بعد موجة من الانتقادات التي طالت فيلم "خيمة 56" الذي أثار جدلاً خلال الأيام الماضية باعتباره مسيئاً لأهالي ونساء حوران جنوب سوريا اعتذر أحد الممثلين الرئيسيين في الفلم عما حصل، معتبرا أن مشاركته في الفيلم كانت سوء تقدير منه.
وظهر الممثل "علاء الزعبي" في مقطع فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي ليوجه "كلمة من القلب إلى القلب إلى أهل حوران أهله وناسه وعشيرته وسنده الذين يرفع الرأس بهم".
وأضاف: "أنا واحد منكم وما يزعجني يزعجكم ولكن ما حصل حسب قوله سوء تقدير منه وجل من لا يخطئ".
وشدد "الزعبي" ابن "درعا" أنه لم يكن يتقصد الإساءة إلى اللاجئين ولا يفكر بهذا الأمر ولو مجرد تفكير، وبحسب الفيديو الذي تابعته "زمان الوصل" أعاد "الزعبي" تأكيده على أن ما حصل "سوء تقدير".
واعتبر أن اللاجئين في النهاية "هم أهلنا وناسنا أقاربنا ونحن مقصرون حيالهم".
وأعرب عن أمله بأن تكون الأيام القادمة أجمل لهم ولنا.
واستطرد: "أقدم الاعتذار لكل شخص شعر بالإساءة من موضوع الفيلم أو طريقة الطرح أو من بعض الكلمات البذيئة التي وردت في الفيلم".
ويتناول الفيلم الذي تم إنتاجه عام 2018، ولكنه لم يبث على منصات التواصل الاجتماعي إلا مؤخراً موضوع الخصوصية في تأمين مكان يمارس فيه اللاجئون في المخيمات حقهم في المعاشرة الزوجية في ظل الكثافة السكانية في المخيمات وضيق الخيم التي يعيشون فيها، وكثرة الأولاد.
فيفكرون بإقامة خيمة أطلق عليها "خيمة 56"، ولكن ما أزعج الكثيرين هو المجاهرة بالرغبات الجنسية والكم الهائل من الشتائم الجنسية البذيئة التي يتضمنها الفيلم.
وتتركز دقائق الفيلم العشرين من خلال الحوار والأحاديث بالمطلق على وضع جدول لدور الثنائيات العائلية في هذه الخيمة "الفردوس" التي تحققت واقعياً بفعل إصرار الزوجات "الأقرب للوقاحة"، حسب وصف ناشطين.
وعلق الممثل "عبد الحكيم قطيفان" في منشور عبر صفحته في "فيسبوك" أن فكرة "الخيمة 56" تتركز على مجموعة من الأزواج المفتقدين لأي هاجس يومي أو حياتي...إلا مكاناً يمارسون فيه اللقاء الزوجي الطبيعي، عوضآ عن ذلك الشكل الأقرب للبهيمية الذي رأيناه في أكثر من مشهد.
ويدعي صانعو العمل -كما قال- أن البيئة المعالجة هنا هي ريفية عامة من كل سوريا..! لكن التفاصيل والحيثيات واللهجة بمعظمها تُظهر لنا أنها تتناول بيئة أهل حوران في مخيمات لجوئهم القسري.
وأردف "قطيفان" الذي ينحدر من "درعا" أيضاً، أن ما يثير التساؤل والعجب بان الفيلم لا يتطرق لأي أمر آخر ولا لأي فكرة درامية موازية، تعني او تؤلم هؤلاء البشر المشردين منذ عقد من الزمن وذاقوا خلالها كل أنواع المرارات والأوجاع..
واستدرك أن ما طرحه الفيلم أمر معيب ومقزز ومرفوض وخاصة أن جرح الملايين مازال مؤلمآ ونازفآ ومفتوحا، ولم تحِن الفرصة بعد، ليكون لنا رفاهية تناول هكذا جوانب من مأساتنا العميق، أياً كانت المشكلة.
وكان القائمون على الفيلم قد أصدروا بياناً تداولته المواقع والمنصات الاجتماعية برروا فيه ما طرح في الفيلم، مشيرين إلى أن اللهجة المعتمدة في الفيلم لم تنحصر وتقتصر على اللهجة الحوارنية، بل هي لهجة ريفية خليطة لاهوية قطعية لها وتعبر عن مزيج ريفي لمكوّنات عدة وذلك كان خياراً حراً وغير مقصودٍ من الممثلين.
وكشف البيان أن فيلم "الخيمة 56" هو ضمن مجموعة من الأفلام التي أنتجت تحت عنوان تسليط الضوء على قضايا المرأة غير المطروحة من خلال الدراما ، وأمّا عن معاناة اللاجئين وقهرهم فبيئة الفيلم وطبيعة المكان صورت بشكل غير مباشر وواقعي وأمين الواقع المزري لهذه المخيمات كخدمات ومرافق.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية