نعى ناشطون مؤسِّسة ومديرة "ملتقى حنين الثقافي" الناشطة السورية "رجاء بنوت" التي توفيت في برلين أول أمس الأول عن عمر ناهز الستين عاماً، وكان لنشاطها في فرقة "كورال حنين' دور مميز في رسم صورة مبدعة عن عمق وجمالية التراث السوري، وما تحمله بنات سوريا وأبنائها من حس إنساني وجمالي عالٍ".
ووصف كورال حنين مؤسسته وقلبه النابض بـ"الأم والصديقة والشخصية الملهمة، زارعة الأمل أينما حلت، الحنونة وصاحبة الابتسامة المتقدة التي بددت برد غربتنا وتشتتنا في بلاد المهجر".
وختم أن الراحلة تركت وراءها ذكرى طيبة في نفوس كل من عرفها وكانت أمنيتها أن تدفن في بلدتها "عيون الوادي" إلى جانب والدتها ووالدها وجدها وخالها وبقية من كانت تتذكرهم بحب دومًا.
ولدت الراحلة "رجاء شبلي بنوت" في بلدة "عيون الوادي" 1957 وسط أسرة تتبنى الأفكار المعاصرة والمتحررة، وكان لأسرتها دور لاهتمامها بالشأن العام السوري.
تخرجت من كلية الزراعة في دمشق، سنة 1980، ونالت شهادة الماجستير في إدارة الأعمال على خلفية هندسة الزراعة من الجامعة العربية للعلوم والتكنولوجيا، التابعة لجامعة الدول العربية. وهي أم لثلاث بنات "مي" و"يارا" و"ليال"، وناشطة في مجال العمل المجتمعي والثقافي بمبادرات فردية، تحولت إلى منظمات منذ العام 2000. بعد استقرارها في دمشق، أسست جمعية النهضة الفنية بدمشق عام 2006، بهدف تغيير الثقافة المجتمعية نحو ثقافة أكثر انفتاحاً، وأسست في 22 شباط /2015 في مدينة غازي عنتاب التركية بالتعاون مع مجموعة من السيدات السوريات (ملتقى حنين الثقافي) بهدف القيام بالعديد من النشاطات الاجتماعية والتثقيفية وورشات العمل وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي من خلال تشكيل مجموعة غنائية نسائية لإحياء التراث السوري والتعريف به والحفاظ عليه في مختلف بلدان اللجوء، ثم أسست مجموعة ثانية في برلين عام 2016، و"شبكة كورال حنين" التي تتألف حاليًا من 11 مجموعة موزعة على 6 بلدان.
ونعى عدد من أصدقاء بنوت واصفين إياها بـ"السنديانة السورية التي أوجعت قلوبنا برحيلها" وقالت المعارضة والمعتقلة السابقة "أليس مفرج" رحلت صديقة الجميع بلا موعد التي كانت صاحبة البيت الواسع بدفئه، رجاء الحنونة والقوية، والسباقة بالمبادرات،جارة المنفى والرفيقة"، وكشفت "فردوس هلال" إحدى عضوات ومؤسسات "كورال حنين" "في كل مكالمة .. نتحدث عن اللقاء القريب.. نتحدث ولا نشعر بالوقت كيف يمر ... ضحكنا و بكينا .. وأضافت :".. هناك الكثير من المشاريع و الأحلام لم نحققها بعد .. لماذا رحلتِ؟.
ورأى الكاتب والصحفي "عبد الرحمن مطر" أن وفاة رجاء بنوت "هو خسارة كبيرة، ورحيل مفجع ومفاجئ وهي المناضلة الثورية المناضلة الدؤوبة من أجل الحرية، والمجتمع المدني وتمكين المرأة والإنسانة النبيلة والمعطاءة.
وقال الكاتب الفلسطيني "أيمن فهمي ابو هاشم" أن "رجاء بنوت" هي روح سورية نبيلة، عايشت اللجوء السوري في مدينة غازي عنتاب قبل أن تغادر إلى ألمانيا، وتركت أثرها الجميل في قلوب من عرفوا ثورة حنينها إلى وطن موعود بالحرية والحياة".
وبدورها قالت الباحثة حزام زهور عدي "ما كنت أحسب أنني ساعزي برجاء..كنت أتخيل أنها عصية على الأحزان توزعها مدى الكون..فقد اعتدت عليها تنشر الفرح والنشاط والهمم أينما حلت وكيفا كانت...فاجأتنا... غيابك حزن واسع يا رجاء".
ووصف الباحث الإسلامي "محمد جبش" الراحلة بأنها "كانت رمزاً للأسرة السورية الواحدة وآمنت بالفن رسالة نبيلة، وحملت حنين السوريين وعذاباتهم وعزفت على منابر الأمم قصة السوري الشريد وحلمه بوطن جميل يعمر بالحرية والكرامة".
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية