أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تعالج 84 داء.. الحجامة مهنة موسمية تلقى إقبالاً في سوريا

الحجامة تُجرى في العام مرة عندما يميل الطقس للدفء - أرشيف

ما إن يحل فصل الربيع ويعتدل المناخ حتى تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي إعلانات عن خدمات لتقديم الحجامة التي باتت تلقى إقبالاً كبيراً لدى السوريين كل عام رغم وطأة الظروف الاقتصادية التي يعيشونها في مناطق سيطرة النظام وخاصة في ضواحي دمشق، حيث يلجئون إلى مشارط "الحجامين" وأوانيهم الزجاجية حينما يعانون من صداع مزمن وأمراض الروماتيزم وارتفاع ضغط الدم والسكري والضعف الجنسي والكثير من الأمراض التي تقدر بـ 84 علة وداء -بحسب ممارسيها-.

والحجامة هي أحد أساليب العلاج الشعبي التي طبقها الناس خلال مختلف عصورهم، ويُقصد بالحجامة تحويل الاحتقان الدموي من مكان إلى آخر في جسم الإنسان وتُعرف في العُرف الشعبي باسم "كاسات الهواء" ويشير ممارسو هذا الأسلوب العلاجي إلى أنه يكتسب فائدة كبرى في شفاء العديد من أمراض العصر المستعصية كالسرطان والشلل والقلب القاتل والناعور والشقيقة وغيرها.

وأشار المعالج محمد باكير لـ"زمان الوصل" إلى أن الحجامة تُجرى في منطقة الكاهل وهي أعلى مقدم الظهر تحت لوحي الكتفين وعلى جانبي العمود الفقري كونها أركد منطقة في الجسم وخالية من المفاصل المتحركة والشبكة الشعرية الدموية أشد ما تكون تشعباً وغزارة فيها مما يجعل سرعة تيار الدم تقل وبالتالي تحط رسوبيات الدم رحالها فيها ، مضيفاً أن دراسات مخبرية أثبت أن الحجامة على منطقة الكاهل تقل فيها الكريات البيض وعند إجراء الحجامة في مواضع الساق والأخدعين وعلى الظهر بالقرب من الحوض كان دم الحجامة في هذه المناطق يماثل الدم الوريدي.

حديد احتياطي
ولفت باكير إلى أن من شروط الحجامة العمر إذ تتوجب على كل شخص ذكر بلغ من العمر الثانية والعشرين وكل أنثى تخطت سن اليأس وذلك ابتداءً من اليوم ( 17) من الشهر القمري الذي يصادف فصل الربيع في كل عام حتى (27) من الشهر القمري، وأردف أن مرحلة الطفولة والبلوغ تتطلب كميات كبيرة من الحديد كون الجسم في طور النمو وهذه الكميات لا يؤمنها الغذاء كاملة لهذا الجسم النامي ، إنما يجري سد النقص عن طريق هضم الكريات الهرمة والتالفة في الكبد والطحال بلعميات عامة الجسم مشكِّلة الحديد الاحتياطي المخزون الموضوع لحاجة الجسم فالجسم عامة ونقي عظامه يستفيد من هذه الكريات بعد تحويلها التحويلات المناسبة إضافة لبناء كرياته الحمراء بسلسلة من العمليات. أما بعد الـ / 21 / سنة فيتوقف الاستهلاك الكبير للكريات الحمر التالفة لتوقف عجلة النمو ويصبح الفائض منها كبيراً يجب التخلص منه بواسطة الفصد.

المرأة والحجامة
وحول امكانية إجراء الحجامة للمرأة أوضح محدثنا أن للمرأة مصرفاً طبيعياً تستطيع من خلاله أن تتخلص من الدم الفاسد، فبالمحيض تبقى دورتها الدموية في قمة نشاطها، وعندما تبلغ المرأة سن اليأس (الضهي) يتوقف المحيض فتصبح خاضعة لنفس ظروف الرجل الذي وصل إلى سن الثانية والعشرين وتدخل بمرحلة فيزيولوجية جديدة تقود إلى تغيرات نفسية وجسدية تمهِّد لنشوء أمراض عديدة كارتفاع الضغط ونقص التروية والسكري وغيرها ، ورغم ذلك كما يقول المصدر فإن الحجامة أمر لا بديل عنه أبداً يعيد للمرأة استقرارها النفسي والجسدي، فإن ترفعت عن إجراء عملية الحجامة البسيطة غدا الجسم مرتعاً للأمراض.

وعن موعد الحجامة وهل هو محدد سنوياً أكد محدثنا أن الحجامة تُجرى في العام مرة عندما يميل الطقس للدفء في الربيع ( شهري نيسان وأيار ) ولا يمكن تطبيقها في فصل الصيف لارتفاع الحرارة مما يجعل الدم أكثر ميوعة ويبدو ذلك من خلال ظاهرة الرعاف والدم يتحرك بسهولة وسرعة في الأوعية الدموية وهذا يعرقل تجمُّع الكريات الهرمة والشوائب في منطقة الكاهل ، يقول الرسول (ص): " استعينوا على شدة الحر بالحجامة فلربما يتبَّيغ الدم بصاحبه فيقتله "وأضاف باكير أن الحجامة لا تُجرى في فصل الخريف مع أنه مماثل للربيع وذلك لأن الخريف يتلوه الشتاء البارد، فالجسم يعمل خلاله على زيادة الاحتراق من أجل تعديل حرارة الطقس، فإذا أجريناها في الخريف فإننا نحمِّل الجسم أعباء تكوين عناصر دموية جديدة بدل الدم العاطل إضافة إلى أعبائه في المحافظة على حرارته مما يؤدي إلى ضعفه.

الوقاية بدل العلاج
ولفت المصدر إلى أن هناك طرقاً علمية للحجامة ثبت صحتها بالعلم والطب أما ما يقوم به بعض الجهلة أو المشعوذين لكسب المال على حساب صحة المواطنين فهو خطر على السلامة العامة وكذلك الذين يأخذون بالأحاديث المدسوسة على رسول الله (ص) والمناقضة للقواعد الطبية والصحية والخطرة على حياة المرضى فهي طعن بهذه العملية الجراحية البسيطة والناجعة في أمراض عجز الطب الحديث عن شفائها والتي جاء بها الرسول الكريم (ص) الذي أوصى بالوقاية بدل العلاج وبمثل هذه العمليات البسيطة استغنى عن الطب اليوناني والروماني وأعاد الطبيب المقوقس إلى مصر لعدم الحاجة إليه.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(110)    هل أعجبتك المقالة (247)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي