت الرواية الرسمية للنظام الزعبي بالتورط في صفقات فساد وتقاضي رشاوى من شركة إيرباص الفرنسية ما تطلب الحجز على أمواله المنقولة وغير المنقولة ووضعه تحت الإقامة الجبرية لحين انتحاره أو مقتله وفق الرواية الشعبية.

أما بالنسبة للشارع السوري آنذاك كان مدركاً لحقيقة النظام وتعامل مخابراته مع المسؤولين عند انتهاء مهامهم أو رفضهم تنفيذ الأوامر أو حتى تهديدهم بكشف قضايا كبيرة تمس كبار الحاشية المقربة من الأسد.

وكانت شريحة واسعة من السوريين غير مصدقة لرواية النظام الرسمية التي تتحدث عن انتحار الزعبي طواعية ملمحة لتصفية الزعبي من قبل ضباط القصر الجمهوري لعلاقات تربطه بهم أو بأوامر من أعلى المستويات بعد كشف تورطه بقضايا فساد كبرى.

*غازي كنعان
نشر نظام الأسد خبراً قصيراً في 12 من تشرين الأول من العام 2005، معلناً انتحار وزير الداخلية ورئيس المخابرات السورية الأسبق في لبنان، غازي كنعان، في مكتبه.

وقال إعلام النظام حينها إن السلطات المختصة ستقوم بإجراء التحقيقات اللازمة حول الحادثة.

وأفاد العميد وليد أباظة، مدير مكتب كنعان وقتها بأن الأخير ذهب إلى منزله لمدة ثلث ساعة قبل أن يعود إلى مكتبه حيث سمع صوت طلق ناري بعد عدة دقائق حيث كانت في فمه.

ولم تكن حادثة انتحار كنعان عادية فالرجل متورط في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.

كما أن رأس النظام بشار الأسد كان قد تحدث قبل انتحار كنعان بأنه ستتم محاكمة أي مسؤول سوري يثبت تورطه بقضية الحريري.

وتتالت حالات انتحار مسؤولي وضباط النظام العسكريين والأمنيين بعد انتحار الزعبي وكنعان بل اتسعت لتشمل أذرع الأسد العسكرية والأمنية ممن يعتمد عليهم في كل صغيرة وكبيرة.

وفي شهر آب من العام 2008 أعلنت وسائل إعلام النظام الرسمية اغتيال العميد محمد سليمان كبير مستشاري بشار الأسد، والمسؤول الأمني عن مركز البحوث العلمية التابع لوزارة الدفاع.

واتهم النظام حينها الموساد الإسرائيلي بتدبير عملية إطلاق رصاصات على ظهره ورقبته بعد قطع الكهرباء عن الشاليه الخاص به في مدينة طرطوس.

واستمرت سلسلة الاغتيالات وحالات الانتحار بين صفوف كبار مسؤولي وأذرع النظام ورأسه بشار الأسد حيث تم تفجير مبنى الأمن القومي السوري في 18 من تموز من عام 2012، قتل وقتها نائب الرئيس لشؤون العسكرية العماد حسن تركماني، ووزير الدفاع داوود راجحة، ونائبه آصف شوكت "صهر بشار"، ورئيس مكتب الأمن القومي هشام بختيار.

كما توفي رجل النظام الشرس ورئيس شعبة الأمن السياسي في درعا رستم غزالي في 24 نيسان 2015، بظروف غامضة وسط أنباء عن خلافات مع رئيس الأمن العسكري سابقًا رفيق شحادة ومع رئيس المخابرات الجوية، جميل الحسن.

ويدرك السوريون عموماً بأن حالات الانتحار التي ينفذها مسؤولون رفيعو المستوى في النظام السوري لم تتم برضاهم أو طيب خاطرهم بل إن النظام قام بتصفيتهم الواحد تلو الآخر مع انتهاء أدوارهم في مسرحية مصلحة الوطن ومحاربة الفساد ومساءلة الفاسدين.

زمان الوصل
(96)    هل أعجبتك المقالة (110)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي