أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ولاية ألمانية تحرم الأسد من موارد جواز السفر

أرشيف

تنفس اللاجئون السوريون في ولاية "زارلاند" الألمانية الصعداء بعد صدور قرار لصالحهم يقضي بإلغاء شرط وجود جواز سفر سوري (ساري المفعول) عند التقديم على الإقامة الدائمة أو الجنسية الألمانية لمن استوفى الشروط الأخرى، والإكتفاء بأي وثيقة تثبت جنسيتهم السورية.

وأعلنت وزارة داخلية ولاية "زارلاند" الألمانية أنها تعتزم تسهيل إجراءات عملية منح الجنسية الألمانية للأجانب والتي تعتبر مشددة أكثر من باقي الولايات الألمانية.

وكانت رابطة السوريين الأحرار في أوروبا أعلنت عن حملة توقيع ضد تجديد جوازات سفر اللاجئين السوريين في ألمانيا لدى سفارة النظام السوري. وأصدرت الرابطة بياناً موجهاً للخارجية الألمانية ذكرت فيه المعاناة التي يواجهها اللاجئون السوريون بسبب هذا الإجراء، مشيرة إلى من بينها طلب جواز سفر ساري المفعول أو تجديده من سفارات النظام للحصول على الإقامة أو الجنسية الألمانية أثناء مراجعة مركز شرطة الأجانب (الأوسلندر). ودعا البيان السلطات الألمانية إلى ضرورة تقدير الظروف التي يعانيها اللاجئ السوري خلال زيارته لسفارات النظام السوري الذي أوغل بدم السوريين وكان سببا في هجرتهم لبلدهم.

*مخاوف أمنية
على غرار ولايات أخرى كانت السلطات في ولاية "زارلاند" الواقعة جنوب غرب ألمانيا تشترط حيازة جواز سفر حتى يتم منح المتقدم بطلب التجنيس الموافقة. وهو إجراء صارم مقارنة بالولايات الفيدرالية الأخرى.

وبررت وزارة الداخلية التي يقودها الحزب الاشتراكي الديمقراطي منذ انتخابات الولاية، هذه الإجراءات بمخاوف أمنية، من بين أمور أخرى -بحسب ما نقل موقع . راديو "SR".

وبعد مظاهرات احتجاج للاجئين أعلنت وزارة الداخلية أنها تدرس تسهيل الإجراءات بما يتضمن قبول وثائق أخرى كبديل عن جواز السفر مثل الهوية الشخصية أو شهادة القيادة أو حتى الوثائق المدرسية.

وأعلنت الوزارة أن إجراءات التبسيط هذه تأتي في سياق الثقافة الترحيبية المتبعة من حكومة ولاية سارلاند، وفق المصدر ذاته.

*الجواز الأزرق
وكانت دائرة الأجانب المعروفة باسم "Ausländerbehörde" في بعض المقاطعات الألمانية ترغم القادمين الجدد من اللاجئين السوريين ممن يرغبون بلمّ شمل ذويهم على مراجعة سفارة النظام للحصول على جوازات سفر أو تجديدها، علماً أن من أتى لطلب الحماية المؤقتة هم أساساً طالبو لجوء، ولكن السلطات الألمانية أعطتهم حماية مؤقتة.

وبخلاف اللاجئين المعترف بهم وفقاً لاتفاقية جنيف، والذين يحصلون على وثيقة سفر بديلة من السلطات -تُعرف بين اللاجئين بالجواز الأزرق-، لا يحصل أصحاب الحماية الثانوية على “الجواز الأزرق”، بل تلزمهم السلطات بجلب جواز سفر تصدره سلطات بلدانهم الأصلية.

*700 يورو للجواز
ونظراً لأن الحصول على جواز سفر سوري من سفارة النظام في برلين يكلّف 270 يورو "وفق نظام الدور"، ولأن هذه الطريقة تستغرق مدة طويلة، يضطر كثيرون إلى طلب "جواز سفر مستعجل"، وهو ما يكلف أكثر من 700 يورو، وهذا يعني أن النظام قد يحصل على مبالغ كبيرة من إصدار جوازات للسوريين الحاصلين على الحماية الثانوية في ألمانيا، والذين يصل عددهم إلى أكثر من 150 ألف شخص، الأمر الذي رأى ناشطون أنه يصب في مصلحة النظام، ويوفر دعماً مادياً لجرائم الحرب التي يرتكبها بحق السوريين، ومن أموال الضحايا، علاوة على أن الجوازات التي تصدرها سفارة النظام تكلف اللاجئ مبالغ طائلة لا يستطيع اللاجئ تحملها.

وكان الناشط "مظهر مخللاتي" قد أشار في لقاء سابق لـ"زمان الوصل" إلى أن قنصلية النظام في برلين تحصل على موارد ودعم هائل من وراء تجديد أو إصدار جوازات جديدة، فإذا كان هناك 200 ألف سوري لديه حماية مؤقتة في ألمانيا وعليهم تجديد جوازاتهم حسب طلب دائرة الأجانب كل سنتين، فهذا يعني أن مبلغ 80 مليون يورو تذهب للنظام كل سنتين من ألمانيا وحدها على أقل تقدير.

ووصل أغلب اللاجئين السوريين إلى ألمانيا بين عامي 2015 و2016 في ذروة موجة اللجوء إلى أوروبا هرباً من الحرب التي يشنها نظام الأسد ضد السوريين والمستمرة منذ العام 2011.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(198)    هل أعجبتك المقالة (80)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي