أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"عرسال".. خروف العيد يحلّق بأسعاره واللاجئون السوريون: الرغيف أولا

خراف في بلدة عرسال - زمان الوصل

تشهد أسواق الماشية في بلدة "عرسال" شرقي لبنان إحجاما عن شراء الأضاحي من خراف وأبقار رغم اقتراب عيد الأضحى.

وقال مراسل "زمان الوصل" إن حالة الانهيار الاقتصادي التي يشهدها لبنان منذ عام 2019 أرخت بظلالها على حركة بيع وشراء الأضاحي، كاشفا عن حالة انكماش وكساد واضحتين في سوق الماشية بسبب ارتفاع أسعار اللحوم قياسا مع القدرة الشرائية للاجئين السوريين في البلدة.

القصاب السوري "أبوصبحي" الذي يدير محلا لبيع لحوم الأغنام والأبقار في سوق "عرسال" قال لـ"زمان الوصل" إن حركة الإقبال على شراء الأضاحي شبه معدومة بسبب الارتفاع غير المسبوق في أسعار اللحوم، مشيرا إلى سعر الأضحية "خروف" تحتاج لدخل موظفين لشرائها.

وذكر أن خروفا يزن 60 كغ قد يصل سعره إلى 270 دولارا، معتبرا أن السعر خيالي قياسا للمستوى المادي الذي تعيشه العائلات السورية اللاجئة في مخيمات "عرسال".

وأضاف "أبو صبحي" إن سعر كيلو لحمة الخروف وصل إلى 4 دولار ونصف، أما سعر لحمة الأغنام وصل إلى محو 3 دولار ونصف.

وبلغ سعر كيلو لحمة البقر قبل الذبح 2 دولار و60 سنتا، ولحم كيلو العجل3 دولار و35 سنت.

ونوه "أبو صبحي" إلى أن لحمة الماعز هي الأرخص بنحو 2 دولار ونصف الدولار للكيلو قبل الذبح.

ويزاد سعر اللحمة بعد ذبح الخروف أوالبقرة بحسب كلام "أبو صبحي" ليصل داخل المحل إلى 11 دولارا لكيلو لحمة الخروف، و9 دولار لكيلو لحمة العجل، وَ9 دولار لكيلو لحمة الماعز.

*الرغيف أولا
الأسعار المرتفعة للحوم جعلت اللاجئ السوري "أبوعلي" يقف مدهوشا ومستغربا عندما سأله مراسلنا عن السبب الذي يمنعه من تقديم أضحية للعام الثاني على التوالي لوالدته المتوفاة.

يجيب "أبوعلي" بسخرية مريرة: "منذ شهر ونحن عاجزون عن تأمين رغيف الخبز لأولادنا، أزمة الطحين التي جاءت متزامنة مع قدوم عيد الأضحى المبارك تجعل التفكير بتقديم أضحية نوعا من الترف.

وأضاف أبوعلي: "كيف لعائلة لاجئة في عرسال عاجزة عن تأمين رغيف خبزها أن تتجرأ على التفكير بشراء أضحية؟ يمكننا العيش بدون لحمة لسنة، لكن كيف لنا نعيش بدون خبز نقدمه لأولادنا؟".

في سياق متصل قال اللاجئ السوري "أبو يحيى" من مخيم الملعب لمراسل "زمان الوصل": "أستطيع أن أجزم بأن 95% من لاجئي "عرسال" غير قادرين بالمطلق على تقديم الأضاحي هذا العام، أو حتى بمقدروهم شراء كيلو لحمة".

وأضاف "إن فرصة شراء الأضاحي قد تكون من حظوظ بعض الجمعيات الخيرية والإغاثية ذات الدعم المادي الكبير العاملة في بلدة "عرسال".

وتوقع "أبويحيى" أن تعجز تلك الجمعيات عن تغطية أكثر من 140 مخيما وما يزيد عن 170 تجمعا سكنيا تضم أكثرمن 60 ألف لاجئ سوري، بحصص من الأضاحي المتوقع أن تنحرها أيام العيد.

*همسة عتب
جولة "زمان الوصل" داخل مخيمات "عرسال" لم تخلُ من همسة عتب حملها اللاجئون لمراسلنا ليوردها في تقريره عن ضحايا العيد.

 يقول لاجئون من مخيمات "وادي أرنب": "عتبنا كبير على أبنائنا وأهلناالسوريين المغتربين في الدول الأوربية ودول الخليج، لقد تركونا نحن سكان المخيمات لمواجهة مصيرنا بدون أن يلتفتوا إلينا بعين الرحمة والمساعدة، أوضاعنا هنا في لبنان لم تعد خافية على أحد، نحن نواجه كافة أنواع الضغوطات والمرارات والبؤس،كنا نتأمل منهم وقفة إنسانية، في هذه الظروف الاقتصادية القاسية، فهل من سامع يجبر خواطر أطفالنا بهذا العيد.

عبد الحفيظ الحولاني - زمان الوصل
(271)    هل أعجبتك المقالة (124)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي