"العمل ليس عيبا" هذا صحيح وغير قابل للنقاش في جميع الأعراف والثقافات والقواعد الحياتية، لكن صورة المقدم المنشق عن قوات الأسد "درغام الخلف"، وهو يقوم بعمله، عمقت جراح السوريين مجددا، وجعلت قلوبهم تعتصر آلما على رجل ذنبه الوحيد أنه رفض أن يكون كسفاحي حمص وإدلب ودرعا والبيضا وبانياس وداريا ودوما.
جديدهم على القائمة "أمجد يوسف" سفاح حي "التضامن" الذي أخاف البشرية بدمويته وحجم إجرامه.
بصمت ودون أي ضجيج يسعى "درغام الخلف"، وراء رزقه وقوت عائلته، غير آبه بالمسميات إلا الشرف والكرامة اللذين دفعاه سابقا للانشقاق عن قوات الأسد لكي لا يكون قاتلا، كمن اختار البقاء في صف الإجرام والارتقاء بالرتب والمناصب بحسب الولاء لبشار الأسد ونظامه الذي ما زال جاثما على صدور السوريين منذ أكثر من نصف قرن.
صورة الخلف وهو يجر عربته يجمع فيها الكرتون والنايلون لتأمين لقمة العيش لأبنائه، تلخص عناوين عريضة تبدأ بوصف مآسي السوريين في بقاع المعمورة، ولا تنتهي بكيف ولماذا تخلى العالم عن نصرة ثورتهم رغم اعتراف الجميع بأحقيتها وعظمتها.
حالة الضابط المنشق عن قوات الأسد وآلاف حالات المعاناة في مخيمات النزوح واللجوء التي نراها كل في كل برد شتاء وحر صيف، ستبقى عالقة في الأذهان تحتاج للتفسير من متصدري المشهد السوري من معارضين وأجسام سياسية وعسكرية إلى جانب ما يسمى مجموعة أصدقاء الشعب السوري، الذين لم يرتقوا جميعا إلى مستوى تضحيات السوريين.
المقدم "الخلف" هو من بين آلاف وربما ملايين السوريين ما زالوا غائبين عن عدسات التصوير ووسائل الإعلام بشقيها التقليدي والحديث، يصارعون مصاعب الحياة، بحاجة لصحوة ضمير إنساني نائم منذ أكثر من 11 عاما، لم تحركه صور الإعدام الجماعي والبراميل المتفجرة ومشاهد الأطفال الذي قضوا بالقصف الكيماوي.
ابحث عن اسمك... كل محركات البحث عن المطلوبيين والمعتقلين والاحتياط
ابحث عن اسمك... كل محركات البحث عن المطلوبيين والمعتقلين والاحتياط
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية