أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

من "باب السباع" إلى ساحة "الساعة".. ناشط يستعيد جوانب من اعتصام حمص

اعتصام الساعة - أرشيف

يستعيد السوريون ذكرى "اعتصام الساعة" في حمص الذي انتهى فجر التاسع عشر من نيسان ابريل عام 2011 بمجزرة أليمة، فكان بداية جديدة لانتفاضة المدينة عن بكرة أبيها ضد نظام الأسد الذي اختار النار والبارود في قمع الحراك السلمي وزج بشبيحته في صفوف المتظاهرين السلميين للدعوة إلى "الجهاد"، ليوحي للعالم بأن الثورة ضده هي ثورة إرهاب وتطرف.

الناشط "فريد الحجار" سرد لـ"زمان الوصل" جوانب من ذكرياته عن اعتصام الساعة والمجزرة التي ارتكبها مئات من جنود "الفرقة الرابعة" وعناصر الاستخبارات الجوية والعسكرية وعناصر من "الشبيحة".

وبدأ اعتصام الساعة بتشييع 8 من شهداء مجزرة "باب السباع" من جامع حمص الكبير بعد صلاة ظهر ذلك اليوم، ومر المشيعون من حي "الحميدية"، وتم دفن الجثامين في مقبرة "الكتيب"، وبعد عودة المشيعين كانت الأعداد كبيرة ووصلت إلى ساحة الساعة حوالي الساعة الثانية ظهراً، وحينها قرر الموجودون التظاهر والبقاء في مكان الاعتصام إلى المساء.

مع صلاة العصر بدأت أعداد المعتصمين تكبر وقرر القائمون على الاعتصام البقاء لليوم التالي لأن هناك أناساً من الريف سينضمون إليهم، ومع حلول الظلام تضاعفت الأعداد وبخاصة بين فترتي المغرب والعشاء.

وأضاف "الحجار"، الذي نشر مقطعي فيديو حول اعتصامي "باب السباع" و"الساعة"، أن المعتصمين عاشوا يومها أجواء جميلة جداً وأقيمت صلاة جماعية للمغرب والعشاء في الساحة، لافتا إلى أن الاعتصام كان يضم رجالاً وشباناً ونساء من كل فئات الشعب، كانت أصواتهم تتعالى بالهتافات المطالبة بالكرامة الحرية.

*فض الاعتصام
وروى محدثنا أنهم مع حلول الساعة الحادية عشر ليلاً جاءت أخبار بضرورة فض الاعتصام والعودة في اليوم التالي أو يتم نقل الاعتصام إلى ساحة مسجد "خالد بن الوليد"، ورشحت معلومات ناشطين حينها أن "ماهر الأسد" شقيق بشار اتصل بالمشايخ، مهدداً بانسحاب المعتصمين من الميدان وإلا.. ولكن المعتصمين رفضوا ذلك وأصروا على البقاء في ساحة الساعة.

وتابع الناشط أن عدداً من مشايخ حمص حضروا حوالي الساعة الثانية عشر والنصف بعد منتصف الليل إلى مكان الاعتصام وأخبروهم بضرورة إخلاء الساحة، وإلا ستقع مجزرة وحينها عاد الكثير من الأشخاص وبخاصة العائلات إلى بيوتهم وأصر غيرهم على البقاء.

ومضى محدثنا سارداً تفاصيل ما جرى تلك الليلة حيث تقدمت سيارات الأمن حوالي الساعة الواحدة من قيادة الشرطة (الساعة القديمة) باتجاه ساحة الاعتصام) وعلى متنها عشرات العناصر المدججين بالسلاح لفض الاعتصام، وقاموا دون سابق إنذار بإطلاق النار المباشر والحي على المعتصمين الذين كانت تقدر أعدادهم بحوالي 1500 شخص وبدأ الناس يهربون في كل اتجاه. وهرب محدثنا -كما يقول- باتجاه شارع "الدبلان" وطلب بعضهم منه ومن غيره العودة لإسعاف الجرحى وإخلاء جثث الشهداء فعاد مرة أخرى إلى ساحة الساعة واستمر إطلاق النار بشكل أغزر وأقوى لأن أعداد المعتصمين قلت فبدأ الأمن يستهدف -كما يقول- كل من عاد من الهاربين وحوصر في بناية "الأتاسي" التي تقع أول شارع "الدبلان" مع عدد من الأشخاص بسبب كثافة النيران التي كانت تمنعهم من الهروب من جديد واتخذوا قراراً بعد دقائق بالركض باتجاه مسجد "عبد الحميد الدروبي" لينجو ومن معه.

*طفل الحرية
ولفت "الحجار" إلى أن أعداد الجرحى والمصابين والمعتقلين غير معروف ولكن عدد الشهداء الذين رآهم وشارك في تشييعهم في اليوم التالي يقدر بـ 15 شهيداً حسب قوله– وهناك مغيبون ومعتقلون لم تعرف أعدادهم وهوياتهم لأن ذويهم لم يجرؤوا على السؤال عنهم خوفاً من الاعتقال.

واستعاد الناجي من "مجزرة الساعة" أحد المواقف التي أثرت فيه يوم الاعتصام حيث كان يجلس مع عدد من أصدقائه قبل اقتحام الأمن بحوالي ساعة وكان إلى جانبهم طفل نائم وبعد استيقاظه سألناه مع من أتى إلى الاعتصام فقال إنه جاء بمفرده رغم أن عمره لم يكن قد تجاوز العاشرة، وأضاف المصدر أنه سأل الطفل حينها عن أهله فقال أنه خرج من منزله بعد أن ودع والدته وقال لها أنا ذاهب إلى الاعتصام فإما أن آتي بالحرية وإما أن آتي شهيداً وهي القصة التي لا ينساها أبداً.

زمان الوصل
(182)    هل أعجبتك المقالة (87)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي