كوريا الشمالية تختبر إطلاق 8 صواريخ باليستية قصيرة المدى

أجرت كوريا الشمالية تجارب على إطلاق وابل من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى من مواقع متعددة باتجاه البحر الأحد، حسبما قال جيش كوريا الجنوبية، ما يوسع دائرة الاستفزاز فيما يتعلق باستعراض الأسلحة هذا العام، والذي يقول مسؤولون أمريكيون وكوريون جنوبيون إنه قد يتوج بتجربة نووية.

وفيما قد يعتبر رقما قياسيا في يوم واحد لعمليات إطلاق الصواريخ الباليستية لكوريا الشمالية، تم إطلاق ثمانية صواريخ متتالية على مدى 35 دقيقة من أربعة مواقع مختلفة في الأقل، بما فيها المناطق الساحلية الغربية والشرقية ومنطقتين داخليتين شمالي العاصمة بيونغيانغ وبالقرب منها، حسبما أفادت هيئة الأركان المشتركة لجيش كوريا الجنوبية.

وأضافت هيئة الأركان أن الصواريخ حلقت لمسافة من 110 إلى 670 كيلومترا على ارتفاعات قصوى من 25 إلى 80 كيلومترا، بينما وصلت سرعتها إلى ما يتراوح بين 3 و 6 ماخ، وهو مقياس للسرعة مقارنة بسرعة الصوت.

عقد رئيس هيئة الأركان المشتركة لجيش كوريا الجنوبية الجنرال وون إن تشول مؤتمرا مصورا من بعد حول عمليات الإطلاق مع الجنرال بول لاكاميرا، وهو جنرال أمريكي يرأس قيادة قوات كوريا الجنوبية والولايات المتحدة المشتركة في سول.

وأعاد المسؤولان التأكيد على الموقف الدفاعي المشتركة لبلديهما الحليفين، حسبما أفاد بيان لهيئة الأركان المشتركة لجيش كوريا الجنوبية.

من جهته، ناقش المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي جو بايدن إلى كوريا الشمالية، سونغ كيم، عمليات الإطلاق مع المسؤولين الكوريين الجنوبيين أثناء زيارة إلى سول، وعبروا عن ”أسفهم العميق” لأن كوريا الشمالية تواصل تطوير الأسلحة بالرغم من أنها تصارع تفشي كوفيد-19 في الداخل، حسبما أفادت وزارة الخارجية في سول.

وقال وزير الدفاع الياباني نوبو كيشي إنه لم تسقط أي صواريخ داخل المنطقة الاقتصادية الخاصة لليابان.

جاءت عمليات إطلاق الصواريخ غداة اختتام حاملة الطائرات الأمريكية ”رونالد ريغان” تدريبات بحرية استمرت ثلاثة أيام مع كوريا الجنوبية في بحر الفلبين، ويبدو أنها أول تدريبات مشتركة تشمل حاملة طائرات منذ نوفمبر/تشرين ثان 2017، في حين يتحرك البلدان لتحديث تدريباتهما الدفاعية في بحر الفلبين من أجل مواجهة تهديدات كوريا الشمالية.

وأثناء مناقشة عمليات إطلاق الصواريخ مع مسؤولي الأمن القومي، عبر الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك - يول عن أسفه لأن كوريا الشمالية تطلق الصواريخ بوتيرة مرة واحدة كل تسعة أيام هذا العام. وتعهد بتعزيز دفاع الجنوب بالتزامن مع تحالفه مع الولايات المتحدة، وفقا لما ذكره مكتبه.

وبدوره، دعا رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا إلى بذل أقصى الجهود لجمع المعلومات حول عمليات الإطلاق وضمان سلامة الطائرات والسفن، على الرغم من عدم ورود تقارير بعد عن وقوع أضرار.

وقالت القيادة الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ إنها كانت على علم بعمليات الإطلاق من جانب كوريا الشمالية، لكن تقييماتها أفادت بأن الحدث لا يشكل "تهديدا مباشرا لأفراد ولا أراضي الولايا ت المتحدة أو لحلفائنا".

كانت عمليات إطلاق الصواريخ الأخيرة الجولة الثامنة عشرة من اختبارات الصواريخ التي أجرتها كوريا الشمالية في عام 2022 وحده - وهي سلسلة تضمنت أولى تجارب البلاد للصواريخ الباليستية العابرة للقارات منذ ما يقرب من خمس سنوات - في حين تواصل بيونغيانغ استغلال البيئة المواتية لدفع تطوير الأسلحة قدما وسط انقسام مجلس الأمن الدولي حول حرب روسيا على أوكرانيا.