أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مقتل هولندي في سجون الأسد يثير صدمة بين أبناء مدينته

بعد أربع سنوات من الاعتقال - أرشيف

عقب نشرها خبراً حول وفاة مواطن هولندي من مدينة "آرنيم" الهولندية تحت التعذيب في سوريا، نشرت صحيفة (دي ستيتنور) تقريرا عن ردود الفعل التي أحدثتها القضية في مدينة "آرنيم" مسقط رأس الضحية.

وقالت الصحيفة "إن هذا النبأ مس مجتمع (ارنيم) بعمق"، وكان "الضحية "تعرض للتعذيب لسنوات في معتقلات بشار الأسد، حيث سُجن الرجل المولود في هولندا لمدة أربع سنوات على الأقل وتوفي على الأرجح، حسب موقع "NRC" الهولندي .

* صدمة في المجتمع
تنقل الصحيفة عن  مصدر مطلع من منطقة (مالبورخن)، الذي لا يريد نشر اسمه، إنه "مؤلم وعنيف للغاية أن يحدث هذا لصبي من منطقة (مالبورجن الشرقية) في مدينة "آرنيم"، هويته معروفة للمحررين، المصدر يعرف الصبي جيدًا، فهو "فتى هولندي من أصل مغربي" غادر (أرنهيم) عام 2013 للقتال ضد نظام الأسد، تمامًا مثل بعض الشباب الآخرين".

وأضاف المصدر: "نحن نعلم ما حدث من الفتيان الآخرين الذين غادروا حينها، ماتوا أو عادوا، لم تكن لدينا أي فكرة عنه".

وتنقل "دي ستينور" عن عمدة مدينة "آرنيم" (أحمد مرقش) وصفه للتعذيب  الذي تسبب في وفاة الصبي المعني بأنه "أمر مريع".

وبحسب الصحيفة فقد كان العمدة يعرف من هو الصبي وأضاف الأخير: "كان هذا الصبي ضمن المجموعة الأولى التي سافرت إلى سوريا. وبما أننا لم نسمع عنه منذ فترة طويلة، فقد افترضنا الأسوأ. هذا هو السبب في أن الأسرة قد قدمت التعازي فيه منذ بضع سنوات. إنه لأمر فظيع أن نواجه هذه الأخبار الآن".

تقول الصحيفة إن (مرقش) لم يعرف أن "الضحية" قد مات بالفعل وتعرض لمثل هذا التعذيب الذي أعلن عنه موقع "NRC" الآن، لكن هذا لا يفاجئه رغم ذلك.

وتنقل قوله: "بمجرد مغادرة هؤلاء الفتيان والفتيات لهولندا، تحدث لهم أفظع  الأشياء، لهذا السبب من المهم جدًا أن نمنعهم من المغادرة".

* جمع الكتب أو التجسس
وفقًا لبلدية (أرنيم) تقول الصحيفة إن "الضحية" المعني يعتبر شخصية معروفة في مؤسسة "عمر بن الخطاب"، وهي "نادٍ متطرف" تأسس نهاية 2012، وثم توقف منذ ذلك الحين، ويقال أيضًا إن الرجل سافر إلى سوريا عدة مرات قبل عام 2013، وعاد إلى (أرنيم)، بحسب العمدة (مرقش): "هؤلاء هم سلفيون خرجوا لإقامة دولة إسلامية مثالية".

وتشير الصحيفة إلى أنه في كتاب "السلفيين الهولنديين" لعام 2017، الذي كتبه "علماء ليدن"، تم ذكر"الضحية" مع مواطنين إثنين، ويقال إن الثلاثة لهم تأثير كبير على الأولاد الصغار في المدينة، الذين اتبعوا أيضًا نموذجهم في السفر إلى سوريا.

وتنقل الصحيفة عن محامي عائلة "الضحية" قوله: "ليس من المؤكد على الإطلاق أنه ذهب إلى سوريا للقتال ضد نظام الأسد، مثل البقية من المقاتلين الآخرين" , المحامي (أندريه سيبريجتس)  الذي كان قد استلم  القضية منذ عام 2020، بتكليف من أسرة "الضحية" لأن الأسرة  أرادت حينها أن تدفع  وزارة الخارجية من أجل بذل أقصى جهودها لتعقب ابنها، كانت الأسرة تعلم منذ 2014 من خلال رفاقه السجناء الذين أطلق سراحهم، أنه مسجون لدى النظام السوري.

وأكد الصليب الأحمر هذا أيضًا في عام 2015، يقول المحامي (سيبريجتس) للصحيفة: "سافر( الضحية) إلى لبنان عام 2013 لجمع كتب عربية للمؤسسة التي كان أحد أعضائها فيها في (آرنيم)، حيث تم اختطافه واحتجازه في سوريا للاشتباه في قيامه بالتجسس".

ووفقًا للمحامي، فإن  هذا لا يوضح أي شيء عن دوافع "الضحية"، ويتابع  "أنت لست مذنبًا بناءً على الأشخاص الذين ترتبط معهم بمجموعة، أرى هذه الحالة بشكل مختلف حقًا. عادة ما يسلك الشباب الذين يرغبون في القتال الطريق عبر تركيا. كان ذلك هو الطريق المعروف الذي اتبعه الذين أرادوا الذهاب لسوريا".

 فيما يقول العمدة (مرقش) : "بالطبع لا نعرف بالضبط ما الذي كان سيفعله هذا الصبي هناك، لكن وفقًا لمعلوماتنا، كان بالفعل جزءًا من مجموعة المسافرين (المقاتلين) في طريقهم إلى سوريا".

* تعذيب رهيب
وتضيف الصحيفة نقلا عن المحامي (سيبريجتس) : "مهما كانت دوافع (الضحية) فهو مواطن هولندي، يسارًا أو يمينًا، وكان ينبغي على الحكومة الهولندية أن تفعل كل ما في وسعها من أجله".

ويتابع: "الخارجية قالت مرارًا وتكرارًا إنها لا تستطيع فعل أي شيء لأنها لا تريد الاعتراف بنظام الأسد بأي شكل من الأشكال. ولكن إذا كنت تعلم أن هذا الرجل قد تعرض لتعذيب سادي غير محتمل، فعليك اتخاذ إجراء".

ووفقًا لمحامي الأسرة، كان ينبغي على وزارة الخارجية أن تتخذ مسارات  لممارسة النفوذ، على سبيل المثال من خلال تمثيل دول أخرى، فقد كانت سفارة "رومانيا" تمثل مصالح هولندا في دمشق، يقول المحامي "كان سفيرها في سوريا على استعداد للقيام بذلك، لكن وزارة الخارجية لم تكن تريد أن تسمع شيئاً".

وكان القاضي قد حكم  لصالح وزارة الخارجية عام 2020، في الدعوى التي رفعها المحامي (سيبريجتس) الذي اعتبر حينها أن القاضي لم يكن يريد التدخل في السياسة الخارجية.

وتضيف الصحيفة الآن بعد أن أعلن موقع "NRC" أن "الضحية" قد تعرض للتعذيب في السجن ومات على الأرجح (كما أفاد ضابط كبير في النظام السوري)، تود وزارة الخارجية معرفة المزيد عن القضية، ربما لاستخدامها في قضية ضد سوريا حول ملف التعذيب مارسه النظام السوري، قد يؤدي هذا الإجراء إلى رفع قضية أمام محكمة العدل الدولية في "لاهاي".

*رأي وزارة الخارجية
تفيد "دي سنتيتور" أن وزارة الخارجية الهولندية أبلغت صحيفة "دي جيلديرلاندر" في بيان أمس السبت أنها "بذلت جهودا جبارة'' لتعقب"الضحية"، لكنها كانت محدودة في هذا الصدد بسبب عدم وجود علاقات دبلوماسية مع سوريا.

وتضيف الخارجية "إنه لأمر مأساوي أنه لم يتضح مكانه ، خاصة لأننا نعرف من حالات مماثلة  مدى حزن الأسرة في العيش في حالة عدم اليقين هذه".  يقول المحامي (سيبريجتس)  إن الأسرة لا تعرف بعد ما إذا كانت تريد التعاون الان مع وزارة الخارجية، "إنهم محبطون للغاية حتى الآن من الموقف الغائب لوزارة الخارجية"، ولكن هناك خيار آخر يتمثل في أن تطلب الأسرة من "النيابة العامة" مقاضاة "الجلادين" في سوريا، كما يقول (سيبريجتس). الأسرة تفكر الآن في ذلك.

* العمدة لم يكن يعلم بالدعوى
تفيد الصحيفة بأن رئيس البلدية (مرقش) لم يكن على علم بمحاولات عائلة "الضحية" لدفع وزارة الخارجية إلى اتخاذ إجراء، وتنقل عنه قوله: "لا يمكنني الحكم على ما إذا كانت الوزارة وأجهزة المخابرات قد فعلت ما يكفي لتعقبه. آمل ذلك، لأنه مهما فعل هذا الصبي هناك، فإن فقدان أي روح بشرية يعتبر حدثاً ضخماً، لذا علينا إعادة هؤلاء الشباب وعلاجهم هنا ومن ثم مساعدتهم على بناء حياة جيدة".

وتنقل الصحيفة تصريحا للمصدر المذكور أعلاه من منطقة "الضحية" في (مالبورجن الشرقية): "لم يكن لدى الأولاد الذين سافروا إلى الشرق الأوسط في عام 2013 أي فكرة عما سيواجهونه، ناهيك عن سنوات التعذيب التي تنتظرهم".

ويضيف "هذا فظيع حقًا، الجالية المغربية صغيرة في آرنيم، والأخبار تنتشر كالنار في الهشيم عبر المدينة".

ولد "الضحية" عام 1983، ولديه أبوان "مغربيان" ونشأ في مدينة "آرنيم"، ويقال إنه تلقى دروسًا في اللغة العربية في "جامعة رادبود"  في مدينة "نيميغن"، وعمل في مجال الرعاية الصحية، وفقا للصحيفة.

ترجمة: حسن قدور - زمان الوصل
(141)    هل أعجبتك المقالة (142)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي