أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

هكذا قالت لونا الشبل..*

في السياسة أيضاً كوميديا، وإن سوداء أو مثيرة للقرف، لكنها تبقى مضحكة، من قبيل شر البلية على الأقل.

وبعد تقاعد الكوميدية، بثينة شعبان، أو إبعادها عن الضوء على الأقل، إثر تصريحاتها الواقعية حول مستوى المعيشة قبل وبعد الثورة، تصدرت المستشارة الفاتنة لونا الشبل المشهد، لتتابع بسلسة أعمالها الكوميدية، بعد فتحها المضحك خلال حوارها ذائع الصيت بالغرفة الفندقية، لتلفزيون روسيا اليوم. واليوم، تحاول تلك الشبل أن تتمثل ذاك الأسد، إن بالكذب والتضليل، أو بالضحكة البلهاء خلال تناول قضايا مصيرية، بما فيها احتلال سوريا وقتل وتهجير السوريين، بل وتتفوق على وريث حكم سوريا، بالنكران ومحاولة التذاكي، حتى بقضايا لم يعد لـ"تل أبيب" صبراً على كتمانها.

ربما من أكثر الأخطاء النقدية شيوعاً، هو التعليق على أداء مشهد كوميدي، لأن المشهد كوميدي بحد ذاته، ولا يحتاج سوى للمتابعة والضحك، وقد يكون بالتدخل والشرح، فقدان لبعض الخصوصية، ولو كانت من قبيل  البلاهة والفجور. لذا، هاكم أهم ما ورد بمشهد لونا على شاشة "بي بي سي" متمنين لكم كامل المتعة والسرور، وإن كانت، كما قلنا، من قبيل الكوميديا المؤلمة والسوداء:
- زيارة الرئيس الأسد إلى أبو ظبي ليست مفاجئة، وعلاقات سورية مع عدد من الدول العربية لم تنقطع، والعلاقات الثنائية ليست بالضرورة أن تمر عبر الجامعة العربية.
- علاقاتنا مع الإمارات لا تعني أننا نقبل التطبيع مع كيان العدو، موقفنا واضح من العدو الاسرائيلي ولا نفرض وجهة نظرنا على أحد.
- من يخرج الاحتلال الأمريكي من سورية هي المقاومة.
- العدو الإسرائيلي قصف ميناء اللاذقية الذي يحتوي بضائع مدنية، وليس هناك ما يسمى "نفوذ إيراني" في سورية.
- لدينا في سورية خبراء عسكريون إيرانيون يساعدون الجيش بخبراتهم، وهذا حق للدولة السورية بطلب المساعدة من حلفائها.
- سورية لم تستخدم تكتيك اللعب على الوقت فيما يتعلق بـ "المسار السياسي"، ولم نصل في لجنة مناقشة الدستور إلى بحث شكل الحكم في سورية.
- لنصل إلى طروحات بناءة في لجنة مناقشة الدستور، يجب أن يكون المتحاورون سوريين حقيقيين وليس فقط بالهوية.
-الوفد الوطني خرج من دمشق وهو ليس وفد الحكومة كما يسميه المبعوث الأممي غير بيدرسون، أما الوفد الأخر من أين أتى؟ ومن وضع أسماءهم؟
- الوصول إلى نتيجة في عمل اللجنة يشترط وجود شريك يقاسمنا الهموم الوطنية ويحمل نفس المبادئ، وعندما يضع التركي اسم شخص في الوفد فهو حكماً ليس شخصا وطنيا.

نهاية القول: ماذا يمكن لأهم النقاد أن يقول، بعد أن أدت لونا المشهد بكل هذا التفوق، فليس لإيران بسوريا من نفوذ، وزيازة الأسد للإمارات منفصلة عن التطبيع، والمقاومة والممانعة ستطرد الاحتلال الأمريكي، وطبعاً، لم يفت المستشارة تخوين المعارضة التي يضعها التركي، كملح ضروري لإتمام  طعم المشهد.

*عدنان عبد الرزاق - زمان الوصل
(333)    هل أعجبتك المقالة (390)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي