إتخذت محكمة الاستئناف الثانية في مقاطعة "كارلسروه" الألمانية قراراً آخر بحق الرجل السوري الذي قام بدفع ضحية بريئة أمام قطار للشحن.
وبحسب ما أوردت صحيفة "Welt" الألمانية، فإن المحكمة الإقليمية في "كارلسروه" نظرت سابقاً في القضية، واعتبرت أن دافع المتهم كان الإحباط في حياته.
وقالت الصحيفة إنه من شبه المستحيل كيف نجا الضحية من هذا الفعل، حيث قام الرجل المعاق، بحشر نفسه بشدة في فجوة بعرض 90 سم فقط عندما انطلق قطار شحن بطول 600 متر تقريبًا بسرعة 90 كم/ساعة. دفعه شاب سوري يبلغ من العمر (27) عامًا إلى القضبان ومنعه من التسلق بالركلات واللكمات.
"لقد تصرف بنية القتل ولأسباب دنيئة"، كما أكد رئيس محكمة مقاطعة "كارلسروه" يوم الإثنين.
وأضاف رئيس المحكمة:"أراد الرجل تقليل الإحباط في حياته. لا يوجد سبب واضح آخر لهذا العمل".
جاء الحكم السجن "عشر سنوات" بتهمة الشروع في القتل مع الإضرار الجسدي الخطير.
وأشارت الصحيفة إلى أنها المرة الثانية التي تنظر فيها المحكمة في حادثة صيف (2020) في محطة القطار في (Waghäusel) بين مدينتيي "كارلسروه" و"هايدلبرغ". هذه المرة، كان يتعين على غرفة أخرى اتخاذ قرار، لأن المتهم وشقيقه البالغ من العمر (24 عاما) قد استطاعوا الاستئناف أمام محكمة العدل الفيدرالية (BGH).
وأوضحت الصحيفة أن كبار القضاة الجنائيين في ألمانيا وجدوا أن المسؤولية الجنائية للجاني الرئيسي لم يتم تقييمها بشكل صحيح، على سبيل المثال، لم تفحص محكمة المقاطعة بشكل كاف الفصام المصاب بجنون العظمة".
وتفيد الصحيفة بأنه حتى في المحاكمة الثانية، لم تخرج المحكمة عن حكم زملائها في قضية المتهم الرئيسي. وقال القاضي "كان مذنبا بالكامل". لا توجد مؤشرات على الذهان الناجم عن المخدرات أو غير ذلك. لم تتطابق الهلوسة الموصوفة مع إفادات كل من له علاقة بالرجل، في أحسن الأحوال كانوا سيصفونه بأنه "منزعج"، لكن ليس بأي حال من الأحوال مريضًا عقليًا.
فر الأخوان من سوريا إلى ألمانيا وأرادوا بناء حياة جديدة هنا. حيث نقلت الصحيفة عن القاضي قوله "إن الرجل الأكبر سنًا على وجه الخصوص كان طموحًا وذكيًا، ولكن بقيت حالته مزاجية بائسة، متوترة ، محبطة".
واعتبرت الصحيفة أن الضحية كانت "محظوظة جدا جدا جدا" للبقاء على قيد الحياة. حيث أوضح القاضي أن الرياضي القديم البالغ من العمر 54 عامًا كان عليه أن يكون أقوى قليلاً أو يقوم بحركة "صعبة جداً".
عندما يمر القطار، ودوناً عن ذلك كانت الأحداث ستنتهي بشكل مختلف تمامًا، أصيب الرجل بكسر في العظام، وتمزق في الجلد، وأصيب بجرثومة مقاومة متعددة في المستشفى، وكان من الضروري زرع الأنسجة.
ونقلت الصحيفة عن القاضي قوله "إنه لا يزال يتناول المسكنات حتى اليوم. وفوق كل شيء، لا يزال الرجل يعاني من الكوابيس والقلق".
وأضاف "إن الرجل انهار واضطر للذهاب إلى قسم الطب النفسي. ليس من المتوقع ما إذا كان وضعه سيتحسن على الإطلاق"، ووفقاً للصحيفة فقد ألقت المحكمة باللوم على الشاب البالغ من العمر 27 عامًا في هذه العواقب، فيما كان الوضع مختلفًا بالنسبة للأخ الأصغر البالغ من العمر 24 عامًا الذي كان فعلاً يعاني من "الفصام المصحوب بعقدة الاضطهاد".
ترجمة: حسن قدور - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية