في جزيرة صغيرة وسط نهر "ايفروس" الفاصل بين الأراضي اليونانية والتركية يعيش عشرات اللاجئين السوريين من بينهم نساء وأطفال وكبار في السن في ظروف قاسية وغير إنسانية منذ أكثر من شهر.
وأفاد ناشطون بأن اللاجئين الذين تقطعت بهم السبل محاصرون داخل الجزيرة لا يستطيعون التحرك لوجود مفرزة أمنية تركية أمام الجزيرة تطلق النار على اللاجئين الذين يحاولون الاقتراب من الجرف التركي، كما توجد مفرزة أمنية يونانية تطلق النار على اللاجئين الذين يحاولون الاقتراب من الجرف اليوناني.
وكان34 لاجئاً سوريًا، 13 من أصل كردي و3 فلسطينيين، بمن فيهم كبار السن والنساء الحوامل و12 طفلاً، عبروا إلى الأراضي اليونانية من منطقة ماريتسا في 14 يوليو/تموز الماضي ليفاجؤوا بعناصر من الأمن اليوناني الذين يرتدون زي الشرطة والكوماندوز بانتظارهم تلك اللحظة، وقاموا بضرب الجميع بهراوات غليظة دون تمييز بين النساء والأطفال وكبار السن.
وكشف مصدر في "فريق المتابعة والإنقاذ" لـ"زمان الوصل" أن العديد من اللاجئين أصيبوا بأمراض في الجهاز الهضمي والكلى بسبب مياه نهر "إيفروس" الطينية الملوثة ويلجؤون إلى ترشيح ماء النهر بطرق بدائية، ولكن المياه تبقى ملوثة حتى بعد الترشيح علاوة على وجود حشرات سامة.
وأكد المصدر أن طفلة سورية في الخامسة من عمرها توفيت بسبب لدغة عقرب، وهناك طفلة أخرى مصابة مهددة بالموت في أي لحظة.
ولفت محدثنا إلى أن أغلب المحاصرين مرضى ويعانون من الجوع والتسمم جراء مياه النهر الملوثة، وهناك -بحسب المصدر- امرأة في السبعين من عمرها تعاني العديد من الأمراض، كما أن هناك العديد من الحوامل والرجال المرضى.
*إذا لم يمت غرقاً فسوف نقتله
وكانت صحيفة "hurriyet" التركية قد أشارت إلى أن أحد طالبي اللجوء من نفس المجموعة المحاصرة توفي جراء تعرضه للضرب على أيدي عناصر الأمن اليوناني، وتم العثور على جثته في وقت لاحق على الجانب التركي من "ميريتش"، ثم قامت العناصر اليونانية بوضع النساء والأطفال في قوارب وتركوهم في جزيرة قريبة (مرة أخرى على الجانب اليوناني من النهر)، فيما أمروا الرجال بخلع ملابسهم والسباحة عراة إلى نفس الجزيرة.
وغرق اثنان من اللاجئين في النهر لأنهم لم يتمكنوا من السباحة.
وهدد العناصر اليونانيون بعض اللاجئين الذين حاولوا مساعدة اللاجئ الذي لم يتمكن من السباحة بإطلاق النار في الهواء قائلين لهم "إذا لم يمت غرقاً فسوف نقتله".
*وفاة طفلة بسبب لدغة عقرب
ولفت المصدر إلى أن العالقين في الجزيرة ناشدوا المنظمات الأوربية والمحكمة الأوربية لحقوق الإنسان والأمم المتحدة منذ شهر، ولكن الحكومة التركية واليونانية لم تتعاون وأصبحوا يتنصلون من مسؤوليتهم عن الجزيرة، فاليونان تقول إن الجزيرة تركية والأتراك يقولون إنها يونانية، وبالمقابل تحاول الحكومة اليونانية تسييس قضية اللاجئين ويحاول الأتراك فعل الشيء نفسه والضحية هم اللاجئون.
*تحرك قانوني ضد اليونان
وتقدمت منظمتا "حقوق الإنسان 360" و"اللجنة اليونانية لطالبي اللجوء" بطلب إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان (ECHR) من الدولة اليونانية لاتخاذ أمر قضائي مؤقت لإنقاذ 47 من طالبي اللجوء المحاصرين.
وقال تحالف اليسار الراديكالي (سيريزا) المعارض الرئيسي في بيانه "يجب التحقيق بعمق في هذه الإدانات الخطيرة للغاية على الفور".
وفي الآونة الأخيرة، حكمت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان على اليونان بدفع 330 ألف يورو كتعويض على أساس أنها لم تفعل شيئًا لإنقاذ 11 شخصًا غرقوا في عام 2014 قبالة سواحل جزيرة "بولاماتش"، ولم تقم بإجراء تحقيق فعال لتسليط الضوء على الحادث.
واتبعت اليونان منذ سنوات سياسة إنكار سوء معاملة طالبي اللجوء وصدهم في "ميريتش" وبحر إيجة.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية