من "صيدنايا".. الإفراج عن شاب من السويداء فاقداً للذاكرة

أفرجت سلطات النظام عن شاب من أبناء السويداء بعد أشهر من اعتقاله في سجن "صيدنايا" لتتركه فاقداً للذاكرة، وتائهاً في شوارع دمشق.

وأفاد موقع "السويداء 24" بأن الشاب "م. الزعرت" خرج من سجن "صيدنايا" سيئ الصيت، بعد أشهر قليلة من الاعتقال، دون تهمة محددة.

وكان "الزعرت" فاقداً للذاكرة، وتائهاً في العاصمة دمشق، عندما وجده شاب من درعا. وقال "الزعرت" إنه من بدو "شهبا"، ولا يذكر اسمه أو اسم عائلته. وقام الشاب باصطحابه إلى درعا وبعد الاستفسار عن هويته، وتعميم صورته، تبين أن عائلته تنحدر من عشائر مدينة "شهبا" فعلاً، وتقيم في قرية "الغارية" بريف درعا، منذ عدة سنوات.

وتم تسليم "الزعرت" لعائلته، التي تقول إن جهة أمنية اعتقلته، قرب اوتستراد درعا، قبل بضعة أشهر، واختفى منذ ذلك الحين.

وكان موقع "السويداء 24"، قد وثق في أواخر العام الماضي، وفاة سجين من أبناء مدينة "صلخد" جنوب السويداء، في سجن "صيدنايا".

ولم تسلم السلطات الأمنية جثمانه لعائلته، ما يشير إلى أن وفاته كانت تحت التعذيب.

ويطلق على سجن "صيدنايا" تسمية "المسلخ البشري" نظراً للجرائم الفظيعة التي ارتكبتها السلطات السورية بحق آلاف المعتقلين السوريين.

وكشفت منظمة العفو الدولية أنه في كل أسبوع يتم اقتياد من 20 إلى 50 شخصاً من زنزاناتهم من أجل شنقهم في منتصف الليل، وأن نحو 13 ألف شخص قتلوا في سجن "صيدنايا" منذ عام 2011، بسرية تامة.

ووثقت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" اعتقال النظام أكثر من 131 ألف شخص لا يزالون قيد الاعتقال التعسفي أو مختفين قسراً منذ مارس/2011 ولغاية الشهر نفسه من العام الفائت، وجاء في تقرير أصدرته الشبكة، في حزيران - يونيو 2019 أن الكثير من المعتقلين في سجون النظام يصابون بحالة "الفصل" وهي ظاهرة يصاب صاحبها بحالة هذيان شديد وفقدان الذاكرة وبكاء هيستيري تؤدي به إلى الوفاة، وذلك نتيجة تعرضه للضرب والإذلال وقلة النوم والطعام.

ويتعمد النظام إبقاء الأشخاص "الفاصلين" ضمن مهاجع عن بقية زملائهم بهدف تعذيبهم ودفعهم للانهيار، وأوضح التقرير أن أغلب من يصابون بالفصل ينتهي بهم المطاف إلى الموت. وأضاف أن 8% من المعتقلين الذي قضوا تحت التعذيب، توفوا بسبب ظاهرة الفصل.