داهم يوم أمس عدد من عناصر الشرطة العسكرية في ريف "مدينة عفرين"، منزل الناشط "محمود فواز" المعروف بـ "محمود الدمشقي"، على خلفية إثارته قضية وجود شخصين أثنين تابعين لنظام الأسد من الذين ارتكبوا جرائم بحق المدنيين في مناطق درعا والقنيطرة وريف دمشق.
وكانت أخر منشورات "الدمشقي" فيديوهات مصورة كشف فيها عن تواجد عنصرين من المخابرات العسكرية لنظام الأسد في منطقة "درع الفرات" الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني السوري.
وأكّد الدمشقي أن العنصرين بحماية شقيق لهما يعمل في الجهاز الأمني لـ "جيش الإسلام" يُدعى "حسام محمد القعدان"، حيث أمّن وصول شقيقيه زين وقاسم محمد القعدان، إلى مناطق الشمال السوري، وتستّر عليهما، على الرغم من إنضوائهم في صفوف مخابرات وأجهزة أمن نظام الأسد والأشتباه بضلوعهم ارتكاب جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان بحق السوريين .
وطالب الدمشقي في بيانه باعتقال الشقيقين ومحاسبتهم واعتقال ومحاسبة شقيقهم حسام القعدان المكنى ب أبو عبدالرحمن نصر الذي يعمل في الجهاز الأمني لـ "جيش الإسلام" الذي يُعتبر أحد أبرز مكونات الفيلق الثالث في "الجيش الوطني السوري". حيث آمن لهما وصولهما إلى المناطق المحررة في تشرين الثاني من العام الماضي 2021، وقام بحمايتهما والتستر عليهما.
وبتوسع البحث والتحري توصل فريق التقصي إلى معلومات إضافية تفيد أن لدى الأخوين "قاسم وزين" بالإضافة الى شقيقهم "حسام" ملقب بـ "أبو عبد الرحمن نصر"، يعمل في الجهاز الأمني لـ "جيش الإسلام"، ثلاثة أشقاء في المناطق الواقعة تحت سيطرة نظام الأسد، هم، "هيثم ووسام وأحمد".
حيث يعمل "هيثم" حاليا في فرع المخابرات الجوية بمحافظة اللاذقية برتبة مساعد أول، وبالقرب منه يعمل أخيه "وسام" في جهاز أمن مشابه، وهو الأكثر غموضاً بنشاطه بين أفراد أسرته، أمّا "أحمد" يعمل في جهاز الأمن العسكري، ومُقرب جداً من "العميد زهير الأسد" ابن عم رئيس النظام، وكان قد تعرض للاعتقال لدى الجيش الحر في نيسان 2014، وأُخلي سبيله بعد مفاوضات تبادل أسرى جرت مع نظام الأسد بقيادة أخيه "قاسم" الموجود حالياً في مدينة عفرين.
وينحدر الأشقاء من بلدة غباغب في ريف درعا الشمالي، وقُتل والدهم "محمد قعدان" على يد مجهولين في بداية الثورة بسبب نشاطه لصالح نظام الأسد وقيامه بأعمال إجرامية بحق المدنيين في محافظة درعا، حيث كان متطوعاً ما قبل العام 2010 في جهاز المخابرات الجوية، وتقاعد قبل العام 2011 وهو برتبة مساعد أول.
والعودة إلى "قاسم القعدان" مواليد 07/03/1987، فقد تولّى حتى أواخر 2014 مهمة نائب رئيس مفرزة الأمن العسكري في بلدة الحارّة بريف محافظة درعا، حيث كان مدعوماً من قبل "اللواء أحمد العقدة" قائد الفرقة التاسعة في جيش نظام الأسد.
وتشير المعلومات التي حصل عليها فريق التقصي من مصادر متعددة أن لدى "قاسم" وأخوته سجل حافل بالإجرام بدءاً بالخطف، مروراً بالسلب والنهب والسرقة وفرض الإتاوات، وصولاً إلى مشاركة البعض منهم بارتكاب مجازر بحق مدنيين في مناطق درعا والقنيطرة وريف دمشق.
ففي مطلع 2012 قام "قاسم" باعتقال المدني "عبد الله الأحمد" من منزله في بلدة غباغب، وفي آذار ذات العام توفي "الأحمد" من سجن صيدنايا العسكري " بسبب التعذيب.
وفي شهر شباط من العام نفسه نفّذ "قاسم" عملية اعتقال المدنيين "محمود وفاكر محمد الياسين ويزن السويدان" من منازلهم في بلدة غباغب، ومازالوا مفقودين حتى اليوم، وربما تعرضوا للإعدام الميداني في بلدة المسمية برصاص عناصر مخابرات نظام الأسد وفق وصل لفريق التقصي من معلومات .
وفي أيار 2012 قام "قاسم" باعتقال عائلة الشاب "أ - م"، حيث داهم منزلهم الساعة الثانية ليلاً، ، وتعرض للنساء ضرباً ولفظاً، وخرج المعتقلون من معتقلات نظام الأسد على شكل دفعات بعد سنوات من الاعتقال والإخفاء القسري.
وكان "قاسم" أحد أبرز المسؤولين عن "مجزرة الكمين" التي ارتكبتها ميلشيات نظام الأسد في مطلع شهر تشرين الأول عام 2013، بين بلدتي الحارة وزمرين، حيث قضى فيها 10 أشخاص، وقام "قاسم" بالتمثيل بجثث القتلى .
كما نفّذ عملية قتل المدني "ثائر عبد الغفار العتمة" من بلدة الصنمين، بالتنسيق مع "النقيب وليد العبد الله" رئيس مفرزة الأمن العسكري في بلدة المسمية .
ومن أبرز الانتهاكات التي قام بها "قاسم" اعتقاله للمدني "أحمد ابراهيم العلو" وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة "لديه اعاقة جسدية"، مواليد 1963، وقام بتصفيته وحرق جثمانه في طريق استراد دمشق درعا بالقرب من الجامعات الخاصة.
وعمل "قاسم" وشقيقه زين بتجنيد أشخاص مهمتهم وضع السم لمدنيين مناهضين لنظام الأسد عام 2016، ونجح بتنفيذ إحدى العمليات بحق عائلة "عبد الله العبود" التي أُسعفت واُنقذت من الموت بفضل جيرانها.
كما له مساهمة فعالة بحصار المدنيين بعض البلدات في محافظة درعا، إذ منع عنهم ادخال الغذاء والدواء وأبسط مقومات الحياة.
يُشار أن اسم "قاسم" ورد في مادة لموقع "أورينت نيوز" بـ نيسان 2014 تُبين تورطه ومشاركته مع الأجهزة الأمنية في نظام الأسد، كما عمم أسمه عدد كبير من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي على أنه مُرتكب جرائم عديدة في منطقة درعا.
فريق التقصي عن مجرمي الحرب - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية