أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

شركة تركية تسحب إعلاناً لمنتج يحوي كتابات عربية وتثير حفيظة اللاجئين السوريين والعرب

الشركة لديها فروع في 14 دولة عربية

أثارت شركة ملابس تركية حفيظة الكثير من اللاجئين السوريين منذ أيام بعد إعلانها عن سحب منتج يحوي كتابة باللغة العربية.

وكانت شركة "Lc Waikiki" نشرت إعلاناً لـ"تيشرت" ولادي رسم عليه شخصية "ميكي ماوس"، وأعلاها عبارة "حان وقت اللعب" مكتوبة بالعربية، ما دفع بعض المغردين الأتراك إلى إبداء انزعاجهم، ولوَّح البعض بأنهم لن يشتروا مرة أخرى من المتجر بسبب استخدامه للعربية.

وطالبوا بسحب المنتج وتقديم اعتذار من الشركة وهو ما فعلته الشركة التي استجابت لهم وقدمت اعتذارها غير عابئة بالمهاجرين العرب واللاجئين، مدعية أن المنتج مخصص للتصدير وليس للبيع داخل تركيا وبسب خطأ تقني عُرض للبيع في الموقع التركي.

وأصدرت الشركة بياناً على صفحتها الرسمية في موقع "تويتر"، قالت فيه: "مرحباً، نعمل في 56 دولة، نقدم منتجات تتناسب مع لغات وثقافات البلدان التي نبيع فيها، هذا المنتج مخصص للبيع في الخارج، وُضع للبيع في تركيا عن طريق الخطأ، وقمنا بإزالته".

علماً أن الكنزة المذكورة وغيرها من منتجات الشركة تحوي -وفق ناشطين- العديد من العبارات باللغة الإنكليزية، وانتقد مغردون عرب هذا الموقف، لا سيما أن الشركة لديها فروع في 14 دولة عربية، هي: "البحرين، والإمارات، والجزائر، والمغرب، وفلسطين، والعراق، وقطر، والكويت، وليبيا، ولبنان، ومصر، والسعودية، وتونس، وسلطنة عمان".

وهي تشكل مجتمعة 25% من مجموع البلدان التي لدى الشركة التركية فروعاً لها في العالم، ورغم سحب المنتج وإعلان موقف سلبي حيال اللغة العربية والناطقين بها داخل وخارج تركيا لا تزال شركة Lc Waikiki تنشر على صفحتها إعلانات باللغة العربية عن منتجاتها.

*عنصرية مريضة
ورأى الصحفي "فارس ديبة" أن هناك حالة من العنصرية في تركيا ينذر بالتهام البلاد ومستقبلها ويدمر معظم مكتسباتها خلال السنين الماضية.

وأضاف ديبة في منشور له أن معظم السياحة في تركيا سياحة عربية، والسائح العربي عنده بدائل ثانية كنيرة وليس مضطراً لتحمل العنصرية المريضة التي تتزايد يوماً بعد يوم.

وأردف أن حجماً كبيراً من صادرات تركيا وجهتها دول عربية، وكنير من الشركات التركية لديها فروع في دول عربية كما هي شركة "Lc Waikiki"

ويتجاوز عدد المهاجرين العرب الذين تستضيفهم تركيا 5 ملايين شخص، ويصل العدد الإجمالي للجالية العربية إلى نحو 10 ملايين باحتساب الأتراك من أصول عربية المقيمين بشكل أساسي في الأناضول.

*المشكلة في الهوية وليس اللغة
وطالب "فداء البادي" من اللاجئين السوريين والعرب عامة بأن يعلنوا موقفهم ويدافعوا عن عروبتهم وقيمهم بشكل جيد لمرة واحدة فقط على الأقل، كما قال.

وأعرب البادي عن اعتقاده بأنه يتوقع مقاطعة فعلية أو رد فعل جيد على وصف لغتهم الأم بالعنصرية، وخاطب من نادوا بسحب المنتج: "ما أبشع عنصريتكم.. وما أذلّ من يشتري منتجاتكم بعد الآن".

وعلقت "حياة أحمد بيطار" أن "مشكله الأتراك مع هويتهم وليست مع اللغة العربية".

*لغة رسمية في الأمم المتحدة
وبدوره علق "مصطفى حمزة" أن اللغة العربية عدا عن كونها من أعرق اللغات المحكية وأكثرها غنى وقابلية للتأقلم مع التطور العلمي والحضاري، هي ضمن اللغات المعترف بها دوليا في الأمم المتحدة".

وأضاف أن "استهدافها من قبل عنصريين انعزاليين جهلة يرفعها أكثر ولا ينقص منها".

ورأى "مُحمّد بن أبي الحسن" أن "وقاحة العنصريين وشعورهم بالدونية أمر متأصل في وجدانهم. ألا يعلمون أن اللغة العربية هي رابع لغة انتشاراً حول العالم، ويتحدث بها ما يقرب من نصف مليار نسمة؟ وأن اللغة العربية هي واحدة من ستة لغات رسمية في الأمم المتحدة منذ عام 1971.

أما د. "رهف الدغلي" فعقبت قائلة :"ما لا يعرفه بعض الأتراك الشعبويين والقوميين ان كتابات "lcwaikiki" بالعربية ليست موجهة للسوري، بل للسائح الخليجي والذي يغدق بالأموال في زيارته لتركيا".

وهذا بحسب قولها "مجرد استقطاب تجاري لا أكثر، ولكن هكذا العقلية الأحادية المتعصبة تضر بنفسها قبل غيرها".

وكان مؤسس تركيا الحديثة "مصطفى كمال أتاتورك" قد منع تدريس اللغة العربية فى المدارس التركية من عام 1928، كما أنه ألغى الحرف العربى واستبدله بتدريس اللغة اللاتينية، لأنه كان يرى هذا أمر ضروري لبناء الأمة التركية وتحديد هوايتها.

ومشى "حزب العدالة والتنمية" الذي يقود البلاد على هذا المنوال فمنع الإعلانات العربية على المحال التجارية.

وفي يوليو 2018 أقدمت بلدية "إسينيورت" في مدينة "إسطنبول" بتركيا، على إزالة لافتات المحلات التجارية العربية، تطبيقا لقانون ينص على أن تكون ما تصل نسبته إلى 75 في المئة من الكلمات على أي لافتة مكتوبة باللغة التركية وبأحرف لاتينية.

وسبق لبلدية "هاتاي" جنوبي البلاد أن أن قامت بنفس الخطوة وأصدرت أمرا بإزالة لافتات المحلات المكتوبة بالعربية في الولاية أواخر مايو من العام ذاته، كما سارت على ذات الطريق بلديتا "مرسين" و"أضنة".

ووعدت "ilay Aksoy" المعروفة بعنصريته تجاه اللاجئين السورية أثناء فترة إنتخابات بلدية إسطنبول عام 2019 بحظر اللغة العربية في منطقة "الفاتح"، وبعدم تسليم المنطقة للسوريين، حسب قولها.

ويمنع قانون البلديات التركي رفع لافتات مكتوبة بغير التركية، وهذا يشمل الإنجليزية والعربية وغيرها من اللغات، إلا أن تطبيق ذلك يتوقف على مزاجية رؤوساء البلديات، وفق ما أورد موقع "مركز ستوكهولم للحريات".

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(216)    هل أعجبتك المقالة (103)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي