أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

قاضية فرنسية تبحث في ملايين المقاطع المصورة عن أدلة لجرائم الحرب في سوريا

من غوطة دمشق - أرشيف

ذكرت صحيفة "تروا" الهولندية أن القاضية الفرنسية " كاثرين مارشي أويل"، تقوم بجمع الأدلة حول جرائم الحرب المرتكبة في سوريا نيابة عن "الأمم المتحدة" وذلك بعد 11 عاماً من اندلاع الثورة السورية.

وفي التفاصيل، تقول الصحيفة إن الإحصاءات لا تزال مروعة، فيوجد مئات الآلاف من القتلى، وهجمات بالأسلحة الكيماوية، وقصف لأهداف مدنية مثل المدارس والمستشفيات، وأكثر من 100 ألف مفقود في السجون التي ينتشر فيها التعذيب، ومع ذلك، لا توجد حتى الآن محكمة دولية للتعامل مع جرائم الحرب السورية.!!

ونقلت الصحيفة عن  القاضية "أويل" قولها، إن "الوضع في سوريا خطير بشكل خاص.. لقد ارتكبت الجرائم منذ أكثر من عقد، وعادة ما يتم إحالة أمثال هذه الجرائم إلى المحكمة الجنائية الدولية".

وطلب بالفعل من المحكمة الجنائية الدولية في "لاهاي"، التحقيق بالجرائم في سوريا، لكن تلك الجهود فشلت مرارًا وتكرارًا بسبب استخدام روسيا والصين لحق النقض, تقول القاضية "أنا فعلا غاضبة ومحبطة".

وتعمل "أويل" في القانون الدولي منذ أكثر من 25 عامًا، عملت قاضية في المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة ومحاكم رواندا وكمبوديا, كما ترأس حالياً "اللجنة الدولية المستقلة والمحايدة لسوريا".

*بحث بين الأدلة
توضح الصحيفة أن "اللجنة الدولية المستقلة والمحايدة لسوريا"، تأسست عام 2016 من قبل "الجمعية العامة" للأمم المتحدة, وتركز على جمع وتخزين وتحليل الأدلة على الجرائم الدولية المرتكبة في سوريا منذ عام 2011، الهدف من ذلك هو المساعدة قدر الإمكان في محاكمة مثل هذه الجرائم.

وأشارت الصحيفة إلى أنه وبعد 11 عامًا من اندلاع الحرب في سوريا، باتت المحاكمات موجودة في "المحاكم الأوروبية الوطنية"، بموجب مبدأ الولاية القضائية العالمية، وعلى هذا يمكن أيضًا مقاضاة الجرائم الدولية بموجب "القانون الوطني".

* تعذيب السجناء
تؤكد الصحيفة أن القضايا بأغلبها كانت في البداية حول انتهاكات "مقاتلي المعارضة" و "نساء داعش" , لكن مؤخرًا في (كوبلنز) بألمانيا، أُدين اثنان من مسؤولي "المخابرات السورية" بدورهما في تعذيب السجناء، وهي جريمة ضد الإنسانية. حيث لعبت الأدلة التي جمعتها "مارشي اويل" وفريقها دورًا في أربع من هذه الإدانات، بما في ذلك القضيتان في (كوبلنز).

وأكدت "أويل" أن الحرب السورية تعتبر الصراع الأكثر توثيقًا منذ الحرب العالمية الثانية، مما يعني بحسب قولها "أنه ليس عليك فقط العثور على تقنيات لجمع هذه الأدلة وتخزينها، ولكن أيضًا إدارتها".

* مشاركة الضحايا
كشفت الصحيفة أن هناك الآن ثلاث خطوط بحث، تركز عليها "أويل" وفريقها, الأول يتعلق بـ"المعتقلين", أكثر من 100 ألف شخص ما زالوا في عداد المفقودين في سوريا، بالإضافة إلى ذلك، تحاول بناء ملف يوضح أن التعذيب الذي حدث في السجون السورية لم يكن نتيجة "حارس سادي" فحسب، بل جزء من نظام أكبر "على سبيل المثال تقول "أويل": " كتبنا مقالات توضح كيفية تنظيم السجون السورية، وعلاقة الأفراد داخل تلك السجون، وهيكل القيادة. كيف يتم نقل النزلاء بين السجون المختلفة. وهيكل الجرائم المرتكبة في تلك السجون".

واعتبرت الصحيفة أن وثائق مثل هذه مفيدة أيضًا "للمحاكم الوطنية" لمحاكمة التعذيب "كجريمة ضد الإنسانية"، في هذه القضية ، يجب إثبات أن الجاني جزء من هجوم واسع النطاق أو ممنهج على السكان المدنيين، كما توضح القاضي( اويل), "ولهذا السبب بالتحديد كانت الإدانة في (كوبلنز) مهمة للغاية. في يناير / كانون الثاني ، حُكم على "ضابط مخابرات "سوري هناك بالسجن المؤبد بتهمة القتل والتعذيب كجرائم ضد الإنسانية".

وقالت (مارشي أوهيل) إن هذا الحكم "يظهر أنه بينما تبدو قضية فردية بسجن معين فقط ، فهي جزء من هجوم واسع النطاق ضد السكان المدنيين".

وتتابع الصحيفة نقلا عن "اويل" قولها إن الخط الثالث من التحقيق هو "الهجمات غير القانونية", الجميع يرى الآن الجرائم المروعة  في أوكرانيا (قصف مستشفى للأطفال في ماريوبول)  لكن هذه الجرائم مستمرة في سوريا منذ زمن طويل. وتتحدث لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة عن هجمات النظام السوري وحلفائه "التي تستهدف المستشفيات بشكل متعمد ومنهجي", ومن بينهم روسيا.

وعبرت "أويل" عن أملها في ألا يتم استخدام هذه الملفات من قبل المدعين العامين الوطنيين فحسب، بل استخدامها أيضًا في قضية أمام "محكمة دولية", وقالت إن "العمل الذي نقوم به، أنا وفريقي، هو من أجل الضحايا والناجين من الجرائم في سوريا. عندما نرى كيف يعانون ومدى فظاعة هذه الجرائم، لا يمكننا أن نقبل أنها لن تمر دون عقاب".

ترجمة: حسن قدور - زمان الوصل
(121)    هل أعجبتك المقالة (102)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي