أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

موظفون في حلب رواتبهم «البخشيش» فقط!

ضغطت الأزمة الاقتصادية بشدة على مواقع العمل في حلب لتستثني بعض العمال من الرواتب وتجعلهم عالة على «البخشيش» الذي يدفعه العملاء والزبائن وتضطرهم إلى قبول واقعهم في ظل تردي الظرف الاقتصادي. وتعددت أماكن العمل التي تستقطب الموظفين المؤقتين من دون اتفاق على تقاضي راتب معين سوى ما يدفعه المتعاملون من «إكرامية» لقاء إسداء خدمة معينة مثل غسيل السيارة في أحد المغاسل، حيث يحصل عمال الغسيل على «بخاشيش» محرزة تتعدى مئة ليرة سورية عن كل سيارة «وبذلك يصل راتبي إلى أكثر من 15 ألف ليرة في الشهر الواحد من دون أن أحصل على أي أجر من صاحب المغسل»، وفق قول جمال، أحد العاملين في مغسل بحي الجميلية.
وتستقطب مغاسل السيارات مئات العمال الذين يتبارون للحصول على وظيفة فيها على الرغم من عدم حصولهم على رواتب.
ويتعامل موظفون مع المطاعم والمقاهي لغسيل سيارات الزبائن المتوقفة أمامها «لكننا لا نتقاضى إكراميات مثل التي ينالها عمال المغاسل، فلا يدفع الزبائن أكثر من 50 ليرة للسيارة الواحدة علينا دفع قسط منها لصاحب المطعم أو المقهى الذي يقدم الماء ولا يتعدى ما أحصل عليه أكثر من 10 آلاف ليرة في الشهر الواحد»، كما يقول الشاب غسان لـ«الوطن».
ويقتنع بعض عمال التخديم (الكراسين) في المطاعم وبعض عمال النراجيل، بأجر زهيد لا يتعدى أربعة آلاف ليرة شهرياً للعامل الواحد، مقابل تقاضي «إكراميات» من الرواد «على أن نتقاسم نحن الكراسين الإكراميات مع نهاية كل دوام ليصبح راتبنا مقبولاً، لكننا نلاحظ أن قدرة الزبائن على دفع البخاشيش تراجعت في السنة الأخيرة بسبب الأزمة الاقتصادية التي تأخذ وقتاً كبيراً من الأحاديث التي يتداولونها فيما بينهم»، بحسب أحمد الموظف في أحد المطاعم المرموقة في المدينة.
وسار العمال في بعض محطات الوقود على نهج زملائهم في باقي مطارح العمل التي لا تدفع أجوراً لموظفيها، ولذلك يتبارى هؤلاء في إنقاص كمية الوقود في خزانات المركبات عن القيمة التي يدفعها أصحابها دون خجل حتى إن معظمهم يدفق الماء على الزجاج الأمامي للسيارات من أجل مسحه مقابل تقاضي 25 ليرة وسطياً عن كل عملية لتعويض حرمانهم من الرواتب.
وأعجب بعض أصحاب الفعاليات الاقتصادية بالفكرة فأنقصوا رواتب الموظفين المستخدمين لديهم ممن لهم علاقة مباشرة مع الزبائن إلى النصف مثل «كراسين» الشركات الخاصة وعمال الطلبات الخارجية في مطاعم الوجبات السريعة التي لا تزيد أجور موظفيها على 3 آلاف ليرة شهرياً.

الوطن - خالد زنكلو
(92)    هل أعجبتك المقالة (96)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي