أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الحركة الوهابية و المخابرات البريطانية ....! ... خليل صارم

في كتابه ..من أطلق على نفسه مستر همفرHamver يحدثنا كيف أن وزارة المستعمرات البريطانية قد كلفته مع تسعة جواسيس آخرين في منطقة مايسمى بالشرق الأوسط وصولاً الى تركيا وايران . بإجراء مسح شامل للمنطقة ( اجتماعي وسياسي ) وذلك في أواخر عهد الدولة العثمانية ( الرجل المريض ) وكيف أن وزارة المستعمرات كانت تطمح برفع عدد جواسيسها الى الألف .. لتسريع عملية شق المجتمع وخلق الخلافات الطائفية والمذهبية فيه وتغذيتها بكافة الأشكال .
يقول أنه تعرف في العراق / البصرة على شاب في زي طلبة العلوم الدينية يتقن اللغات التركية والفارسية والعربية . وكان يسمى (محمد بن عبد الوهاب ) . يصفه همفرت هذا بأنه كان شاباً طموحا للغاية . عصبي المزاج . ناقماً على الحكومة العثمانية . أما حكومة فارس فلم يكن له شأن بها . وكان سبب صداقته مع هذا الشاب هو أنه كان يتردد على صاحب المحل الذي يعمل فيه همفرت تحت اسم مستعار هو محمد أيضاً .. وهذا المحل في البصرة وصاحبه شيعي وكان الاثنان ناقمين على الحكومة العثمانية .. يضيف أنه لايعرف من أين كان هذا الشاب ( محمد بن عبد الوهاب ) يعرف اللغة الفارسية مع أنه كان من أهل السنة وكيف صادق عبد الرضا الشيعي , لكنه يستدرك قائلا ً ( لاغرو في ذلك ففي البصرة يلتقي السني بالشيعي وكأنهما أخوة كما يغرف الكثير من القاطنين في البصرة اللغة الفارسية الى جانب العربية وان كثيراً منهم أيضا ً يعرف اللغة التركية .
يقول هذا ال همفر . .كان محمد بن عبد الوهاب شاباً متحرراً بكل معنى الكلمة لايتعصب ضد الشيعة كما أنه لم يكن يرى وزن لأتباع المذاهب الأربعة .المتداولة بين أهل السنة ويقول : انها ماأنزل الله بها من سلطان .
يضيف .. كان الشاب الطموح يقلد فهم نفسه في فهم القرآن والسنة ويضرب بآراء المشايخ . لامشايخ زمانه فحسب بل حتى الخلفاء الراشدين , لأنه يرى فهمه للكتاب على خلاف مافهموه وكان يقول ( أن الرسول قال إني مخلف فيكم الكتاب والسنة ولم يقل اني مخلف فيكم الكتاب والسنة والصحابة والمذاهب ) . لذا فهو يرى إتباع الكتاب والسنة فقط وإسقاط البقية . ويضيف أن من ضمن أقواله أيضاً ( إنني أكثر فهماً من أبي حنيفة ) وأن ( نصف كتاب البخاري باطل ) .
يقول همفرت هذا .. أنه قد عقدت بينه وبين محمد عبدالوهاب بمرور الوقت صلات قوية وكنت أنفخ فيه باستمرار وأبين له أنه أكثر موهبة من عمر وعلي وأن الرسول لو كان حاضراً لاختارك خليفة له دونهما وكنت أقول أيضاً ( آمل تجديد الإسلام على يدك فإنك المنقذ الوحيد الذي يرجى به انتشال الإسلام من هذه السقطة )
في معرض شرحه لظروف حياته في المنطقة يقول همفرت عن نفسه أنه كان مكلفاً بدراسة الإسلام ومذاهبة وانه أتقن ذلك اضافة لاتقانه اللغة العربية بلهجاتها وبالتالي فقد أصبح من بين أشهر الجواسيس لدى وزارة المستعمرات .
يضيف أنه قد قرر مع محمد مناقشة القرآن الكريم على ضوء أفكارهما الخاصة لا على ضوء فهم الصحابة والمشايخ والمذاهب . وكنا نقرأ القرآن ونتكلم عن نقاط منها - كنت أقصد من ورائها إيقاع ( محمد ) في الفخ - وكان هو يسترسل في قبول آرائي ليظهر نفسه بمظهر المتحرر وليجلب تقتي أكثر فأكثر .
قلت له مرة : الجهاد ليس واجباً , قال : وكيف وقد قال الله ( جاهد الكفار ) قلت له الله يقول ( جاهد الكفار والمنافقين ) فإذا كان الجهاد واجباً فلماذا لم يجاهد الرسول المنافقين ( قال ) جاهدهم الرسول بلسانه ( قلت ) إذاً فجهاد الكفار أيضاً واجب باللسان ( قال ) لكن الرسول حارب الكفار ( قلت ) حرب الرسول كان دفاعاً عن النفس حيث أن الكفار أرادوا قتل الرسول فدفعهم , فهز( محمد ) رأسه علامة الرضا
وقلت له ذات مرة ( متعة النساء جائزة ) قال : كلا ( قلت ) فالله يقول ( فما استمتعتم به منهن فاتوهن اجورهن ) (قال ) عمر حرم المتعة قائلا ً ( متعتان كانتا على عهد رسول الله وأنا أحرمهما وأعاقب عليهما ) قلت : أنت تقول بأنك أعلم من عمر فلماذا تتبع عمر , ثم اذا قال عمر أنه حرمهما وأن الرسول حللها فلماذا تترك رأي القرآن ورأي الرسول وتأخذ برأي عمر ؟ فسكت , ولما وجدت سكوته دليل اقتناع , وقد أثرت فيه الغريزة الجنسية ( ولم تكن له آنذاك زوجة ) قلت له : ألا نتحرر أنا وأنت ونتخذ ( متعة ) نستمتع بها ..؟ فهز رأسه علامة الرضا , وقد اغتنمت أنا هذا الرضا أكبر اغتنام وقررت موعداً لآتي له بامرأة ليتمتع بها وكان همي أن أكسر خوفه من مخالفة الناس , لكنه اشترط علي أن يكون الأمر سراً بيني وبينه وأن لاأخبر المرأة باسمه , فذهبت فوراً الى بعض النساء اليهوديات اللواتي كن مجندات من قبل وزارة المستعمرات لإفساد الشباب المسلم . ونقلت لها كامل القصة , وجعلت لها اسم صفية . وفي يوم الموعد ذهبت بالشيخ محمد الى دارها , وكانت الدار خالية الا منها فقرأنا أنا والشيخ صيغة العقد لمدة أسبوع , وأمهرها الشيخ نقداً ذهبياً فأخذت أنا من الخارج وصفية من الداخل نتراوح على توجيه الشيخ محمد عبد الوهاب . وبعدما أخذت صفية من محمد كل مأخذ وتذوق حلاوة مخالفة أوامر الشريعة تحت غطاء الاجتهاد والاستقلال بالرأي والحرية ( على حد قوله ) , وفي اليوم الثالث من المتعة أجريت مع محمد حواراً طويلاً عن عدم تحريم الخمر ..وكلما استدل بالآيات القرآنية والأحاديث , زيفتها وقلت له أخيراً : لقد صح أن معاوية ويزيد وخلفاء بني أمية وخلفاء بني العباس كانوا يتعاطون الخمر فهل من الممكن أن يكون كل هؤلاء على ضلال وأنت على صواب , انهم ولاشك كانوا أفهم لكتاب الله وسنة رسول الله مما يدل على أنهم لم يفهموا التحريم وإنما فهموا الكراهة والإعاقة , وفي الأسفار المقدسة لليهود والنصارى إباحة الخمر , فهل يعق أن يكون الخمر حراماً في دين وحلالاً في دين , والأديان كلها من عند إله واحد . ؟ ثم أن الرواة رووا أن عمر شرب الخمر حتى نزلت الآية ( فهل أنتم منتهون ) ولو كانت الخمرة حراماً لعاقبه الرسول , فعدم عقاب الرسول دليل الحلية .
أخذ ( محمد ) يسمعني بكل قلبه ثم تنهد وقال : بل تثبت بعض الأخبار أن عمر كان يكسر الخمر بالماء ويشربها , ويقول أن سكرها حرام , لا , اذا لم تكن تسكر . ثم أردف قائلاً ( وكان عمر صحيح الفهم في ذلك ) لأن القرآن الكريم يقول ( إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة ) فإذا لم تسكر الخمر لم تفعل هذه الأمور التي ذكرت في الآية فلا نهي عن الخمر اذا لم تكن مسكرة .
أخبرت ( صفية ) بما جرى , وأكدت عليها أن يسقى الشيخ هذه المرة ..خمرة مغلظة .. ففعلت وأخبرتني بعد ذلك أن الشيخ شرب حتى الثمالة وعربد وجامعها عدة مرات في تلك الليلة وقد رأيت آثار الضعف والنحول عليه غداة تلك الليلة , وهكذا استوليت أنا وصفيه على الشيخ استيلاء كاملا ً . ..يضيف همفر .. قائلا ً :
ويالها من روعة تلك الكلمة الذهبية التي قالها لي وزير المستعمرات حين ودعته
( إنا استرجعنا اسبانيا من الكفار ( يقصد المسلمين ) بالخمر والبغاء , فلنحاول أن نسترجع سائر بلادنا بهاتين القوتين العظيمتين ) .
ذات مرة تكلمت مع الشيخ عن (الصوم) وقلت له : إن القرآن الكريم يقول ( وان تصوموا خير لكم ) ولم يقل أنه واجب عليكم , فالصوم بنظر الإسلام مندوب وليس واجب , لكنه قاوم الفكرة وقال ( يامحمد تريد أن تخرجني من ديني ) .قلت له : ياوهاب إن الدين هو صفاء القلب وسلامة الروح وعدم الاعتداء على الآخرين , ألم يقل النبي ( الدين حب ) ..؟ ألم يقل الله في القرآن الحكيم ( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) ..؟ فإذا حصل للإنسان اليقين بالله واليوم الآخر , وكان طيب القلب , نظيف العمل , كان من أفضل الناس لكنه هز رأسه علامة للنفي وعدم الارتياح .
ومرة أخرى قلت له : ( الصلاة ليس واجبة ) قال : وكيف ؟. قلت لأن في القرآن يقول الله ( وأقم الصلاة لذكري ) فالمقصود من الصلاة ذكر الله تعالى , فلك أن تذكر الله تعالى عوضاً عن الصلاة ..؟!! قال وهاب : نعم سمعت أن بعض العلماء كانوا يذكرون الله تعالى في أوقات الصلاة عوضاً عن الصلاة , ففرحت لكلامه أيما فرح , وأخذت أنفخ في هذا الرأي حتى ظننت أنني استوليت على لبه . وبعد ذلك وجدته لايهتم لأمر الصلاة غالباً , حيث كنت أسهر معه الى مابعد منتصف الليل غالباً فكان منهوك القوى عند الصباح فلا يقوم للصلاة . ..
وهكذا أخذت أسحب رداء الإيمان عن عاتق الشيخ شيئاً فشيئاً وأردت ذات مرة أن أناقش حول الرسول , لكنه صمد في وجهي صموداً كبيراً , وقال لي : ان تكلمت بعد ذلك حول هذا الموضوع قطعت علاقتي بك ..وخشيت أن ينهار كل مابنيته , من أجل ذلك أحجمت عن الكلام حول الرسول .
لكن أخذت في إذكاء روحه ليأخذ لنفسه طريقاً ثالثاً غير السنة وغير الشيعة وكان يستجيب لهذا الإيحاء كل استجابة لأنه كان يملأ غروره وتحرره .
وبفضل صفية التي دامت علاقتها معه بعد الأسبوع أيضا ً في متعات جديدة تمكنا من الأخذ بقياد ( الشيخ ) كاملا ً .
ذات مرة قلت للشيخ : هل صحيح أن النبي قد آخى بين أصحابه .؟

قال : نعم , قلت : هل أن أحكام الإسلام وقتيه أم دائمه ..؟

 قال : بل دائمة لأن الرسول يقول ( حلال محمد حلال الى يوم القيامة وحرام محمد حرام الى يوم القيامة ) .. قلت : اذاً فلنتآخى أنا وأنت .. فتآخينا , ومنذ ذلك الحين كنت أتبعه في كل سفر وحضر , وكنت أهتم لكي تأتي الشجرة التي غرسناها ثمارها التي صرفت لأجلها أثمن أوقات حياتي .
كنت أكتب بالنتائج الى وزارة المستعمرات كل شهر مرة , كما كانت عادتي منذ أن خرجت من لندن – وكان الجواب يأتيني بالتشجيع الكافي , فكنت أنا ومحمد نسير في الطريق الذي رسمناه بخطى سريعة ولم أكن أفارقه لا في السفر ولافي الحضر , وكانت مهمتي أن أربي فيه روح الاستقلال والحرية وحالة التشكيك وكنت أبشره دائماً بمستقبل زاهر وأمدح فيه روحه الوقادة , ونفسه النقادة .
لفقت له ذات مرة ( حلماَ ) وقلت له : ( إني رأيت البارحة في المنام رسول الله – ووصفته بما كنت سمعته من خطباء المنابر – جالساً على كرسي وحوله جماعة من العلماء لم أعرف أحداً منهم وإذا بي اراك قد دخلت ووجهك يشرق نوراً فلما وصلت الى الرسول قام الرسول إجلالاً لك وقبل بين عينيك وقال لك ( يامحمد ) أنت سميي ووارث علمي والقائم مقامي في إدارة شؤون الدين والدنيا
( فقلت أنت ) يارسول الله إني أخاف أن أظهر علمي على الناس ؟ . قال رسول الله لك : ( لاتخف أنت الأعلى ) .
فلما سمع محمد بالمنام كاد أن يطير فرحاً , وسألني مكررا ً هل أنت صادق في رؤياك ؟ وكلما سأل أجبته بالإيجاب حتى اطمأن , وأظن أنه صمم من ذلك اليوم على إظهار أمره .
في المقطع التالي يتحدث همفر هذا عن أوامر وردته من وزارة المستعمرات كي يتوجه الى النجف وكربلاء ثم يتحدث عن وقائع تاريخية حول قصة الأمام علي كما هي معروفة تاريخياً وعن موقع العلماء الشيعة بالنسبة للشعب الذي يجلهم ويأتمر بأوامرهم وعن علاقاتهم المتوترة بالسلطنة العثمانية . وفي نهايتها يقول أن اقترح على وزارة المستعمرات بعد عودته الى لندن أن تخطط لوضع اليد على مصب نهري الدجلة والفرات لتتمكن من إخضاع العراق في حالة الطواريء فإنه اذا انقطع الماء عن العراق لابد وان يخضع أهلها لمطالب بريطانيا . ثم يتحدث عن جولة الى الحلة ثم أذربيجان وعن حضوره جلسات لبعض رجال الدين حيث تعرف على المذهب الشيعي أكثر . ويضيف أنه في سفراته الى العراق قد وجد مايثلج الصدر من حيث أن الأوضاع العامة والخاصة كانت تنذر بنهاية الحكم , والوالي المعين من قبل الاستانة رجل مستبد جاهل يحكم بما يشاء وكأن الناس عبيد وإماء له وكيف أن الاتراك يتعمدون اذلال أهالي العراق لأنهم عرب لايؤمن مكرهم ( على حد وصفه ) وان الشعب بشكل عام غير راض ٍ عنه والبلاد في حالة خراب وانعدام الأمن والخلافات بين العشائر قائمة على قدم وساق .. والجهل والأمية متفشية بصورة مدهشة تذكر بأيام استيلاء الكنيسة على الغرب . ..الخ وأنه بالنتيجة قد كتب تقريراً مفصلاً الى وزارة المستعمرات وسلم التقرير الى ممثلي الوزارة في بغداد . في هذه الفترة كان غيابه عن لندن قد امتد الى سنوات ثلاث كما يقول .
يضيف أنه في فترة غيابه عن البصرة قلقاً أشد القلق على مصير الشيخ ( محمد بن عبد الوهاب ) حيث كان لايأمن الانحراف عن الطريقة التي وجهه اليها لأنه أي الشيخ محمد كان شديد التلون , عصبي المزاج , ( كما يصفه ) , فكان يخشى من أن تنهار كل آماله التي بناها عليه . وأنه حين فارقه كان يروم الذهاب الى الآستانه للتفرج عليها , لكنه منعه من ذلك أشد المنع وأنه قال له أنه يخاف أن يقول هناك شيئاً ما..؟ يوجب أن يكفروه ويصبح مصيره القتل .. ولما كان الشيخ محمد لايريد الإقامة في البصرة فقد أشار عليه أن يذهب الى ( أصفهان وشيراز ) فهما مدينتان جميلتان وبذلك يأمن من انحرافه عن الخط المرسوم باعتبار أن أهالي المدينتين من الشيعة .؟ وأوصاه بالتقية مع الشيعة فلا يظهر لهم أنه من أهل السنة لكي يستفيد من علمائهم لأن ذلك سيفيده في مستقبل أيامه ..؟ وأنه قد زود الشيخ بمبلغ كاف من المال تحت عنوان ( الزكاة ) كما اشترى له دابة للركوب كهدية .
يتحدث همفر عن دعوته الى لندن بشكل عاجل وضروري .. وهناك اجتمع به السكرتير وبعض أعضاء الوزارة وأبدوا اعجابهم بما وصل اليه حيث أفهموه أنه لولم يفعل أي شيء آخر سوى علاقته مع محمد بن عبد الوهاب لكان ذلك كافياً .. وتبين له أن صفية كانت قد كتبت لهم تقارير مطابقة لتقاريره ..وقد طمأنوه هناك عن وضع محمد حيث أنهم لم يتركوه وقد أرسلوا اليه من تعرف اليه في أصفهان تحت اسم ( عبدالكريم ) على أنه أخي .وأعلموه بأن صفية قد لحقته الى أصفهان وتمتع معها لمدة شهرين آخرين . كما أن عبد الكريم صاحبه الى شيراز حيث هيأ له متعة مع أخرى أطلقوا عليها اسم آسيا . وأن عبد الكريم هذا هو من عملائهم وهو من (جلفاء ) نواحي أصفهان كما أن آسيا من يهود شيراز . ويصف آسيا بأنها أجمل وأكثر أنوثة وعاطفة من صفية وأنه قضى معها أسعد ساعات العمر .
يضيف همفر قائلاً : أنه ونتيجة سيطرتهم الأربعة على محمد عبد الوهاب فإنه قد طبخ كأفضل مايمكن لما يرجى منه مستقبلا ً .
يضيف وأنه نتيجة هذه الجهود فقد استحق أرفع الأوسمة من الوزارة وأنهم قد وضعوه في الدرجة الأولى في سلم العملاء المخلصين .
في لندن بدأوا باطلاعه على بعض أسرار الدولة كما يقول وأن سكرتير الوزارة قد خول من قبل الوزير شخصياً ومن قبل اللجنة المخولة بشؤون المستعمرات اطلاعه على سرين هامين إلا القلائل ممن تعتمد عليهم الوزارة .
يتحدث هنا كيف جمعوه مع عشرة أشخاص أحدهم في زي السلطان العثماني يتكلم الانكليزية والتركية وآخر في زي شيخ الإسلام في الأستانة والثالث في زي الملك الفارسي والرابع في زي عالم شيعي والخامس في زي مرجع التقليد وهؤلاء الثلاثة يتكلمون الفارسية الى جانب الانكليزية . وأن هؤلاء الخمسة يمثلون أولئك الأصليين ..ليتعرفوا على كيفية تفكير كل منهم ويقول : أنه قد لاحظ أن هؤلاء الأمثال يطابقون الأصل بنسبة سبعين في المائة بطريقة التفكير .
المهم يتحدث هنا عن طريقة النقاش وأسلوب الردود المطابقة . ويضرب مثلا ً عن سؤال وجه لبديل المرجع الشيعي ومضمونه ( مولانا هل يجوز نحن الشيعة أن نحارب حكومة سنية شديدة التعصب ؟ يقول أن البدل تروى قليلاً ثم قال : لايجوز لنا محاربتهم لأنهم سنة فإن المسلمون أخوة , وإنما يجوز لنا محاربتهم لأنهم يضطهدون الأمة , وذلك من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وذلك لغاية رفع الظلم ) ..الخ ( لاحظ أنه لم تكن هناك في تلك الحقبة مظاهر لخلافات مذهبية كما هي عليه اليوم ) . وبعد انتهاء النقاش يقول أن السكرتير سلمه كتاب من حوالي ألف صفحة يتضمن كل مايطابق مادار في النقاش ويشتمل على الشؤون العسكرية والمالية والثقافية والدينية .وأعطاني مهلة ثلاثة أسابيع لمطالعته وإرجاعه الى المكتبة . يضيف هذا ال همفر أنه بعد مطالعته للكتاب ازداد وثوقاً بمقدرة حكومته ( البريطانية ) وتأكد أن الامبراطورية العثمانية الى زوال .. وقد أفهمه السكرتير أن هناك غرف أخرى فيها نظير هذه التمثيلية وهؤلاء الأبدال لبقية البلاد التي يستعمرونها أو سوف يستعمرونها فيما بعد . وأن العملاء يزودونهم بكافة المعلومات الدقيقة من كافة أطراف العالم والجميع متخصصون كل في جانب .. ويؤكد أنه فهم ( المحمديين ) أكثر من السابق بعد مطالعة الكتاب وعرف نقاط القوة ونقاط الضعف لديهم .. وقد حدد نقاط الضعف بما يلي :
1- الاختلاف بين السنة والشيعة , والاختلاف بين الحكام والشعوب , والاختلاف بين حكومتي ( الأتراك والفرس ) في ذلك الحين , والاختلاف بين العشائر , والاختلاف بين علماء الدين والحكومة .
2- ومن نقاط الضعف أيضا ً : الجهل والأمية التي تكاد تستوعب كل المسلمين الا ماندر ( في ذلك الوقت ) .
3- خمول الروح وذبول المعرفة وفقدان الوعي .
4- ترك الدنيا كلية ً والتعلق بالآخرة والعمل لها وحدها .
5- دكتاتورية الحكام والاستبداد الشامل .
6- عدم أمن الطرق وانقطاع المواصلان الا القليل ( طبعاً في ذاك العهد ) .
7- تدهور الصحة العامة فيهم : حتى أن وباء الطاعون والوباء أو الأوبئة آنذاك يجتاحان البلاد ويوديان بحياة عشرات الألوف في كل وجبة .
8- خراب البلاد ويباب الصحارى وانسداد الأنهر وقلة المزارع .
9- الفوضى في كل شؤون الإدارة فلا نظام ولامقاييس ولاموازين ولاقوانين , فإنهم وإن كانوا كثيري الاعتزاز بالقرآن إلا أن العمل بقوانينه يكاد يكون معدوماً . ؟
10- تدهور الاقتصاد تدهوراً مشيناً فالفقر ضارب بأجرانه في كل مكان .
11- عدم وجود جيوش نظامية بمعنى الكلمة وعدم وجود السلاح الكافي ورداءة الموجود منه .
12- احتقار المرأة وهضم حقوقها .
13- الوساخة والقذارة في الأسواق والشوارع والأجسام وكل مكان .
وقد كان الكتاب يذكر بعد كل نقطة ضعف أن قانون الإسلام هو عكس ذلك وأنه من اللازم إبقاء المسلمين على جهلهم حتى لاينتبهوا الى حقيقة دينهم فقد ذكر الكتاب أن ان الإسلام :
1- يأمرهم بالاتحاد والألفة ونبذ الفوارق ..ففي القرآن : واعتصموا بحبل الله جميعاً .
2- ويأمرهم بطلب العلم ففي الحديث ( طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة
3- يأمرهم بالوعي .
4- ويأمرهم بطلب الدنيا .
5- ويأمرهم بالمشورة .
6- ويأمرهم بتأمين السبل .
7- ويأمرهم بمعاهدة أبدانهم وصحتهم .كما يأمرهم بالنظافة*النظافة من الإيمان
8- ويأمرهم بالعمران وقوة الاقتصاد.
9- ويأمرهم بالنظام .
10- ويأمرهم بقوة الجيش والسلاح .
11- ويأمرهم باحترام المرأة ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ) .
12- ويأمرهم بالمساواة بين الناس فهم لايعيرون اهتمام بالقوميات , والإقليميات واللغات والألوان .
13- ويحرم عندهم الربا والاحتكار والبغاء والخمر ولحم الخنزير .
14- ويتعلقون بعلمائهم .
15- ويوجبون الجهاد .
16- يرى أهل الشيعة بأن الإسلام يعلو ولايعلى عليه .
17- يمارسون العبادات ( الصلاة – الصوم – الحج ) ..الخ ممارسة شديدة
18- وجوب إعطاء الخمس بدفعه الى علمائهم .
19- يتمسكون بالعقيدة الإسلامية تمسكاً شديداً .
20- يربون أولادهم تربية دقيقة على طريقة الآباء والأجداد حتى ليستحيل الفصل بينهم .
21- المرأة عندهم في حجاب شديد حتى لايمكن تسريب الفساد اليها
( بالنسبة لكافة المسلمين ) .
22- وعندهم صلاة الجماعة التي تجمعهم في كل يوم عدة مرات .
23- وعندهم المقابر للنبي وآله والصالحين فتكون مركز تجمعهم وانطلاقهم ..
24- وفي أوساطهم كثرة من المنتسبين الى الرسول فتذكر بالرسول , ويجعل الرسول حيا ً في أعينهم .
25- وعند أهل الشيعة الحسينيات التي تجمعهم في مواسم خاصة فيقوي الواعظ الإيمان في نفوسهم ويحرضهم على العمل الصالح .
26- وعندهم يجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
27- وعندهم استحباب الزواج وكثرة النسل وتعدد الزوجات .
28- وعندهم من هدى انسانا ً الى الإسلام كان له خير من أن يملك الدنيا .
29- وعندهم أن من سن سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها .
30- وعندهم تقييم كبير للقرآن والحديث وإتباعهما يوجب الجنة والثواب ..
يضيف همفرت هذا أن الكتاب الذي أعطاه اياه سكرتير وزير المستعمرات يوصي بتوسيع نقاط الضعف وطمس وتشويه نقاط القوة أو الايجابيات , وذكر الكتاب الأدلة والوسائل الكافية لتحقيق ذلك .
ومن بينها أن الكتاب يشير الى مايمكن عمله من أجل توسيع نقاط الضعف :
1- إن الاختلافات يمكن تركيزها بتكثير سوء الظن بين الفئات المتنازعة ونشر الكتب التي تطعن في هذه الفئة أو تلك . وأنه يتوجب بذل المال الكافي في سبيل التخريب والتفرقة .
2- والجهل يمكن إبقاؤهم عليه بالمنع عن فتح المدارس ونشر الكتب وإحراق مايمكن إحراقه من الكتب وصرف الناس عن إدخال أولادهم في المدارس الدينية بتلفيق الاتهامات ضدها .
3- ويمكن إبقاؤهم في حالة اللاوعي بتزيين الجنة إمامهم وإنهم غير مكلفين في الحياة الدنيا وتوسيع حلقات التصوف , وترويج الكتب الآمرة بالزهد مثل كتاب ( إحياء العلوم ) للغزالي , ومنظومات (المثنوي) وكتب ( ابن عربي ) .
4- ويمكن تقوية ديكتاتورية الحكام ببيان ( أنهم ظل الله في الأرض ) وأن ابابكر وعمر وعثمان وعلي وبني أمية وبني العباس كلهم جاؤوا الى الحكم بطريق القوة والسيف وحكموا فرديا ً . وكل ذلك دليل على أن الحكم في الإسلام ديكتاتوري .
5- ويمكن الإبقاء على عدم أمن السبل بالهاء الحكام عن معاقبة اللصوص وتقوية جانب اللصوص وإعطائهم السلاح وإغرائهم بالعمل المستمر في طريق اللصوصية والغش .
6- ويمكن البقاء على حالتهم اللا صحية بنشر مذهب ( القدر ) فيهم وان كل ذلك من الله , فلا فائدة من العلاج , ألم يقل الله في القرآن ( الذي هو يطعمني ويسقيني وإذا مرضت فهو يشفيني ) كما قال ( والذي يميتني ثم يحييني ) فالشفاء بيد الله والموت بيد الله فلا سبيل للشفاء الا بارادته ولامهرب من الموت الذي هو قضاء الله وقدره .
7- الإبقاء على الخراب واليباب يمكن بما ذكر في البندين الثالث والرابع .
8- ويمكن الإبقاء على الفوضى ببيان أن الإسلام دين العبادة ولانظام فيه ولذا لم يكن لمحمد ولا لخلفائه وزراء ولاأنظمة ولاإدارات ولا قوانين .
9- أما تدهور الاقتصاد فهو نتيجة طبيعية لما تقدم من التدهورات ويمكن زيادته بإحراق المحاصيل , وإغراق البواخر التجارية وإحراق الأسواق وكسر السدود باستيلاء الماء على المزارع وعلى البلاد والقاء السم في المشارب العامة .
10- ويمكن الهاء الحكام في الفساد والخمر والقمار وبتبذير الأموال في الأمور الشخصية لكي لايبقى المال الكافي للسلاح والأرزاق والجيش .
11- ويمكن إشاعة أن الإسلام احتقر المرأة ..أليس في القرآن ( الرجال قوامون على النساء ) وأليس في السنة ( المرأة شر كلها ) .
12- أما الوساخة والقذارة فهي نتيجة طبيعية لشح الماء فاللازم الحيلولة دون زيادة الماء في البلاد بأي اسم كان .
أما ماأوصى الكتاب به عن طمس نقاط القوة ..منها مايلي :
1- لزوم إحياء النعرات القومية والإقليمية واللغوية واللونية وغير ذلك بين المسلمين , كما أوصى بلزوم جلب اهتمام المسلمين إلى سوابق حضارات بلادهم , وأبطال شخصياتهم قبل الإسلام , كإحياء الفرعونية في مصر , وإحياء الثنوية في فارس , وإحياء البابلية في العراق ( الى آخر القائمة الطويلة التي وضعها الكتاب بهذا الشأن ) .
2- كما يلزم إشاعة الأمور الأربعة التالية : الخمر والقمار والبغاء ولحم الخنزير جهراً أو سراً , ثم أوصى الكتاب بلزوم التعاون الوثيق بين اليهود ومن يمكن استدراجه من النصارى والصابئة والمجوس الذين يقطنون بلاد الإسلام في سبيل إحياء هذه الأمور وتخصيص (مرتبات من خزينة وزارة المستعمرات) لهؤلاء الذين يكلفون بنشر هذه الأمور بين المسلمين وزاد على ذلك بجوائز مغرية لمن يوسع دائرة هذه الأمور الأربعة أكثر من غيره .. وأوصى الكتاب بلزوم حماية ممثلي حكومة بريطانيا الذين يعملون في هذا المجال ( حماية سرية أو علنية ) وبذل الجهود لإنقاذ كل من يقع منهم تحت وطأة العقاب . كما أوصى الكتاب بنشر ( الربا ) بكل صوره .. فهو اضافة الى أنه يهدم الاقتصاد الوطني يدفع بالمسلمين الى الجرأة على خرق نواهي القرآن ..ومن يخرق قانوناً يسهل عليه خرق بقية القوانين ... وقد أوصى الكتاب بأن يبين للمسلمين أن الحرام هو ( الربا المضاعف ) حيث يقول القرآن ( لاتأكلوا الربا أضعافاً مضاعفة ) وليس الربا بكافة صوره حراماً .
3- كما يجب تضعيف صلة المسلمين بعلمائهم وذلك بإلصاق التهم للعلماء وإدخال بعض العملاء في زي ( العلماء ) ثم يرتكبون الجرائم ليشتبه كل رجل دين عندهم بأنه عالم أو عميل . ومن المؤكد أن إدخال أمثال هؤلاء العملاء في الأزهر – والاستانه – والنجف – وكربلاء . ومن طرق تضعيف صلة المسامين بعلمائهم ..فتح مدارس لدراسة أطفالهم بواسطة عملاء الوزارة ليربوا هؤلاء الأطفال على كره العلماء وعلى كره ( الخليفة ) آنذاك وذكر مساوئه وانشغاله بالملذات وصرف أموال الشعب في الفساد والترف , فهو بالتالي ليس خليفة الرسول .
4- ويلزم التشكيك في أمر الجهاد , وانه كان أمراً وقتياً انقضى بانقضاء زمانه .
5- والواجب التشكيك في العقيدة وتوهين صلة المسلمين بها واتهام الإسلام بأنه دين التخلف والفوضى ولهذا تخلفت بلاد الإسلام وساد فيها الاضطراب والسرقة .
6- الواجب الفصل بين الآباء والأبناء حتى يخرج الأبناء عن طاعة الآباء وعند ذلك تكون تربية الأبناء بأيدينا نحن واذا خرجوا عن نطاق تربية الآباء لابد وأن ينفصلوا العقيدة والتوجيه الديني , وعن الصلة بالعلماء .
7- ويجب تحطيم صلاة الجماعة بحجة فسق الإمام وإظهار مساوئه وإثارة البغضاء بين الإمام وبين المصلين بكل الوسائل والسبل .
8- أما المقابر فاللازم هدمها بحجة أنها لم تكن في عصر النبي وانها بدعة كما أن اللازم صرف الناس عن زيارة المقابر وخاصة قبر الرسول بالتشكيك في كون هذه المقابر الموجودة هي للنبي والأئمة والصالحين , فالنبي دفن عند قبر أمه .. وابوبكر وعمر دفنا في البقيع وعثمان قبره مجهول وعلي دفن في البصرة أما في النجف فهو قبر المغيرة بن شعبة والحسين دفن رأسه في
( حنانه ) وجسده مجهول قبره . وفي الكاظمية قبر الخليفتين لاقبر الكاظم والجواد من آل الرسول , وفي سامراء قبور بني العباس وليست قبور الهادي والعسكري والمهدي من آل البيت . والبقيع يجب تسويتها بالأرض كما يجب هدم كل القباب والأضرحة الموجودة للمسلمين في بلادهم .
9- أما آل الرسول , فاللازم الطعن في نسبهم والتشكيك في انتسابهم الى الرسول واللازم تلبيس غير آل الرسول بالعمامة السوداء والخضراء ليختلط الأمر على الناس ويسيئوا الظن بآل الرسول , ويشكوا في نسبهم , كما أن اللازم نزع العمائم عن رؤوس رجال الدين والسادة ليضيع نسب آل الرسول ولكي لايتلقى رجال الدين الاحترام من الناس .
10- والحسينيات يجب هدمها واتهامها بأنها بدعة وضلالة وانها لم تكن في عهد الرسول وخلفائه كما يجب منع الناس عن ارتيادها بكل الوسائل ويجب تقليل الخطباء وجعل ضرائب خاصة على الخطابة يدفعها الخطيب وصاحب الحسينية .
11- يجب تحديد النسل وان لايتزوج الرجل أكثر من زوجة واحدة ووضع القيود على الزواج مثل أنه لايحق لعربي أن يتزوج فارسية وبالعكس ولالتركي أن يتزوج عربية وبالعكس .
12- ويجب أن يمنع منعاً باتاً التبشير بالدين الإسلامي وإشاعة أن الإسلام دين قومي ولذا قال القرآن ( وإنه لذكر لك ولقومك ) .
13- السنن الحسنة يجب تضييق نطاقها وجعل أمرها بيد الدولة حتى أنه لايحق لأحد أن يبني مسجداً أو مدرسة أو ميتماً أو غير ذلك من السنن الحسنة والصدقات الجارية .
14- ويلزم التشكيك بالقرآن ونشر نسخ قرآن مزيفة فيها زيادات ونواقص بحجة أن القرآن زيد فيه أو أنقص منه .. وإسقاط الآيات التي تؤنب اليهود والكفار , وإسقاط آيات الجهاد والأمر بالمعروف وترجمة القرآن الى اللغات المحلية كالتركية والفارسية والهندية والمنع عن تلاوة القرآن العربي في غير بلاد العرب . كما يجب منع الأذان والصلاة والدعاء باللغة العربية في غير بلاد العرب وكذلك من الضروري التشكيك بالأحاديث وأن يجري تحريفها وتزييف كما القرآن . من تحريف وترجمة وطعن .
- ينهي همفر حديثه عن الكتاب الذي ألزموه بدراسته بأنه رائعاً جداً وأنه كان يحمل عنوان ( كيف نحطم الإسلام ) وكان أفضل برنامج لعملي المستقبلي على حد تعبيره ويضيف أن السكرتير قد قال له حين إرجاع الكتاب وإعرابه عن الإعجاب بمضمونه (اعلم أنك لست في الميدان وحدك بل هناك جنود مخلصون يعملون نفس عملك والذين جندتهم الوزارة الى الآن لهذه المهمة هم أكثر من خمسة آلاف شخص وتفكر الوزارة للوصول بهذا العدد الى مائة ألف وأنه يوم يصلون الى هذا العدد , فانه سيكون اليوم الذي يستولون فيه على المسلمين كافة ويكونوا قد نسفوا الإسلام وبلاده نسفاً كاملاً وأردف السكرتير قائلاً : إنني أبشرك بأن أقصى حد تحتاجه الوزارة لإكمال هذه الخطة هي قرن من الزمان ولو لم نصل نحن فإن أبناؤنا سوف يرون ذلك بأم أعينهم وماأروع المثل القائل ( غيري زرع فأكلت وأنا أزرع حتى يأكل غيري ) .
* ( لو عدلنا في البند 2 من حيث أكل لحم الخنزير يمكنك عزيزي القاريء أن تتأكد من مدى تطابق هذه البنود مع ماقامت الوهابية وسلوكياتها في المنطقة من حيث نشر الحقد المذهبي والطائفي وتشويه وتحريف العقائد ونشر التكفير واستباحة دماء من يختلف معهم )
من خلال مقارنة ماجاء في مذكرات ( همفر ) ومافعلته الوهابية فيما بعد ..يتأكد لنا أن الوهابية تقوم بدور مرسوم ومحدد لها مسبقا ً وهذا الدور رسمته المخابرات البريطانية أساساً ثم تبنته فيما بعد المخابرات الأمريكية بالتعاون مع البريطانية ويمكننا بكل ثقة أن نضيف اليها الموساد . ذلك أن الوهابية كانت تمهيد لفكر ديني منحرف متزمت تكفيري يبرر وجود دولة دينية عنصرية في المنطقة وهي اسرائيل .
ويتضح أن ماتفرزه الوهابية من انماط سلوك وفكر شاذ يتطابق تماماً مع العقيدة التلمودية المخالفة لكافة العقائد والشرائع السماوية والأخلاقية .
فالوهابية .. شوهت العقائد السماوية . .. وتقف موقفاً معاكساً للأعراف الانسانية والأخلاق النبيلة . وهي تختلق تصورات في السلوك يأنفها الانسان حتى ولو كان انسان الغابة الذي لم يلتق بالحضارة بعد . كذلك التلمودية وبشكل متطابق والتي ترى في الآخرين مجرد بهائم أو ( جوييم ) يحق لها أن تفعل بهم ماتشاء ذلك أنهم أدنى منها . كان الأسلوب الذي اتبعته الوهابية في تشويه صورة الإسلام في الفكر الإنساني مما تعجز عنه أعتى الشياطين فهي قد فرغته من أي مضمون أخلاقي إنساني . ثم حرفت معاني القرآن ومهدت لذلك باختلاق مرويات وأحاديث لم تخطر على بال صانعيها ( من المخابرات المعادية ) والمصيبة أنه وتحت مزاعم الحرية سمحت لهؤلاء الوهابيين في النشاط ضمن الدول الغربية ليؤلبوا كافة الشعوب التي لم تكن تملك فكرة كافية عن الإسلام الى الانتقال من حالة الجهل بالإسلام الى معاداته وكراهيته . في عملية تمهيد لحالة عنصرية بدأت تظهر بوادرها ...
يقول همفر : أن سكرتير وزير المستعمرات قد أطلعه على السر الثاني ولم يكن هذا السر الا وثيقة من خمسين صفحة تتعرض للخطط الرامية الى تحطيم الإسلام والمسلمين خلال قرن واحد
والوثيقة كانت موجهة الى الرؤساء العامين العاملين في الوزارة لأجل ذلك وهي مركبة من أربعة عشر بنداً رئيسيا ً وقد حذرت الوثيقة من الفشل وأمرت بكتمانها أشد الكتمان لكي لاتوضع الخطط المضادة لها وتتجلى هذه البنود في :
1- التعاون الأكيد مع قياصرة روسيا للاستيلاء على المنطقة الإسلامية من بخارى الى أطراف البلاد المحاددة لروسيا .
2- التعاون الأكيد مع فرنسا وروسيا في وضع خطة شاملة لتحطيم العالم الإسلامي من الداخل والخارج ( لم تكن الولايات المتحدة قد ظهرت على المسرح السياسي الدولي بعد ) .
3- إثارة النزاعات الشديدة بين الدولتين العثمانية والفارسية وإذكاء نار الطائفية والعرقية بين الجانبين , وإشعال النزاعات بين كل متجاورين من القبائل والشعوب وإحياء المذاهب الدينية حتى البائدة منها وإثارة النزاعات بينها .
( وهذا مايحدث الآن ) .
4- تفتيت المنطقة عرقياً وطائفياً وخلق دولاً لكل تجمع من التجمعات الدينية – المذهبية – العرقية والبدء بتقسيم الدولة العثمانية الى دول كثيرة ومتعددة تحت شعار الاستقلال والحرية وبشكل لايعود فيه هذا التقسيم الى التلاحم والتوحد . ومد هؤلاء الذين يقفون خلف التقسيم بالمال والسلاح اللازم والخطط والخبرات لتكريس هذا التمزق ( وهنا يقصد البلاد العربية تحديداً ) . ( وهم الآن يقسمون المقسم ويصعدون الحالة الطائفية والعرقية والمذهبية ) .
5- التخطيط لتبضيع الدولتين التركية والفارسية الى أكبر عدد ممكن من الحكومات المحلية الصغيرة المتنازعة كما هو الحال في الهند آنذاك . استناداً لقاعدة ( فرق تسد ) . ( تم تفتيت الدولة العثمانية )
6- (هنا الأهم ) .. زرع الأديان والمذاهب المزيفة في جسم تلك الشعوب وبتخطيط دقيق بحيث يتلائم كل دين دن الأديان المزيفة مع هوى مجموعة من أهل البلاد .. مثلا ً .. زرع أربعة أديان في جسم الشيعة وجعل المذاهب السنية الأربعة أدياناً مستقلة لارابط بينها والدس في كتبها حتى ترى كل فئة أنهم المسلمون فقط وأن ماعداهم كفار يجب قتلهم وإبادتهم . ( الوهابية حالة صارخة )
7- نشر الفساد بين هذه الشعوب باشاعة الزنا واللواط والخمر والمخدرات والقمار ..الخ . وكافة أشكال التحلل والتفلت الأخلاقي والاجتماعي الاهتمام بزرع الحكام الفاسدين في البلاد بحيث يكونون آلة بيد الوزارة يأتمرون بأوامرها ويسربون مآربنا الى الشعوب . لذا من الضروري إدخال أفراد في الاسلام في أي صورة وإيصالهم الى سدة الحكم أو الوزارات والدواوين لتطبيق خططنا . ( لنستعرض حالة الأنظمة العربية وسوف يتأكد ذلك ) .
8- العمل على القضاء على اللغة العربية ونشر اللغات المختلفة المحلية وتشجيع اللهجات المحلية لتحل بديلاً عن الفصحى . ( هذه الظاهرة بدأت في لبنان على يد فريق من زاعمي الثقافة ) .
9- زرع العملاء حول الحكام وإيصالهم الى مراتب المستشارين لهم حتى يتسنى لنا النفوذ الدائم عبرهم ومن خلالهم . ومن أفضل السبل لذلك النساء من ذوات الكفاءة العالية من خلال علاقات مع ابناء الحكام وذوي الرأي ليهم حتى يتقربوا من الحكام تدريجياً . على أن يتم اعدادهن بإشراف الوزارة . وحتى يتمكن قسم منهن أن يكونوا امهات حكام المستقبل ومستشاريهم . ( هذه الظاهرة منتشرة في السعودية والخليج بشكل فاقع ) .
10- توسيع نطاق التبشير الديني بادخال المبشرين في كل الجوانب خصوصاً . المحاسبين – الأطباء – المهندسين – وما الى ذلك وزرع وتوسيع المدارس الدينية , والمصحات ودور الكتب , والجمعيات الخيرية في طول البلاد وعرضها ونشر ملايين الكتب المحرفة الدينية في أوساط المسيحيين والمسلمين مجاناً وبلا عوض والاهتمام بتحريف التاريخ المسيحي الى جانب الإسلامي , وزرع الجواسيس في الأديرة والصوامع باسم الرهبنة تكون مهمتهم تسهيل الاتصالات والتحركات واستطلاع هذه الشعوب وأوضاعها , كما أنه يتوجب تكوين جيش كثيف من العلماء متخصصين بتشويه التاريخ والدس في الكتب وبذلك نزرع بذور الشك والخلاف بين الأديان والطوائف . ( تأكد ذلك من خلال استعراض وضع المنطقة عبر أكثر من قرن عبر مذاهب مسيحية برزت بشكل مختلف عن المسيحية الأصيلة . وجاء سلوك الوهابية في الدس والتحريف والاختلاق مؤكدا ً ) .
11- تمييع الشباب أولاداً وبناتاً . وتشكيكهم في معتقداتهم وإفساد أخلاقهم عبر المدارس التي ننشؤها والكتب والنوادي والنشرات والأصدقاء الذين يهيئون لهذا الشأن . ومن الضروري تكوين جمعيات سرية لتكون مصائدا ً للشباب .( هذا مايحدث فعلا ً على أرض الواقع ودون توقف ) .
12- إشعال الحروب والثورات الداخلية والحدودية بين هذه الشعوب ..مسلمين وغير مسلمين وبين المسلمين أنفسهم عرباً وغير عرب , لتستنفذ قواهم وتشغلهم عن التفكير في التطور والتقدم , ولتستنزف طاقاتهم الفكرية ومواردهم المالية وتفني شبابهم ذوي النشاط منهم وتنشر الفوضى والإرباك والشغب بينهم . ( لنستعرض الواقع عبر نصف قرن ونتأكد ) .
13- تحطيم كل أشكال وأنواع اقتصادياتهم من زراعة ومعاش وطمس الأنهر وتخريب السدود والسعي لتفشي البطالة فيهم بتنفيرهم من العمل , وفتح محلات للبطالة ( دور تسلية ) وتكثير مدمني المخدرات بكافة أشكالها .
- يشير همفر الى أن هذه البنود كانت مشروحة شرحا ً وافياً ومزودة بالخرائط والصور والأشكال . ...
يتابع همفر : ثم وصلت الأوامر له لإكمال الشوط مع محمد عبد الوهاب وقد أمره السكرتير ألا يفرط بحقه ولو ذرة بسيطة حيث قال ( أنه حصل من العملاء عبر مختلف التقارير الواردة منهم على أن الشيخ هو أفضل شخص يمكن الاعتماد عليه ليكون مطية لمآرب الوزارة ) . وأضاف السكرتير أنه يتوجب التحدث مع الشيخ ( محمد بن عبد الوهاب ) بصراحة وأن عميل الوزارة في أصفهان قد تكلم معه بصراحة وأن الشيخ قد قبل العرض على شرط أن يحفظوه من الحكومات ومن العلماء الذين لابد وأن يهاجموه بكافة السبل حينما يظهر أفكاره وآراؤه علنا ً وأن يزودوه بالمال الكافي والسلاح اذا اقتضى الأمر , وأن يجعلوا له إمارة ولو صغيرة في أطراف بلاد ( نجد ) وقد قبلت الوزارة بكل ذلك . ...
- يعلق ( همفر ) هنا ..قائلا ً .. بأنه كاد يخرج من جلده فرحا ً بهذه الأنباء , وقد سأل سكرتير الوزارة عن العمل الآن .. وبماذا يكلف الشيخ , ومن أين يبدأ .. فقال السكرتير أن الوزارة قد وضعت خطة دقيقة ومحكمة لكي ينفذها الشيخ وهي :
1- تكفير كل المسلمين وإباحة قتلهم وسلب أموالهم , وهتك أعراضهم , وبيعهم بأسواق النخاسة ( بقيت النخاسة في السعودية الى وقت قريب ) والإفتاء بحلية جعلهم عبيدا ً ونساؤهم جواري . ( لاحظ الفتاوى التي ينشرونها سرا ً وعلنا ً وكلها تصب في هذا السياق ) .
2- هدم الكعبة تحت فتوى أنها آثار وثنية ان أمكن ومنع الناس عن الحج واغراء القبائل بسلب الحجاج وقتلهم .
3- السعي لخلع طاعة الخليفة ( آنذاك ) والإغراء بمحاربته وتجهيز الجيوش لذلك , ومن اللازم أيضا ً محاربة ( أشراف الحجاز ) بكل الوسائل الممكنة , والتقليل من نفوذهم .
4- هدم القباب والأضرحة والأماكن المقدسة عند المسلمين في مكة والمدينة وسائر البلاد التي يمكنه ذلك فيها باسم أنها وثنية وشرك والاستهانة بشخصية النبي ( محمد ) وخلفائه ورجال الاسلام بما يتيسر .( لاحظ أن ذلك هو من أهم أسس الوهابية فهم قد أخرجوا أحاديثا ً محرفة تنهي عن بناء القبور )
وهم أي الوهابية يقولون عن الرسول ( ص )( أنه رجل ومات / ريال ومات /. أي أنه عادي جدا ً . كأي رجل آخر. ) .
5- نشر الفوضى والإرهاب في البلاد حسب مايمكنه ذلك . ( لاحظ مايجري الآن على صعيد المنطقة وكيف يتم نشر الإرهاب التكفيري برعاية أمريكية إسرائيلية )
6- نشر قرآن فيه التعديل الذي تداولته الأحاديث من زيادة ونقص .( تم اكتشاف نسخة محرفة مؤخرا ً وجرى سحبها من التداول , خشية ردود فعل أكبر مما هو متوقع ) .
يقول ( همفر ) أن السكرتير قد قال له بعد أن أطلعه على هذا البرنامج : لايهولنك هذا البرنامج الضخم فان الواجب علينا أن نبذر البذرة وستأتي الأجيال اللاحقة لتكمل المسيرة , وقد اعتادت حكومة بريطانيا العظمى على النفس الطويل والسير خطوة خطوة وهل ( محمد ) النبي إلا رجل واحد تمكن من ذلك الانقلاب المذهل فليكن محمد عبد الوهاب مثل نبيه محمد .. ليتمكن من هذا الانقلاب المنشود .
بعد ذلك يتحدث همفر عن سفره الى الشرق حيث زار في البصرة منزل ( عبد الرضا ) والذي سلمه رسالة له كان قد أودعها محمد عبد الوهاب يبلغه فيها هذا الأخير أنه في نجد وتضمنت عنوانه هناك . فغادر همفر على الفور الى نجد . وبعد سفرة مضنية وصل الى العنوان والتقى محمد عبد الوهاب في داره هناك وقد بانت عليه آثار الضعف , .. يؤكد أنه لم يبح له بشيء مما يعرف .. وقد تبين له أن الضعف بسبب الزواج وأنه ( أي محمد عبد الوهاب ) ينهك قواه مع زوجته , فنصحه بالإقلاع وقد سمع نصيحته , وصار القرار أن يجعل همفر من نفسه ( عبدا ً ) له قد اشتراه من السوق وأن يعلن هناك أن العبد قد وصل الآن من السفر , وهكذا كان , فاشتهر عند أصدقائه بأنه عبد اشتراه وكان في سفر قد أمره به وقد عاد منه الآن , وقد عرف همفر بهذه الصفة . وتمت تهيئة الظروف لاعلان الدعوة . وبعد أن أحس بقوة عزيمته , وقد جمع حوله أنصارا ً لابأس بهم فأظهر الدعوة بكلمات مبهمة وألفاظ مجملة لأخص خواصه , ثم جعل يوسع من رقعة الدعوة .
يضيف همفر قائلا ً : أنه قد قام بجمع عصابة شديدة المراس حول الشيخ محمد عبد الوهاب . وتم تزويد هذه العصابة بالمال , وكان يشد من عزيمتهم كلما أحس بهم خورا ً وذلك من أجل مهاجمة الأعداء , وكلما أظهر الدعوة أكثر ازداد عدد أعدائه , وبدا أحيانا ً أنه كان يريد التراجع بسبب ضغط بعض الشائعات ضده , لكنه كان يشد من عزيمته ويقول له أن النبي ( محمد ) لاقى أكثر من ذلك وأن هذا هو طريق المجد وأن كل مصلح لابد وأن يلاقي العنت والإرهاق .
وهكذا استمروا مابين كر وفر , وأنه قد وضع حول أعداء الشيخ جواسيس تم شراؤهم بالمال , فكلما أرادوا التحرك ضده وإثارة فتنة يخبرهم الجواسيس بذلك وهكذا يقومون بإحباط خططهم , وذات مرة أراد أعداؤه اغتياله فوضع همفر الترتيبات اللازمة لإحباط الخطة , ولما ظهر قصد أعدائه انقلبت الخطة عليهم وصار الناس ينفرون منهم .
يضيف همفر أن الشيخ قد وعده بتنفيذ كل الخطط الا أنه قال : أنه لايتمكن في الوقت الحاضر إلا على الاجهار ببعضها , وهكذا كان . وقد استبعد الشيخ قدرته على
( هدم الكعبة ) عند الاستيلاء عليها , كما لم يبح عند الناس بأنها وثنية وكذلك استبعد قدرته على صياغة القرآن بشكل محرف , وكان أشد خوفه من السلطة في مكة وفي الاستانه ( آنذاك ) , وكان الشيخ محمد يقول أنه اذا ماتم الاجهار بهذين الأمرين فأنه سيتم تجهيز جيوش لاقبل لهم بها , وأنه أي همفر قد قبل منه هذا العذر لأن الأجواء لم تكن مهيأة بالفعل .
بعد سنوات من العمل تمكنت الوزارة من جلب ( محمد بن سعود ) الى جانبهم فأرسلت الوزارة رسولا ً الى همفر يبين له ذلك ويظهر وجوب التعاون بين المحمدين ( محمد بن عبد الوهاب ) ممثلا ً للدين و ( محمد بن سعود ) ممثلا ً للسلطة . ليستولوا على قلوب الناس وأجسادهم , فان التاريخ ( على حد قوله ) قد أثبت أن الحكومات الدينية أكثر دواما ً وأشد نفوذا ً وأرهب جانبا ً .
وهكذا كان وبذلك قوى جانبهم قوة كبيرة وإنهم قد اتخذوا من (الدرعية) عاصمة للحكم الجديد وللدين الجديد وكانت الوزارة تزود هذه الحكومة سرا ً بالمال الكافي كما اشترت الحكومة الجديدة في الظاهر عبيدا ً كانوا في الحقيقة من خيرة ضباط الوزارة الذين دربوا على اللغة العربية والحروب الصحراوية فكان همفر وإياهم
( وعددهم إحدى عشر ) يتعاونون على وضع الخطط اللازمة وكان المحمدان ( عبد الوهاب وسعود ) يسيران وفق هذه الخطط , وكثيرا ً ماكانوا يناقشونها سوية مناقشة موضوعية , اذا لم تكن تتضمن أمرا ً خاصا ً بالوزارة .
ينهي همفر الموضوع أو ( مذكراته ) قائلا ً أنهم جميعا ً قد تزوجوا من بنات العشائر , وإنهم قد أعجبوا بإخلاص المرأة المسلمة لزوجها , وبذلك اشتبكت أواصر الصداقة بينهم وبين العشائر أكثر فأكثر وأن الأمر أصبح يسير من حسن الى أحسن , والمركزية تقوى بمرور الوقت وينهي بالجملة التالية قائلا ً : أنه اذا لم تقع كارثة ما مفاجئة..؟ فإن البذرة مرشحة لأن تنمو ..وتنمو حتى تؤتي بالثمار المطلوبة .. انتهى .
.. بعد كل ذلك وبعد كل هذه المذكرات التي تبين حقيقة الوهابية .. نستغرب كيف أنه يمكن أن يكون هناك عاقلا ً يتمتع بالحد الأدنى من الفهم والوعي قد يؤمن بهؤلاء وبحقيقة إسلامهم .. مع افتقارهم للحد الأدنى من الأخلاق .. أو بأي من الجوانب الانسانية التي يجب أن يتحلى بها حتى الانسان البدائي .. ومن قرأ التلمود وأجرى مقارنة بسيطة يتضح له مقدار مانهل هؤلاء من التلمود ومازالوا .. وهذا هو الباعث لديهم على احتقار كافة الأديان والمذاهب وكافة العقائد ذات الطابع الأخلاقي والبعد الإنساني . فهم قد ضخوا في هذه المجتمعات :
1- الأحقاد المذهبية والطائفة . وهم يتلونون بسهولة , لغاية تمرير أفكارهم ومخططاتهم .
2- قدموا للعالم أسوأ صورة عن الاسلام .. من خلال مزاعم تافهة عن التمسك بالسنة وهي صور محرفة تم إخراجها من قبلهم .. فهم يشجعون على مايسمونه بالزهد زاعمين تقليد النبي والصحابة .. فترى واحدهم يتنقل بلحية تنمو بعشوائية وثياب قذرة ومسواك يمصمص فيه في الطريق .. ويتجشأ بشكل مقرب ويشرب الماء وهو يمصمص .. زاعما ً أن كل ذلك هو سنة .. وهو لاعلاقة له بالسنة فالنبي الكريم كان سيد النظافة والأناقة في عصره .. يحب التطيب واظهار النعمة . مع ذلك فإنهم يزعمون أن هذه الأشكال القميئة تعبر عن السنة .. أية سنة ..؟
3- يروون أحاديثا ً تظهر أن النبي الكريم يفتقد الى الحدود العادية من الذكاء وسرعة البديهة .. بل وأنه بحاجة لمن يفصل في نزاع له مع آخرين .. وأنه يحتاج لحماية أناس عاديين قياسا ً به .
4- هذه الفتاوى التي يخرجونها بين الفينة والأخرى عن استباحة دماء وأعراض وأموال الآخرين .. وأنها تدخل الجنة . ؟؟؟؟
5- يختلقون أحاديثا ً حسب المناسبة .. ويحملون النص مالايحتمل .
- اذا ً هذه هي الوهابية وهذا هو دورها المرسوم لها الذي يهدف الى تفتيت هذه المنطقة واثارة كل النزاعات فيها من طائفية ومذهبية وعرقية ..الخ وتشويه الإسلام وتقديم صورة متخلفة همجية عن المسلمين . وبث الأحقاد بين أتباع الأديان السماوية
- هم يحملون فكرا ً متطابقا ً مع الفكر التلمودي وينهلون منه .. وقياداتهم تقوم بدور الحاخامات التلموديون تماما ً حتى أنهم ذهبوا الى حد التطابق من حيث الشكل الخارجي .
- ( انتهى )
- المصادر : مذكرات مستر همفر .
- الانسكلوبيديا .
- مجموعة مجلات تعود لعام 1932 . باسم كل شيء والدنيا صادرة عن دار روز اليوسف .
- مقالات مختلفة .

 

(220)    هل أعجبتك المقالة (270)

خليل صارم

2007-09-25

لم أفهم عن أية سرقة تتحدثون عنها .. وماسر اعادة نشر هذا المقال الذي نشرته منذ أكثر من سنة في عدة نوافذ ومنها الحوار المتمدن الذي نشرته فيها على عدة أجزاء . كما تداولته الكثير من النوافذ . شو القصة .. لم أفهم ..؟!!!!!!!!!.


............

2007-09-30

يعني أنا أصدق همفرت وأكذب محمد بن عبد الوهاب..شي غريب مو هيك. وبعدين الرجل أقصد محمد بن عبد الوهاب عندو كفير كتب مو لو قرأها كاتب هذا المقال كان استطاع لوحده أن يفهمنا الكاذب من الصادق ولو على اساس أنو الكتاب بعرضوا التوازن في الكتابة...ما في غير هجوم بالمقال وين دفاع الطرف الآخر ولا غلطان أنا.


خليل صارم

2007-10-01

الموضوع هو عبارة عن مذكرات نشرها الجاسوس الانكليزي الملقب ( مستر همفر ) . ومن قال لك انني لم أقرأ كل فتاوى محمد بن عبد الوهاب وأئمة مذهبه .. ولم أجد فيها سوى التطابق التام مع ماجاء في هذه المذكرات .. ولكي أهون الأمر عليك أدخل محرك البحث جوجل ثم ابحث عن الوهابية ..؟ ألم يقل الغزالي أن المذهب دين مبدل . التشدد في الدين ممنوع بنص القرآن الكريم فمابالك اذا كان هذا التشدد مبنياً على تحريف وتأويلات غريبة عجيبة لاتمت للرسول الكريم بصلة . مع احترامي لرأيك ووجهة نظرك . .


ابو محمد

2018-01-11

لا سامحك الله ولا بارك فيك ايها الكاذب والله ان الرسول اخبرنا عنكم وانكم ستضهرون في اخر الزمان اللهم اجرنا من الفتن ماضهر منها وما بطن.


سعد فهد المنصور

2021-09-25

حتى نكتشف الحقيقة حول ما قاله هذا البريطاني لنقرأ كتب محمد بن عبدالوهاب فهي مُتاحة في المكتبات وهي تمثل فكره الحقيقي..... بدلا عن قراءة هذه المقالة الملفقة ولكم الحكم حينها.


التعليقات (5)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي