قضى لاجئ سوري كان يعيش في المملكة السعودية تحت التعذيب في سجون النظام بعد أن عاد إلى سوريا رغم إجرائه مصالحة للسماح له بالدخول بموجب العفو المزعوم الذي أصدره النظام، إلا أنه تعرض للاعتقال ومات جراء التعذيب.
وروى قريب للضحية فضل عدم ذكر اسمه لـ"زمان الوصل" أن قريبه "أحمد الموسى المحمود الغانم" المتحدر من مدينة "منبج" عاش عمره مغترباً يعمل في السعودية، ويعود إلى أهله في سوريا خلال العطل الصيفية كل عام، وفي المرة الأخيرة عاد للعلاج من قصور كلوي أصابه.
وأضاف المصدر أن "الغانم" لم يحمل سلاحاً أو يشارك في الحراك الثوري، ولكنه كان متعاطفاً مع الثورة، ويملك سيارتين استخدمهما عناصر المقاومة السورية عام 2013، ولم يكن يعلم أن هذا الأمر سيؤدي إلى اعتقاله ومن ثم تصفيته بعد سنوات.
وأضاف محدثنا أن "الغانم" عاد منذ شهرين إلى سوريا بعد أن خضع لما يسمى بـ "المصالحة الوطنية"، ولكن ذلك لم ينفعه إذ تم اعتقاله بناء على تقرير كيدي قدمه صيدلاني مقيم في منبج يدعى "بسام الفشاك".
وبحسب المصدر، فإن "الفشاك" انتقل من الحسكة ليعيش في "الخفسة" بريف حلب الشرقي واستلم الفرقة الحزبية فيها، وبدل أن يحفظ الجميل لأهل القرية تسبب في مقتل أحد أبنائها.
وروى محدثنا أن قريبه "الغانم" تم اعتقاله في مخفر "الخفسة" ليومين، ثم تم تحويله إلى الأمن الجنائي ليتم التحقيق معه هناك، ومن الأمن الجنائي تم تحويله إلى سجن حلب المركزي، ليتوفى فيه ثم نقل إلى مشفى "الرازي"، حيث طلبوا من أهله استلام جثته، ليدفن صباح اليوم (السبت) الماضي في قريته "العبد" بريف "منبج".
ودخل منذ بدء النزاع عام 2011 قرابة مليون شخص إلى سجون ومراكز اعتقال تابعة للنظام، قضى نحو 105 آلاف منهم تحت التعذيب أو نتيجة ظروف اعتقال مروعة.
فيما لا يزال عشرات الآلاف في عداد المغيبين قسراً، وفقاً لإحصاءات المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وكان تقرير حقوقي لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" تحت عنوان "حياة أشبه الموت" صدر في أكتوبر/تشرين الأول 2021 خلص إلى أن سوريا ليست آمنة للعودة.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية