أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

في ذكراها الثامنة.. ناشط يستعيد تفاصيل من مجزرة "العتيبة" في ريف دمشق

أرشيف

تمر هذه الأيام الذكرى الثامنة لمجزرة "العتيبة" التي طالت العشرات من المدنيين ممن خاطروا بحياتهم هرباً من الجوع والقتل العشوائي الذي يمارسه النظام ضدهم في الغوطة الشرقية بريف دمشق ليلقوا حتفهم بكمين من قواته.

ووقع الكمين بعد خروج العشرات من المدنيين ومن بينهم الكثير من النساء والأطفال من مدينة "دوما" باتجاه قرية "العتيبة" التي تعتبر المنفذ الوحيد من الغوطة الشرقية إلى البادية السورية.

وبعد المسير لساعتين وبين بلدة "ميدعا" و"العتيبة" حصلت 3 انفجارات ناتجة عن تفجير عبوات ناسفة وألغام وخطين من المتفجرات على طريق الرتل في تمام الساعة الثانية من صباح ذلك اليوم، ثم استهدفتهم قوات الأسد وميليشيات حزب الله بالرشاشات الثقيلة وراجمات الصواريخ لإيقاع أكبر عدد من الضحايا في صفوفهم، وما إن قدِمت التعزيزات العسكرية حتى قاموا بتصفية الجرحى إعداما ميدانيا.

*أصابع حزب الله
وظهرت لاحقا دلائل تعزز الشكوك حول هوية من قضى في كمين "العتيبة"، منها صور ملتقطة من قبل إعلامي موال للنظام أظهرت دمية دب مرمية (لم يصب بأي حروق من الإنفجار بطبيعة الحال) بين جثث القتلى الذين يُفترض أنّهم عسكريون في طريقهم لتنفيذ عملية عسكرية -حسب ادعاءات النظام حينها- فيما ظهرت جثة أخرى ملفوفة بالعلم الأسود الذي تحمله جبهة النصرة، وهو الآخر لم يصب بأي خدوش، مثلها مثل بقية ألبسة كل القتلى.

وأظهرت الصور التي بثتها القنوات الإعلامية التابعة للنظام أن الجثث كانت مصفوفة بشكل مرتب، وبمسافات منتظمة بينها، وكلها بقيت على الطريق، دون أن تظهر آثار لأشلاء مبعثرة، أو جثث متناثرة خارج الطريق، كما هو المفروض لانفجار ضخم كالذي أظهرته القنوات المؤيدة للنظام، فيما أكدت دلائل موثقة مسؤولية حزب الله اللبناني عن التخطيط للكمين وتنفيذه إذ ظهر حينها تسجيلان صوتيان يثبتان أن من نفذ المجزرة هي مليشيا "حزب الله" وأحد التسجيلين لمجموعة من المرتزقة يتحدثون فيما بينهم قبل ثوان من تنفيذ الكمين حيث يعلو صوت أحدهم مطالبا "علاء": "بنداء يا أبا عبدالله.. فجّر ياعلاء"، فما يكون من علاء سوى ضغط زر التفجير وهو ينادي "يا أبا عبد الله".

وبث ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي شريط فيديو يتضمن لقاء مع أحد الناجين من المجزرة وهو مدني من أهالي "دوما" يدعى "عمار" أصيب بشظية جراء قذيفة هاون سقطت على منزله: "كنا 175 شخصاً حوالي 30 جريحاً و40 عنصراً من الجيش السوري الحر كانوا في أغلبهم من المنشقين عن النظام وما تبقى كانوا مدنيين خرجوا من الغوطة الشرقية بسبب الحصار والجوع وقلة الكوادر الطبية".

وأضاف الناجي الوحيد: "خرجنا من دوما عن طريق العتيبة ومشينا في الصحراء وبعد ساعتين من سيرنا بدأ التفجير الأول الذي كان بعيداً عنا بحوالي 100 متر ثم جاء التفجير الثاني الذي وقع في منتصف الرتل فأخذت اثنين معي وعدت إلى الخلف من حيث أتينا، وأثناء ذلك سمعنا حوالي 12 تفجيراً ثم فتحوا علينا نيران رشاشات ثقيلة واستغرق طريق عودتنا حوالي 6 ساعات لأننا ضعنا ولم نعرف أين نتجه ليلاً.

*ثقب أسود
وبدوره أشار الناشط "أبو عمر الغوطاني" لـ"زمان الوصل" إلى أن الرتل لم يكن عسكريا كما ادعى "المرصد السوري لحقوق الإنسان" حينها، بل رتلاً لمدنيين لا يحملون إلا أمتعتهم الشخصية، ومن بينهم بعض الثوار وعائلاتهم مع أطفالهم وبعض المقاتلين ممن كانوا مصابين إصابات بليغة، ومن بينهم -كما يقول المصدر- ابن عمته الذي أصيب جراء سقوط قذيفة "فوزديكا" بجانبه وأدت إلى بتر يده وإحدى عينيه وشوهت ملامح وجهه وكان علاجه صعباً في الغوطة فخاطر بحياته إذ كان طريق الرتل يشكل خطراً على من يمر به لأنه مرصود من الجهتين.

وروى محدثنا أن ضحايا الرتل كانوا في طريقهم إلى الأردن عن طريق بئر القصب وكانت منطقة العتيبة أخطر منطقة في ريف دمشق وبمثابة ثقب أسود، وسبق لمجموعتين سابقتين أن خرجتا منها ولكن المجموعة الثالثة التي كانت مؤلفة من حوالي 175 شخصاً تعرضت لكمين محكم أدى لاستشهاد أغلب أفرادها، وعبّر الغوطاني عن اعتقاده بأن قوات النظام رصدت مرور الرتلين السابقين فأقامت كمينا لرتل ثالث كان متوقعاً، وكان هذا الكمين نهائياً حيث أُغلق الطريق بعدها بشكل كامل ومن أصيب في هذا الكمين تم الإجهاز عليه وقتله.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(184)    هل أعجبتك المقالة (116)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي