ردت الكاتبة السورية "سندس برهوم" على ما أثير من جدل حول فيلمها "خيمة 56" الذي اعتبره كثيرون مسيئاً لأهل حوران وحرائرها وللسوريين الذين يعيشون في مخيمات اللجوء عامة، دون أن تقدم كلمة اعتذار واحدة على ما سببه الفيلم من استياء وأذى نفسي للكثيرين، معتبرة أن الفيلم لا يحتوي أي مشهد يخدش الحياء وأن لهجة حوران لم تكن مقصودة.
وأشارت "برهوم" في لقاء مع إذاعة "نينار إف إم" إلى أنها اعتادت على العمل بشكل تطوعي مع الأطفال والنساء في مخيمات البقاع للاجئين في لبنان وهي أخصائية اجتماعية في دمشق وعملت في مراكز إيواء كثيرة.
وأضافت أن هناك في المخيمات لهجات من كافة أرياف سوريا كريف حمص ودرعا وإدلب، زاعمة أن ممثلي الفيلم هم من اختاروا من اختاروا اللهجة بملء إرادتهم فموضوع اللهجة حسب قولها لم يكن مقصوداً لذاته.
ويتحدث الفيلم عن محاولات رجال المخيم ونسائه الدؤوبة لحل مشكلة اختلاء الأزواج بزوجاتهم في ظل ظروف المخيم العاصفة، وفي ظل ازدحام خيام اللاجئين بأعداد تفوق طاقتها.
وبحسب الفيلم اقترحت الزوجات في المخيم تخصيص غرف ليختلي فيها المتزوجون، ليصور لاحقا كيف راح الأزواج يتسللون إليها، وكيف أنها لم تنج من عيون وملاحقات الأولاد المتلصّصين.
وفي ردها على الجدل الذي أثاره الفيلم أشارت زوجة الممثل الراحل "نضال السيجري" إلى أن فيلمها يناقش العلاقة الحميمية بين الزوج والزوجة، أي العلاقة الشرعية وليست تلك التي خارج مؤسسة الزواج.
واستدركت أن الفيلم يتحدث عن الخصوصية في هذه العلاقة ومن حق الأزواج نساء ورجالاً أن يعيشوها ضمن ظروف إنسانية، وهذا لا ينطبق فقط على المخيمات كما قالت– بل على كل السوريين أو على أي إنسان يعيش في منازل تضم أشخاصاً كثيرين وينامون معهم أو مع أطفالهم بنفس الغرفة وأردفت أن موضوع الخصوصية شرط إنساني لأي شخص يريد أن يعيش علاقة طبيعية.
والفيلم برمته كما قالت يناقش حق الإنسان في أن يعيش علاقته بشكل مريح وضمن ظروف إنسانية.
ونفت "برهوم" ما قيل إن الفيلم يتضمن مشاهد حميمية، مشيرة إلى أن هناك إيحاء بأن هناك علاقة ولكن ليس هناك أي مشهد يخدش الحياء العام -حسب قولها- مضيفة أن البعض أخذ لقطات وكلمات انتزعت من سياقها ووضعت في سياق ثان وتم التشهير بالفيلم بهذه الطريقة.
وبحسب كاتبة الفيلم فإنه أنتج عام 2018 ونال جائزة أفضل فيلم قصير على 27 فيلماً عرضت في مهرجان الاسكندرية، وأضاء لأول مرة على هذا الموضوع كما قالت- وتابعت أن همها ليس الحديث عن الإيحاءات الجنسية ولكن عن الشرط الإنساني لأي إنسان يحترم نفسه.
واستطردت قائلة "على من يعتبر أن هذا الموضوع غير مهم أن يذهب إل العيادات النفسية"، مشيرة إلى أن موضوع الخصوصية لا ينطبق على الخيم فقط، بل على البيوت التي تضم أفراداً كثيرين فهناك أناس اضطروا للنزوح من بيوتهم لعدم توفر الأمان وسكنوا في منازل أقربائهم والعيادات النفسية تعج المرضى تعج -كما قالت-الذين يشتكون من الاكتئاب بسبب هذا الموضوع، ونوهت إلى أن الخيمة هي حالة مأساوية وحالة الفقر والمعاناة ظاهرة فيها تراها بالعين المجردة دون الحديث عنها.
وكشفت كاتبة الفيلم إلى أن "خيمة 56" فيلم أنجز ليعرض في المهرجانات وليس على منصات التواصل الاجتماعي وهناك كما قالت أحد الأشخاص حضر الفيلم ضمن فعالية سينمائية في دبي وقام بتصويره وبثه على "يوتيوب" ومن الطبيعي أن يتم سحبه من "يوتيوب" بغض النظر إن كانت هناك ضغوطاً اجتماعية من عدمها. معربة عن اعتقادها بأن ما أثير عن الفيلم والضغوط التي مورست على فريق الفيلم هو نتيجة الفهم الخاطئ للفيلم.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية