تتعمق أزمة المحروقات في درعا وتسوء يوما بعد يوم، فالمحافظة التي لم يصلها أي طلب نقل خلال شهر آذار/مارس الماضي، وغالبية سكانها لم يتسلموا سوى 50 ليترا من مخصصات التدفئة خلال فصل الشتاء، بدأ يتوسع الفساد المستشري في مديرية المحروقات إلى العلن، إذ أصبح المسؤولون عن هذا الملف يجاهرون بطلب الإتاوات من أصحاب "الكازيات"، ويتوعدون بمنع وصول أي ليتر دون دفع "المعلوم".
مصادر خاصة من داخل مؤسسة المحروقات التابعة للنظام ومن خارجها، أكدت لـ"زمان الوصل"، أن ثلاثي الفساد المتمثل بـ"أحمد سويدان، ونعيم الجبر، وعبدو خشارفة"، يتحكم بسير عمليات توزيع المحروقات على الكازيات خدمة لحلقة أكبر تصل جذورها إلى عائلة "الأسد" الجاثمة على صدور السوريين منذ عقود طويلة.
المصادر شددت على أن المدعو "أحمد سويدان" العضو في "مجلس الشعب" التابع للنظام، يقوم بفرض إتاوات على أصحاب المحطات من أجل الحصول على مخصصات الوقود بحجة أنه يقوم بالدفع لشخصيات نافذة في العاصمة من أجل تحصيلها للمحافظة، مشددا في أكثر من مكان أن حكومة نظامه "تعتبر مواطني درعا درجة ثانية"، لهذا يضطر لدفع الرشى لها للموافقة على صرف جزء من المحروقات.
وبحسب المصادر فإن مهام "سويدان"، أصبحت تتمثل في جمع الرشى وتنسيقها وابتزاز أصحاب المحطات، وفي حال عدم الدفع يقوم بشطب اسم المحطة من جدول التوزيع وذلك بالاتفاق مع مدير مؤسسة المحروقات "نعيم الجبر"، ونائب المحافظ "عبدو خشارفة"، الذي يقوم بدور المحافظ الوظيفي عبر إزالة أسماء المحطات الممتنعة من الدفع ويحرمها من مخصصاتها من الوقود.
ويعود اسم "سويدان" للظهور من جديد إذ لم يكتف بالحصول على الرشى والإتاوات، بل قرر دخول مضمار المحروقات بشكل قانوني وبالتالي فساد بغطاء "القانون"، بعد أن قام باستئجار محطة وقود وأصبحت خلال يوم وليلة صاحبة مزايا هائلة وعند إدراك صاحب المحطة بأنه لا يجوز تأجيرها لموظف (أحمد سويدان)، توجه إلى مدير المحروقات لفسخ العقد، حيث رفض الأخير ذلك الطلب للمنفعة المتبادلة بينه وبين "سويدان".
دائرة الفساد لم تقف عند ثلاثي الفساد في المحافظة، بل شملت عضو "مجلس الشعب"، فاروق الحمادي، المتنفذ لدى عائلة "الأسد"، والذي أعلن صراحة أنه و"سويدان" و"عمار الأسد"، يقفون خلف "نعيم الجبر" ولا أحد يستطيع محاسبته.
المصادر شددت على أن الحصة الأكبر من "جمل" محروقات درعا، تذهب لـ"عمار الأسد"، الذي أصبح شريكا في الكثير من محطات الوقود، متفاخرا بأنه السبب في إيصال المحروقات إلى درعا.
وذكرت المصادر أحد الأمثلة على طريقة جمع الإتاوات، حيث قام مدير المحروقات "نعيم الجبر" بنقل محل سكنه في بلدة "سملين" إلى مكان عمله في مدينة "ازرع" وفرض على المدعو "كمال أرشيد" صاحب محطة في بلدة "صيدا" بكل ما يحتاج المنزل من "الإبرة إلى البراد"، مقابل الحصول على طلب وقود ومن المحطات التي يتقاسم معها الأرباح مثل "محطة هاني علي حمد" و"علاء العمور" و"محمد عسكر".
ولفتت المصادر إلى أن عددا من أصحاب محطات المحروقات حاولوا التصدي لهذه المنظومة وتقديم شكاوي لدى عدة جهات ولكن غالبا ما يغلق الملف بعد تدخل "سويدان" و"الحمادي" و"عمار الأسد".
كرم عبدالرحمن - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية