أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حظر نفطي محتمل على روسيا يدفع واشنطن للتواصل مع فنزويلا

محطة وقود في لوس أنجلوس - جيتي

سافر مسؤولون أمريكيون بارزون سرا إلى فنزويلا خلال نهاية الأسبوع في محاولة لإذابة الجليد عن العلاقات العدائية بين أبرز حلفاء فلاديمير بوتين في أمريكا الجنوبية، وأحد أهم مصدري النفط الذي قد تخفف عودته إلى أسواق الطاقة الأمريكية من تداعيات فرض حظر نفط محتمل على روسيا.

لم تتضح على الفور نتيجة المحادثات مع حكومة الرئيس نيكولاس مادورو.

جاءت الزيارة المفاجئة بعد شهور من التدخلات الهادئة لوسطاء- مدافعين أمريكيين ودبلوماسيين من النرويج ورؤساء شركات نفط دولية- الذين ضغطوا على بايدن لإعادة النظر في حملة "أقصى ضغط" الفاشلة للإطاحة بمادورو والتي ورثها من إدارة ترامب.

لكن الزخم لتبني توجه خطر نحو مادورو- الذي يخضع لعقوبات ومدان في نيويورك بتهم تهريب المخدرات- أصبح أكثر ضرورة بعد غزو روسيا لأوكرانيا والعقوبات الأمريكية التي تلت ذلك، وهو ما يعد بإعادة تشكيل التحالفات الدولية ويزيد التضخم المدفوع بارتفاع أسعار النفط والذي وصل إلى معدل غير مسبوق منذ أربعة عقود.

بدأ الديمقراطيون والجمهوريون على حد سواء الأسبوع الماضي في إعلان دعمهم لحظر أمريكي للنفط والغاز الطبيعي الروسي كخطوة مقبلة للضغط على بوتين بسبب الغزو.

وقاد الوفد الأمريكي خوان غونزاليس، مستشار مجلس الأمن القومي لنصف الكرة الغربي، وفقا لفردين على علم بالزيارة تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتيهما لمناقشة السياسة الأمريكية. ورافقه السفير جيمس ستوري، أبرز دبلوماسي أمريكي في كراكاس عندما قطعت إدارة ترامب العلاقات مع مادورو في 2019 واعترفت بزعيم المعارضة خوان غويدو رئيسا شرعيا للبلاد.

لكن تواجد مسؤول آخر بالخارجية الأمريكية هو روجر كارستينز، مبعوث الرئاسة الخاص لشؤون الرهائن هو ما أثار الآمال في أن يكون مادورو مستعدا للإفراج عن معتقلين أمريكيين كبادرة حسن نية نحو إدارة بايدن.

وكان كارستينز قد سافر في وقت سابق إلى كراكاس في ديسمبر/ كانون أول والتقى في السجن بستة من مسؤولي النفط من شركة سيتغو ومقرها هيوستن، فضلا عن جندي المارينز السابق ماثيو هيث وفردين سابقين من القوات الأمريكية الخاصة على صلة بغارة فاشلة كان هدفها الإطاحة بمادورو شنت من كولومبيا المجاورة.

وتدرس إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن منذ فترة تخفيف العقوبات النفطية الصارمة على فنزويلا مقابل التزام مادورو بالعودة للمفاوضات مع معارضيه التي جمدها في الخريف الماضي عندما تم تسليم حليف أساسي للولايات المتحدة بتهم فساد، بحسب مسؤول أمريكي اشترط عدم ذكر اسمه لمناقشة مداولات داخلية.

أحد البدائل هو السماح لشركة شيفرون أخر شركة نفط أمريكية تعمل في فنزويلا بزيادة الإنتاج وربما استئناف صادرات النفط إلى مصافي تكرير ساحل الخليج المصممة خصيصا لمعالجة الخام الشبيه بالقطران في البلاد، حسبما ذكر المسؤول قبل جولة دبلوماسية مكوكية في نهاية الأسبوع.

بموجب العقوبات الأمريكية، يحظر على شيفرون القيام بجميع أعمال الصيانة باستثناء الصيانة الأساسية للآبار التي تديرها بمشاركة "بي دي في إس إيه" عملاق النفط الذي تديره الدولة.

لم يظهر مادورو سوى إشارة محدودة على استعداده للتخلي عن بوتين في وقت حاجته.

فقد أجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس الروسي الأسبوع الماضي تعبيرا عن الدعم وحضر تجمعا حاشدا في كاراكاس حيث قوبل سفير بوتين بترحيب حار من أنصار الحزب الاشتراكي الحاكم.

وانتقد مادورو في فعالية قرار الولايات المتحدة وحلفائها بطرد البنوك الروسية من نظام الدفع "سويفت" وفرض حظر على شركات الطيران التابعة لها. وقال: "ما يفعلونه ضد الشعب الروسي جريمة، حرب اقتصادية"، مضيفا "ما يفعلونه جنون".

لكن بغض النظر عن هذا الخطاب، تمثل عقوبات الغرب على روسيا ودعم الحزبين الأمريكيين لحظر نفطي شامل، تهديدا كبيرا لقدرة مادورو على المناورة بنجاح مثلما فعل حتى الآن.

وبرزت روسيا كأكبر مشتر للنفط الخام الفنزويلي في أعقاب العقوبات الأمريكية.

في العام الماضي، باعت شركة "بي دي في إس إيه" الحكومية الفنزويلية نفطا خام إلى روسيا بنحو 2.5 مليار دولار، وفقا لخبير في الصناعة اشترط عدم الكشف عن هويته لمناقشة بيانات التجارة غير المعلنة.

وهذا المبلغ يعادل نحو ربع احتياطيات العملة الأجنبية الكاملة للبلد الواقع في أمريكا الجنوبية.

وذكر المصدر في الصناعة أنه في حين تم استخدام بعض هذه المبيعات لسداد الديون، تم إعادة أكثر من مليار دولار إلى كاراكاس لتغطية عمليات شركة "بي دي في إس إيه" للنفط المتداعية التي تديرها الدولة.

مع تجميد حساباتها في الولايات المتحدة وأوروبا، تتلقى "بي دي في إس إيه" مدفوعات شحنات النفط على بنك "برومسفياز" في موسكو وهو أحد الكيانات المملوكة للدولة التي فرضت عليها إدارة بايدن عقوبات بسبب علاقاتها بالجيش الروسي.

الأمر الأقل وضوحا هو كيف يمكن لأي مرونة أمريكية أن تخفف من الضغوط على ارتفاع أسعار الوقود على المستهلكين الأمريكيين.

على الرغم من وجوده على قمة أكبر احتياطيات نفطية في العالم، انخفض إنتاج النفط في فنزويلا إلى أدنى مستوى خلال قرن العام الماضي.

على الرغم من أن الإنتاج بدأ في الارتفاع مع نهاية عام 2021 ليصل إلى 755000 برميل يوميا، قالت إن ما أنتجته في يناير/ كانون ثان لا تمثل سوى جزء بسيط من أكثر من 10 ملايين برميل يوميا ضختها روسيا العام الماضي.

أ.ب
(117)    هل أعجبتك المقالة (109)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي