تقول العشرات من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة وجزء كبير من أوروبا، إنها متحدة في السعي إلى خفض واردات النفط والغاز الروسي "بشكل جذري" بعد غزوه روسيا لأوكرانيا، مع ضمان ألا تغذي هذه الجهود تغير المناخ.
في اجتماع استمر يومين لوكالة الطاقة الدولية برئاسة وزيرة الطاقة الأمريكية جينيفر غرانهولم، طرحت الحكومات مجموعة كبيرة من الأفكار لخفض استخدام الطاقة، والاستفادة من الإمدادات الجديدة من الغاز والنفط والفحم من خارج روسيا، وتكثيف استخدام الطاقة المتجددة.
وقالت غرانهولم في ختام الاجتماع اليوم الخميس إن وزراء الطاقة العالميين الواحد والثلاثين الذين حضروا في باريس "متحدون في رؤية كيف يمكننا أن نفعل ما في وسعنا لزيادة العرض، واعتماد تدابير الكفاءة" وتسريع الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة.
وقال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، إن الدول الأعضاء تنتهج سياسات طاقة منفصلة، ولكن "بهدف واحد: تخفيض واردات النفط والغاز الروسية بشكل جذري".
وقالت غرانهولم إن إدارة بايدن ضغطت على منتجي النفط المحليين لزيادة الإمدادات وأن "هناك استجابة من سوق النفط والغاز". وفي يوم افتتاح الاجتماع، وأوضحت غرانهولم إن الحكومة طلبت من شركات الطاقة الأمريكية زيادة الإنتاج "أينما ومتى أمكنهم ذلك الآن" وأن الولايات المتحدة كانت تبذل قصارى جهدها لتقديم الغاز الطبيعي المسال إلى الدول التي تسعى لفطم نفسها عن الإمدادات الروسية.
وأضافت غرانهولم "نصدر كل جزيء ... من الغاز الطبيعي الذي يمكن تسييله في محطة موجودة".
في الوقت نفسه، يجب على الدول أن تدرك الحاجة إلى عدم زيادة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري عن طريق حرق المزيد من الوقود الأحفوري، وخاصة الفحم الملوث بشدة، في محاولتها لاستبدال إمدادات الطاقة الروسية، حسبما قال مسؤولون. وحذر بيرول من أن "الكفاح ضد التغير المناخي لا ينبغي أن يكون ضحية للغزو الروسي".
تظهر التقارير العلمية الأخيرة أن العالم يسير على الطريق الصحيح لتجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية (2.7 فهرنهايت) المحددة في اتفاقية باريس للمناخ لعام 2015، وقد يتجاوز الحد الأقل طموحًا بمقدار درجتين ما لم يتم إجراء تخفيضات أكثر صرامة للانبعاثات في السنين القادمة. يحذر الخبراء من أن كل عُشر درجة من الاحترار تزيد من مخاطر الآثار الخطيرة.
وقدمت وكالة الطاقة الدولية خطة من 10 نقاط الأسبوع الماضي قالت إنها قد تخفض بشكل كبير استخدام النفط في أوروبا. وتضمنت مقترحات لأيام الأحد الخالية من السيارات، وحدود السرعة المنخفضة وتجنب السفر بالسيارات والطائرات حيثما أمكن ذلك.
وأشار بيرول إلى أن الأرقام الأخيرة أظهرت أن زيادة الانبعاثات العالمية العام الماضي كانت الأعلى في التاريخ، حيث كانت الاقتصادات تتعافى من جائحة فيروس كورونا.
عشرات الدول تعلم عزمها السعي لخفض واردات الطاقة الروسية

أ.ب
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية