أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

استهداف قاعدة "التنف".. محاولة من قبل الروس لإثبات وجودهم على الجغرافيا السورية

هجمات روسيا أثارت قلق واشنطن

في الآونة الأخيرة، تحاول روسيا إثبات وجودها على الجغرافيا السورية بعد انخراطها في حرب ضد أوكرانيا، وذلك من خلال استفزاز قوات "التحالف الدولي" المنتشرة على الأراضي سوريا، بالإضافة لتنفيذ حملات تمشيط عسكرية ضد خلايا تنظيم "الدولة" في البادية السورية التي يُسيطر عليها النظام السوري.

وكان آخر هذه الاستفزازات، تنفيذ الطائرات الحربية الروسية عدة غارات جوية مستهدفةً مواقع عسكرية ينتشر فيها فصيل "جيش مغاوير الثورة" التابع للمعارضة السورية، وهو شريك قوات "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في 15 من حزيران يونيو الجاري بالقرب من قاعدة "التنف" العسكرية الواقعة ضمن منطقة الـ "55" كم بريف حمص الشرقي، عند المثلث الحدودي بين الأردن والعراق وسوريا.

وعقب ذلك، أجرى فصيل "جيش مغاوير الثورة" تدريبات عسكرية مكثفة خلال الأيام القليلة الماضية بالاشتراك مع القوات الأمريكية ضمن قاعدة "التنف" العسكرية، تخللها تدريبات على الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والفردية، وذلك بُغية التصدي لخلايا تنظيم "الدولة" والحفاظ على أمن المنطقة.

وجاءت التدريبات المكثفة عقب استهداف الطائرات الحربية الروسية لنقاط "جيش المغاوير"، ما تسبب بأضرار مادية جسيمة، دون وقوع إصابات بشرية في صفوف مقاتلي الفصيل.

وقال مسؤولون أمريكيون السبت الفائت، إن "هجمات روسية استهدفت الأسبوع الجاري قاعدة التنف التابعة للتحالف الدولي في سوريا"، مؤكدين وفق ما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن "هجمات روسيا أثارت قلق واشنطن من أن تؤدي تلك الهجمات لمواجهة أمريكية - روسية في سوريا".

وأشارت الصحيفة نقلاً عن المسؤولين الأمريكيين، إلى أن "روسيا أخطرت الولايات المتحدة بأنها سترد على هجوم مزعوم ضد قوات النظام"، موضحةً أن "مقاتلتين روسيتين من طراز سوخوي قصفت موقعاً في قاعدة التنف في سوريا".

بدوره، قال عبد الرزاق خضر المسؤول الإعلامي لفصيل "جيش مغاوير الثورة" في حديث لـ"زمان الوصل"، إنه "نجم عن هذه الضربة أضرار مادية في النقطة المستهدفة، وهي نقطة حوش مطرود التي تبعد عن قاعدة التنف مسافة 40 كم"، مضيفاً أنه "تم تقييم الأضرار خلال زيارة العميد مهند أحمد الطلاع قائد الجيش إلى الموقع المستهدف".

وأكد المتحدث الإعلامي أن "التدريبات العسكرية والدوريات المشتركة بين القوات الأمريكية وجيش مغاوير الثورة مستمرة في المنطقة مستمرة لتبقى المنطقة آمنة ومستقرة ومحاربة تنظيم "الدولة".

وحول المزاعم الروسية إخطارها للقوات الأمريكية بأن ضرباتها جاءت رداً على هجوم ضد قوات النظام السوري، أشار خضر إلى أن "الاستهداف ضد قوات النظام وقع خارج منطقة الـ 55 كم التي تُسيطر عليها التحالف الدولي، أي أنه وقع خارج نطاق سيطرة جيش مغاوير الثورة"، مؤكداً أن "كل ما يُشاع عن تنفيذ جيش مغاوير الثورة لهذا النوع من العمليات هو غير صحيح".

من جانبه، قال الكاتب الصحفي "حسن النيفي" لـ"زمان الوصل"، إن "هذه ليست المرة الأولى التي تحاول فيها القوات الروسية أن تظهر للقوى الأخرى المتواجدة على الجغرافية السورية أنها هي صاحبة الأحقية في السيادة على تلك الجغرافيا طالما أن الغاية هي تمكين نظام الأسد من السيطرة الكاملة".

وأكد النيفي أن "روسيا تتذرع بأنها جاءت إلى سورية بالتنسيق مع الحكومة الشرعية، وبالتالي فإن القوى الأخرى المتواجدة على الجغرافيا السورية وجودها وجود غير شرعي".

ولا يعتقد الصحفي السوري أن "استهداف فصيل جيش مغاوير الثورة من جانب الروس يمكن أن يؤدي إلى نزاع عسكري واسع النطاق بين الأمريكان والروس لأن هذا الاستهداف لم يكن استهداف مباشر للأمريكان ولو كان الأمر كذلك لكان فعلاً كان هناك حرب كما حدث عندما حاولت القوات الروسية في عام 2019 الاقتراب من حقل (كونيكو) النفطي شرق محافظة دير الزور، وحينها كانت ردة الفعل الأمريكية قوية جداً".

ويرى النيفي أن "هذا الاستهداف لفصيل مغاوير الثورة المراد منه رسالة للأمريكان بأن الروس هم ليسوا في موقع ضعف، وبالتالي لم تشغلهم الحرب الأوكرانية عن استمرار وتمكين نفوذهم على الأرض السورية".

وكانت خمسة طائرات مُسيرة قد استهدفت قاعدة "التنف" العسكرية في الـ 20 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2020، حينها وصفت القيادة المركزية الأمريكية الهجوم بـ "المنسق والمتعمد"، فيما أكد مسؤولون أمريكيون حينها أن "الغارات لم تسفر عن وقوع إصابات، ولكنها المرة الأولى التي توجه فيها طهران ضربة عسكرية ضد الولايات المتحدة رداً على غارات إسرائيلية".

محمد كركص - زمان الوصل
(78)    هل أعجبتك المقالة (83)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي