خرجت الفئات الاجتماعية في السنتين الأخيرتين بمحافظة حمص عن عاداتها وتقاليدها المتبعة بالميل نحو الزيارات الاجتماعية في المنازل بعد انتشار المطاعم والمقاهي والمنتزهات وخاصة في مركز المدينة وحمص القديمة والجديدة (الوعر) وطريق طرابلس بعد توجه خطط المحافظة ومجلس المدينة معاً إلى تحويل المحال المحيطة بالملعب البلدي إلى مقاهي رصيف لاقت إقبالاً كبيراً بعد سلسلة اعتراضات وجهتها شرائح المجتمع المحلي للجهات المعنية لعدم اختراق الترابط الاجتماعي المتميز فيها.
واقتصرت هذه المقاهي على تناول الوجبات السريعة وإقامة حفلات أعياد الميلاد والتخرج للطلاب في المراحل المختلفة وفق أسعارها شبه المتهاودة التي تتناسب مع جيوب مرتاديها مقارنة مع المطاعم ذات النجوم المتعددة.
على حين يرى أغلب أصحاب المطاعم أن روادهم من الفئات الاجتماعية المتوسطة والغنية وخاصة في الأيام الأولى من الأسبوع (الجمعة والسبت والأحد) يغلب عليها الجنس اللطيف لأن رب الأسرة أصبح مشغولاً بعمله فيلقى على عاتق الزوجة اصطحاب أطفالها لقضاء وقت للهو واللعب فتجد ضالتها في المطاعم التي خصصت جزءاً من المكان للملاهي ما يمكنها من الجلوس معهم بصحبة الأهل والأصدقاء وأحياناً الجوار لتناول النرجيلة وبعض الأطعمة الأخرى خارج جدران المنازل.
بينما وجدت الفئات الاجتماعية ذات الدخل المادي المحدود ضالتها بقضاء أوقاتها خارج المنزل بجلوس على العشب المحيط بالقلعة بعد إزالة كامل العقارات المتكئة على جدرانها أو بالتوجه إلى الحدائق ليتمكن الأطفال من أخذ قسط من اللهو واللعب في منازل تضيق بهم.
أما محافظة حمص ومجلس المدينة فقد وجدا في المقاهي والمطاعم تلك ضالتهما المنشودة في استثمار المحال وملء خزنتيهما الخاويتين بالموارد المادية كي يتم تأهيل الطرق وإقامة المشاريع الخدمية المهمة لمحافظة تحتاج إلى مليارات الليرات لتبدو بحلة جميلة.
مقاهي الرصيف تخترق العادات الحمصية للقاءات الاجتماعية
رفاه الدروبي - الوطن
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية