أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الراحل "خيري الذهبي" يتحدث عن "الوحش والمصباح" في لقاء قديم

الذهبي

استعاد محبو الروائي السوري الراحل "خيري الذهبي" لقاء نادراً معه تحدث فيه عن السلطة والعسكر في مطلع الثمانينات عندما كان النظام يعد على الناس أنفاسهم ويحكم البلاد بالنار والحديد -كما هو الحال اليوم- وقال "الذهبي" في حلقة من برنامج "بورتريه" الذي كان يعده الكاتب والصحفي السوري "صبحي حليمة" أنه نشأ على نظرة وسمت المجتمع ككل حينها وهي نظرة "الأنا الصح"، والآخر الخطأ المطلق، وبات الآن بعد تجارب الأيام والقراءات والكتابات الطويلة متيقناً أنه لا يملك من الحق إلا بعضه، والآخر لديه البعض الآخر وعليه أن يقبله، وعليه أن يرى هذا العالم جزيرة لكل أبنائه، وليس حكراً لعرق من الناس أو لمذهب من الناس أو لدين أو قومية من الناس.

وأضاف صاحب رواية "حسيبة" أنه كان عليه أن يعاني كثيراً ويدفع الكثير من الصدمات ليصل إلى ما وصل إليه أن هذا العالم هو ملك لكل أبنائه.

*حماقات العسكر
وتطرق "الذهبي" لموضوع العسكرة، مشيراً إلى أن العسكر كانوا موجودين منذ بدء الخليقة وكان الحكماء موجودين أيضاً، أردف أن الصراع الحقيقي كان ما بين العسكر وحماقاتهم، وما بين الحكماء وتهدئتهم لقلوب والنفوس، والبحث عن الجوهري والإنساني في الإنسان وليس عن الحماقات.
وروى "الذهبي" أنه كتب في عام 1980 مسلسلاً تلفزيونياً بعنوان (الوحش والمصباح) ويحكي المسلسل عن لقاء جمع المؤرخ "ابن خلدون" بالسفاح "تيمورلنك" في "برزة" التي كانت قرية من قرى بدمشق حينها، وكان السؤال الذي يلح عليه بقسوة كما قال ما الحوار الذي يمكن أن يجري بين أكبر عقلين في تاريخ البشرية فـ"إبن خلدن" هو قمة العقل البشري، و"تيمورلنك" قمة الوحش والعسكري الأحمق المندفع بلا حدود.

وأضاف أن هذا السؤال الساذج ظل يلح عليه منذ مطلع الثمانينات وحتى آخر رواية كتبها، وهو ذات السؤال: ما هو الحوار الذي يمكن أن يدور بين العسكري الحيواني الوحشي المندفع وما بين العقل الذي يسعى إليه كل إنسان؟.

*داخل مكتبة "الذهبي"
وأفاد ناشطون بأن اللقاء منع من البث في التلفزيون السوري 2004 لطروحاته الجريئة ما نفاه مخرج ومعد البرنامج الكاتب "صبحي حليمة" لـ"زمان الوصل" مشيراً إلى أن برنامج "بورتريه" لم يكن من إنتاج التلفزيون السوري أساساً بل أنتج من قبل شركة خاصة لصالح تلفزيون سلطنة "عمان" ضمن مجموعة من الأفلام والمواد التلفزيونية الأخرى بمناسبة إعلان "مسقط" كعاصمة للثقافة العربية ولا علاقة للتلفزيون السوري بالحلقة أو ببرنامج "بورتريه" لا من قريب ولا من بعيد.

وأشار "حليمة" إلى أنه صور حلقة الراحل "خيري الذهبي" في منزله وفي غرفة مكتبه تحديداً المليئة بالكتب والتي كانت تحمل لمسة خاصة تجعل الداخل إليها يشعر وكأنه يعيش خارج الزمن وحركة الشارع الذي لم يكن يفصلهم عنه سوى جدار، وكان منزله أشبه بقصر دمشقي قديم تمتلئ جنباته بالخشبيات المزخرفة وأعمال الدهان العجمي.

وهذا يشير إلى عمق اهتمام "الذهبي" بدمشق القديمة ووصفه لكل ما هو جميل وأصيل في نسيجها الاجتماعي والعمراني كما ظهر في أعماله الروائية.

ولفت المصدر إلى أن الكاتب الراحل بدا من خلال اللقاء معه الذي امتد لحوالي ساعتين واسع الثقافة والاطلاع، جريئاً في طرح أفكاره ولم يكن مهادنا.

أما على الصعيد الإنساني فكان الراحل ودوداً جدا وبشوشاً ولبقاً ومنفتحاً على الناس.إضافة إلى تواضعه الجم وشخصيته الأريحية.

و"بورتريه" سلسلة تلفزيونية تم عرضها على شاشة تلفزيون "عُمان" بمناسبة إعلان "مسقط" عاصمة للثقافة العربية عام 2006، وتضمنت 13 لوحة أو حلقة لـ 13 مبدعا سوريا، في 13 مجالاً إبداعيا. والبرنامج من إنتاج شركة "غزال"، وإعداد وإخراج "صبحي حليمة".

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(275)    هل أعجبتك المقالة (180)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي