قالت منظمة الصحة العالمية إن جميع سكان العالم تقريبا يتنفسون هواء لا يفي بمعايير المنظمة الخاصة بجودة الهواء، داعية إلى فرض مزيد من الإجراءات لتقليل استخدام الوقود الأحفوري، والذي يولد ملوثات تسبب مشكلات بالتنفس وتؤدي إلى ملايين الوفيات التي يمكن الوقاية منها سنويا.
أصدرت المنظمة، بعد حوالي ستة أشهر من تشديد إرشاداتها بشأن جودة الهواء، تحديثا لقاعدة بياناتها الخاصة بجودة الهواء الإثنين، والتي تعتمد على معلومات من عدد متزايد من المدن والبلدات والقرى في جميع أنحاء العالم.
وقالت المنظمة إن 99 بالمائة من سكان العالم يتنفسون هواء أقل جودة، وغالبا ما يكون مليئا بجزيئات قد تخترق عمق الرئتين، وتدخل في الأوردة والشرايين، وتسبب الأمراض.
وأضافت أن منطقتي شرق البحر المتوسط وجنوب شرق آسيا هما الأسوا فيما يتعلق بجودة الهواء، تليهما قارة إفريقيا.
تقول الدكتورة ماريا نيرا، مديرة قسم البيئة وتغير المناخ والصحة بمنظمة الصحة العالمية، "بعد النجاة من فيروس كورونا، من غير المقبول استمرار وجود سبعة ملايين حالة وفاة يمكن الوقاية منها، وخسارة عدد لا يحصى من العيش لسنوات بصحة جيدة بسبب تلوث الهواء."
قاعدة البيانات، التي تتكون تقليديا من نوعين من الجسيمات المعروفة باسم بي إم 10، وبي إم2.5، تضمنت لأول مرة قياسات أرضية لثاني أكسيد النيتروجين.
صدرت أحدث نسخة من قاعدة البيانات في عام 2018.
تنشأ جسيمات ثاني أكسيد النيتروجين من حرق الوقود الناتج عن الأنشطة البشرية كعوادم السيارات، وهو أكثر شيوعا في المناطق الحضرية.
وتقول منظمة الصحة إن التعرض لثاني أكسيد النيتروجين قد يؤدي إلى أمراض بالجهاز التنفسي كالربو، وأعراض مثل السعال، وصعوبة في التنفس، وقد يزيد من ارتفاع عدد الحالات التي تحتاج إلى دخول المستشفيات، وغرف الطوارئ.
عثر على جسيمات ثاني أكسيد النيتروجين بتركيزات عالية في منطقة شرق البحر المتوسط.
وتأتي هذه الجسيمات من عدة مصادر، كحركة النقل ومحطات الطاقة، والزراعة وحرق النفايات والصناعة، وكذلك من مصادر طبيعية كغبار الصحراء.
وأظهرت قاعدة البيانات أن العالم النامي هو الأكثر تضررا بشكل خاص: حيث سجلت الهند مستويات كبيرة من جسيمات (بي إم 10)، بينما ظهر في الصين مستويات قياسية من جسيمات (بي إم2.5).
وقالت منظمة الصحة كذلك إن "المواد الجسيمية، خاصة (بي إم2.5 ) قادرة على اختراق عمق الرئتين، ودخول مجرى الدم، ما يتسبب في أضرار بالقلب، والأوعية الدموية، والدماغ، والجهاز التنفسي. وهناك أدلة جديدة على أن الجسيمات تؤثر على أعضاء أخرى، وتسبب أمراضا أخرى أيضا".
وفي السياق، قالت أنوميتارويشودري، خبيرة تلوث الهواء في مركز العلوم والبيئة، وهي منظمة بحثية في نيودلهي، إن هذه النتائج تسلط الضوء على الحجم الهائل للتغييرات اللازمة لمكافحة تلوث الهواء.
أ.ب
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية